السلطات السورية تفرج عن 190 معتقلا من دوما وتلقي القبض على معارض بارز

أنباء عن إعفاء رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية.. والحكومة قد تولد غدا

TT

أفرجت السلطات السورية أمس عن 190 شخصا من الذين اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات والأحداث الدموية التي شهدتها مدينة دوما في ريف دمشق، بعد يوم على لقاء الرئيس بشار الأسد مع وفد من أهالي دوما يوم الأحد الماضي وتأكيده لهم «استمرار التحقيقات لحين معرفة الأسباب التي أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء ووعدهم بإطلاق سراح معتقلي الأحداث الأخيرة في دوما».

وبالتزامن مع إطلاق سراح معتقلي مدينة دوما، استمرت حملة الاعتقالات الواسعة في مناطق متعددة في البلاد، وكان أبرزها اعتقال الكاتب والمعارض السياسي فايز سارة، العضو في «إعلان دمشق». وشكل اعتقال الكاتب سارة مفاجأة كونه يأتي بعد أيام من توجيه الإعلام الرسمي السوري دعوة لعدد من المثقفين ورموز المعارضة للحوار كان فايز سارة من بينهم. وقالت مصادر حقوقية إن عناصر من الأجهزة الأمنية اعتقلت سارة من منزله في الغزلانية (ريف دمشق) واقتادته إلى جهة مجهولة. ولم تفصح عناصر الأمن عن سبب الاعتقال، مع الإشارة إلى أن خطاب فايز سارة اتسم بالهدوء ونبذ العنف، وهو من الداعين إلى تحقيق إصلاح آمن.

إلى ذلك، تواردت معلومات غير مؤكدة رسميا عن إعفاء العميد سهيل رمضان رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية من مهامه، ونقله إلى موقع آخر، وذلك ضمن قرارات ذات صبغة مهنية. وكانت السلطات السورية قد أعفت رئيس فرع الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب على خلفية تفجر الاحتجاجات في درعا ودوره في تصعيد الأزمة حيث قام في فبراير (شباط) الماضي باعتقال عدد من الأطفال على خلفية كتابة عبارات على جدران إحدى المدارس تدعو إلى إسقاط النظام. وكان لفظاظة نجيب في التعامل مع الأهالي دور كبير في إثارة مشاعر الاستياء وتفجر الغضب الشعبي. ولا يزال موقع عاطف نجيب كرئيس سابق لفرع الأمن السياسي بدرعا شاغرا حتى الآن بعد إقصائه وتحويله للقضاء مع محافظ درعا فيصل كلثوم.

من جانب آخر، قالت مصادر مطلعة إن عادل سفر المكلف بتشكيل حكومة جديدة في سورية، أنهى مشاوراته الحكومية مع قيادة حزب البعث وقيادات الأحزاب المتحالفة معه التي تشكل الجبهة الوطنية التقدمية ومع أكاديميين وشخصيات مستقلة، ومن المتوقع أن يعلن عنها يوم غد. ولوحظ في الشهر الأخير أن القرارات الهامة في سورية صارت تعلن يوم الخميس في محاولة استباقية لتبريد يوم الجمعة الذي بات يوما للاحتجاجات الكبرى. وجاء ذلك في وقت دعت فيه «الجبهة الوطنية التقدمية» ائتلاف الأحزاب تحت قيادة الحزب الحاكم، الشعب السوري إلى وعي ما سمته «أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية» وإلى «مزيد من التلاحم وإحكام الرباط في وحدة وطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد لوضع حد للجرائم التي تمس أمن الوطن والمواطن». وقالت القيادة المركزية للجبهة في بيان لها صدر مساء أول أمس «إن سورية تتعرض في هذه الآونة إلى تحديات خطيرة بفعل مؤامرات وضغوط خارجية وعملية تريد استثمار التحولات الجارية في المنطقة وتوظيفها لصالح المخططات المعادية».

وقالت إن هناك دوائر دفعت «عصابات مخربة» لقتل المواطنين تارة ورجال الأمن تارة أخرى بقصد «إثارة البلبلة والفوضى وإحداث الفتنة وترويع المواطنين وإحراق ممتلكاتهم الشخصية والاعتداء على مقار المؤسسات الحكومية وتدمير الأملاك العامة».