كيري: نتنياهو سيقدم خطة سلام أمام الكونغرس.. وعلينا ضمان انتقال سلمي للسلطة في مصر

«منتدى أميركا والعالم الإسلامي» يبحث تبعات الثورات العربية في مطالبتها بالديمقراطية والحرية

TT

قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقدم خطة للسلام في الشرق الأوسط أمام مجلسي الكونغرس خلال الأسابيع المقبلة، بهدف دعم جهود السلام. وحذر كيري خلال مشاركته في الندوة الافتتاحية لـ«منتدى أميركا والعالم الإسلامي» في واشنطن أمس من «سوء تخطيط» الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التعويل على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين في سبتمبر (أيلول) المقبل مع تعثر جهود السلام. وشدد، من جهته، وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على ضرورة أن تعي إسرائيل «الواقع الجديد في المنطقة».

وبحثت الندوة التي كانت أول أعمال المنتدى الذي ترعاه قطر مع معهد «بروكينغز» التطورات الاستراتيجية في المنطقة، خاصة على أثر الثورة في مصر وتونس. وشدد كيري على أن «مصر هي القضية المهمة الآن، علينا ضمان انتقال سلمي في مصر، فهي تمثل ربع العالم العربي».

وفي حين اعتبر كيري أنه يجب عدم فرض التغيير السياسي في ليبيا، وإنما مواصلة الضغوط على النظام الليبي، قال جودة إن: «وقف إطلاق نار على ما هو عليه الحال في ليبيا الآن يعتبر تقسيما فعليا لليبيا». وشدد جودة على أهمية مواصلة الجهود على المسارين السياسي والعسكري في ليبيا وعدم ترك الشعب الليبي.

وطغت القضايا السياسية والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على فعاليات «منتدى أميركا والعالم الإسلامي» الذي بدأ فعالياته بالعاصمة الأميركية أمس لأول مرة منذ انعقاده قبل 7 أعوام، واتفق عدد كبير من المشاركين أن ما تشهده المنطقة العربية سيسفر عن ثمرة جيدة تقود الدول العربية إلى الديمقراطية، وأكد المنتدى الذي ينظمه معهد «سابان» التابع لمعهد «بروكينغز» واللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية القطرية على أهمية المبادرات التي سيخرج بها المنتدى في مجالات قضية السلام وحل إقامة الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقوية العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

وقد بدأت أعمال المنتدى الثامن في غياب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، الذي اعتذر لاضطراره للعودة إلى العاصمة الدوحة، وعقدت عدة جلسات عمل مغلقة ناقشت موضوعات دور المنظمات الإسلامية غير الربحية في بناء شراكة مستدامة وتطوير القدرات القيادية ودور التعليم في إحداث الإصلاح في العالم العربي، ودور القطاع الخاص والقادة في خلق فرص عمل من خلال العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي، ودور الإعلام في سد الفجوة بين الجانبين، إضافة إلى موضوع الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية.

ووجه أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي خطابه في الجلسة الافتتاحية داعيا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تطبيق خطابه الذي أطلقه في جامعة القاهرة في 2009 الذي دعا خلاله إلى بداية جديدة للعلاقة بين أميركا والعالم الإسلامي على أساس جديد يرتكز على التفاهم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأشار أوغلي إلى التحولات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم الإسلامي والتي تطالب بالكرامة الإنسانية والحرية والديمقراطية، وطالب بضرورة أن تتاح الفرصة لشعوب الدول العربية لترجمة تطلعاتهم إلى إرادة سياسية لإيجاد حلول يضعونها بأنفسهم لمشكلاتهم، وأبدى مارتن إنديك مدير «مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط» تخوفه مما ستسفر عنه الثورات في منطقة الشرق الأوسط قائلا: «هذه الثورات ما زالت في الهواء، ومئات الآلاف يتظاهرون من أجل حرياتهم، وهذا شيء جيد، لكنه أيضا مخيف»، وتساءل: «ماذا سيأتي بعد ذلك؟». وأشار إلى أهمية انعقاد المنتدى في هذا التوقيت والاهتمام بقضايا تتعلق بما يحدث وعلاقة تلك الثورات بتنظيم القاعدة والإسلاموفوبيا وفتح نافذة حوار لمناقشة كل القضايا.

وأضاف إنديك أن الولايات المتحدة طالما دافعت وتبنت القيم التي تطالب بها الثورات الآن مثل الحريات الإنسانية وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتغيير والتعليم وتحارب أميركا من أجلها منذ عقود وستظل الشعوب في العالم العربي، تحارب أيضا من أجلها، وتفاءل مارتن إنديك باتساع فرص الأحزاب الإسلامية في العمل في العلن والنزول إلى معترك الشارع السياسي بحرية، وطالب تلك الأحزاب بتعليم الغرب المفاهيم الإسلامية بحيث يتاح للغرب فهما أكبر للمجتمعات الإسلامية.