وتارا يدعو لتفادي الانتقام بعد اعتقال غباغبو

فرنسا لا ترى مبررا لبقاء قواتها في ساحل العاج لفترة طويلة

TT

طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من رئيس ساحل العاج الحسن وتارا منع وقوع «حمام دم» جديد وأعمال انتقامية حيال أنصار الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي اعتقل أول من أمس. وجاء هذا فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس إنه لا مبرر لبقاء القوات الفرنسية في ساحل العاج لفترة طويلة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للمنظمة بان كي مون رحب بدعوة وتارا إلى تشكيل لجنة حقيقة ومصالحة تهدف إلى التحقيق في الاتهامات بارتكاب مجازر وجرائم أخرى نسبت إلى طرفي النزاع في ساحل العاج. وتابع المتحدث مارتن نسيرسكي أن الأمين العام «شدد لدى الرئيس وتارا على وجوب تجنب أي حمام دم جديد بعدما بات غباغبو بأيدي القوات الرئاسية» وعلى «ضرورة ضمان عدم حصول أعمال انتقامية ضد أنصار غباغبو». وأكد على «وجوب محاكمة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أيا كان انتماؤهم». ورأى بان، بحسب المتحدث أن أمام ساحل العاج الآن، «فرصة تاريخية» وعليها أن تشجع المصالحة الوطنية وتشكل حكومة وحدة وطنية وتعيد فرض سلطة الدولة.

وكان بان كي مون أعلن أول من أمس أن اعتقال غباغبو يختتم فصلا مؤسفا «ما كان ينبغي أن يحصل أبدا». وقال: «سأتحدث مع الرئيس وتارا لبحث سبل التعاون بين الأمم المتحدة وحكومة ساحل العاج لحل المشكلات التي ستنشأ في المستقبل». واعتقل غباغبو أول من أمس عقب هجوم شامل على مقر إقامته في أبيدجان شنته قوات خصمه الحسن وتارا مدعومة بالوسائل الجوية والمصفحات التابعة للقوات الفرنسية وبعثة الأمم المتحدة.

ودعا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا مساء أول من أمس، العاجيين إلى الامتناع عن القيام بأعمال انتقامية أو بأعمال عنف، معلنا بداية «عهد جديد من الأمل». وباتت أبيدجان بعد المعركة التي شهدتها على شفير كارثة إنسانية ويشهد بعض أحيائها عمليات نهب تقوم بها مجموعات مسلحة. كما أن الوضع صعب جدا داخل البلاد، ولا سيما في الغرب، حيث اتهمت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية طرفي النزاع بارتكاب تجاوزات. وتعهد وتارا بملاحقة جميع المسؤولين عن هذه التجاوزات.

في غضون ذلك، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أن نحو 536 شخصا قد قتلوا منذ نهاية مارس (آذار) الماضي في مواجهات اندلعت في غرب ساحل العاج سقط القسم الأكبر منهم في مدينة ديوكوي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا رافينا شمدساني في ندوة صحافية، «أرسلت تعزيزات إلى فرقنا التي تقوم بعمليات البحث في الغرب. أحصينا حتى الآن 536 شخصا قتلوا في غرب البلاد». وأوضحت أن هؤلاء الأشخاص قتلوا «منذ الأسبوع الأخير من مارس». وأضافت أن أكثرية القتلى لقوا مصرعهم في ديوكوي. وفيما تحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن 800 قتيل على الأقل في ديوكوي وحدها في 29 مارس في أعمال عنف بين المجموعات المتقاتلة، أشارت المتحدثة إلى أن الحديث عن 536 قتيلا في غرب البلاد هو بالتأكيد «تقدير أدنى من الواقع». وتحدثت الحصيلة الأخيرة للأمم المتحدة مساء أول من أمس عن 800 قتيل مؤكد على الأقل في البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نصفهم في العاصمة الاقتصادية أبيدجان.