ليبيا: طائرات الحلف الأطلسي تغير على بلدة ككلة وتقتل مدنيين ورجال أمن

قوات القذافي تواصل الحصار على مصراتة.. ومواجهات في الزنتان

ثوار ليبيون كما بدوا أمس في شارع طرابلس بمدينة مصراتة المحاصرة من قبل قوات القذافي (أ.ف.ب)
TT

قال التلفزيون الليبي أمس إن غارة جوية لحلف شمال الأطلسي على بلدة ككلة جنوب العاصمة طرابلس، أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين ورجال أمن، حسبما ذكرت «رويترز».

وذكر التلفزيون في خبر عاجل «تعرضت بوابة ككلة لقصف العدوان الاستعماري الصليبي أول من أمس (الاثنين)، حيث كان يوجد عدد من أفراد الأمن العام لتسيير حركة المرور والتأكد من الهويات الشخصية». وتابع «نتج عن هذا القصف استشهاد هؤلاء الأفراد بالكامل وعدد من الأطفال والنساء والرجال».

وتقع ككلة على بعد أكثر من مائة كيلومتر جنوب طرابلس. ولم يذكر التلفزيون أي تفاصيل عن عدد القتلى في الغارة.

ولا يسمح للصحافيين بالعمل بحرية في غرب ليبيا، مما يجعل من الصعب التأكد من روايات جانبي الصراع في ليبيا.

على صعيد ذي صلة، وقعت مواجهات أمس بين قوات النظام الليبي والمتمردين في منطقة الزنتان، جنوب غربي طرابلس، حيث كان الحلف الأطلسي قد أعلن أول من أمس (الاثنين) تدمير أربع دبابات لقوات القذافي.

وقال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «هذا الصباح، حاولت قوات القذافي قطع الطريق بين الزنتان والحدود التونسية في الغرب»، عبر وضع عربات عسكرية في الجبل على بعد نحو 15 كلم غرب مدينة الزنتان.

وأضاف أن الثوار هاجموا قوات القذافي، وطاردوا عناصرها حتى الحرابة (مائة كلم غرب).

وقال الشاهد: «هناك تضامن بين مدن المنطقة، والسكان يتنقلون بينها لصد الهجمات. لذا، تحاول قوات القذافي قطع الطرق بينها».

إلى ذلك، قال شاهد من «رويترز» إن قوات القذافي قصفت المدخل الغربي لبلدة إجدابيا الواقعة تحت سيطرة المعارضين في شرق ليبيا أمس. وأضاف أنه تردد دوي نحو ثمانية انفجارات ناجمة حسب ما يبدو عن نيران مدفعية عند المدخل الغربي.

وقتل ثلاثة مدنيين أول من أمس (الاثنين) بنيران القوات الموالية للقذافي غرب المدينة، التي استعاد الثوار السيطرة عليها بعد معارك شديدة، حسبما علم أمس من الثوار، ولدى مستشفى المدينة.

وقال أحد الثوار، ويدعى علاء عبد الجليل السعدي، 35 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع ثلاثة قتلى». مضيفا «أنهم مدنيون وقتلوا بنيران قوات القذافي أول من أمس (الاثنين) عصرا على مسافة 30 كلم غرب إجدابيا». وأكدت مصادر طبية أنه تم نقل ثلاث جثث صباح أمس إلى مستشفى إجدابيا. وخيم هدوء صباح أمس في المدينة، حسبما أفاد صحافيون.

وفي غضون ذلك، لا تزال مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية حتى يوم أمس تحت حصار القوات الحكومية، ولا يزال المواطنون المقيمون هناك يشكون من نقص الغذاء والمياه والدواء.

وكتب أحد سكان مصراتة عبر موقع «ليبيا اليوم» الإلكتروني المعارض «نناشد القوات العسكرية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي وكل الليبيين الأحرار.. هناك مذبحة قد تقع قريبا في مصراتة».

وأضاف الكاتب «رأينا تهديدات مساعدي القذافي بأن أي مساعدات إنسانية ستواجه بالسلاح وبالقوة العسكرية.. هذا مؤشر خطير على ما قد يحدث هناك».

وتخضع مصراتة، التي تقع في المنطقة الغربية من البلاد، والتي يسيطر عليها القذافي، للحصار منذ عدة أسابيع. وتعتبر المدينة ساحة قتال رئيسية على الطريق للعاصمة طرابلس.

وهدد وزير الخارجية الليبي في وقت متأخر أول من أمس المنظمات الدولية التي تخطط لإرسال مساعدات لمصراتة، بأنها ستواجه «مقاومة شرسة غير متوقعة من المواطنين المسلحين».

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الوزارة أبلغت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، أن أي اقتراب من الأراضي الليبية تحت ذريعة تقديم مساعدات إنسانية سيواجه بمقاومة عنيفة ومسلحة من المواطنين المسلحين.

وأضافت الوكالة أن أي مساعدات إنسانية يجب أن تقدم عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين.