تواصل إجلاء المصريين من ليبيا برا وبحرا وجوا

ناجون يروون أهوال الحرب في مصراتة

TT

تصل إلى ميناء الإسكندرية، ظهر اليوم، السفينة التي قامت باستئجارها الحكومة التركية للمساعدة في نقل المصريين العالقين في مدينة مصراتة الليبية، كانت السفينة قد غادرت ميناء مصراتة الليبي، أول من أمس الاثنين، وعلى متنها 1025 شخصا، منهم 870 مواطنا مصريا و50 سيدة ليبية متزوجات من مواطنين مصريين، من بين نحو 6 آلاف مصري قضوا ما يزيد على الشهر عالقين في مصراتة.

وكشف مصريون عائدون من المدينة الواقعة في الغرب الليبي والمحاصرة منذ أكثر من 40 يوما عن تعرضهم لعمليات قصف عشوائية من قبل دبابات القذافي، إضافة إلى هجمات المرتزقة الأفارقة ومرتزقة سيدات.

وقال مصطفى الصغير، الذي يعمل «فني ألومنيوم»، من مدينة طنطا بوسط دلتا مصر، إنه اختبأ في حظيرة أغنام هو وأسرته، وهم يحتضنون طفلهم الصغير الذي يبلغ عاما واحدا، عندما اقتحم المرتزقة منزله، مضيفا أن الله ستر ولم يبكِ الطفل الصغير، وإلا كان قد انكشف أمرهم وتم قتلهم على الفور على يد المرتزقة. وشدد مصطفى، الذي كان ضمن مجموعة من العائلات التي وصلت إلى مدينة طبرق أول من أمس على متن سفينة قطرية، على أن المرتزقة الذين اقتحموا منزله لم يكونوا عربا بل كانوا يتحدثون لغة أجنبية، وكانوا يتصرفون بمنتهى العنف والشراسة. ودعا عمر، (ميكانيكي) من محافظة دمياط الساحلية بشمال مصر، شباب الثورة في مصر إلى الاهتمام بمشكلات المصريين في الخارج، خاصة في ليبيا، وكذلك الانتباه لقضية الثوار الليبيين، ودعمهم، مؤكدا شجاعتهم وبسالتهم وحرصهم على حياة المصريين في مصراتة.

كما وصل إلى القاهرة، صباح أمس، 215 مصريا فارين من ليبيا عبر تونس ضمن آخرين من جنسيات مختلفة. وأنهت سلطات المطار بسرعة إجراءات وصول الركاب المصريين مراعاة لظروفهم الإنسانية الصعبة، وتسفيرهم على متن طائرة «الخطوط الأهلية التونسية» التي قامت المنظمة الدولية للهجرة باستئجارها لتسفير المواطنين المصريين وإعادتهم إلى أرض الوطن. بينما روى محمد، الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل، قصة غريبة عن اختطاف أحد أقاربه في مصراتة، ويعمل سباكا، ثم شاهدوه في التلفزيون الليبي بعدها بأيام وسط مجاميع تهتف بحياة القذافي في طرابلس.

وقال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج: إن الحدود الليبية - التونسية (منطقة رأس جدير) استقبلت 148 مصريا، منهم 114 قامت السفارة المصرية في طرابلس بتسفيرهم على نفقة الدولة، كما قامت مجموعتا العمل المصرية الموجودتان في منطقة رأس جدير وفي مطار جربة بتونس بتقديم التسهيلات والمساعدات اللازمة للمواطنين المصريين، وإصدار وثائق السفر لأولئك الذين فقدوا هوياتهم وجوازات سفرهم.

وأضاف عبد الحكم أن عدد المواطنين المصريين الذين وصلوا إلى مصر بالطريق البري عبر منفذ السلوم أمس بلغ نحو 473 مصريا، بينما بلغ عدد رعايا الدول العربية والأجنبية الذين وصلوا إلى مصر أمس بالطريق البري عبر منفذ السلوم البري 2618، ليبلغ إجمالي عدد رعايا ليبيا الذين وصلوا إلى مصر خلال الفترة من 21 فبراير (شباط) الماضي حتى أمس بالطريق البري عبر منفذ السلوم نحو 54689 ليبيا، بالإضافة إلى نحو 112 ألفا و943 شخـصا من رعايا الدول العربية والأجنبية، و151 فلسطينيا.

وفي مدينة مساعد الليبية، بالقرب من الحدود المصرية الليبية كشف وفد اليونيسيف إلى ليبيا عن أن الأمم المتحدة لم تتلق إذنا حتى الآن من قبل السلطات الليبية للسماح للجنة تقصي حقائق من منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالوصول إلى طرابلس، والتحقق عن قرب وكثب فيما يتردد عن وجود جرائم ضد الأطفال.

وأطلعت السفيرة ليلى نجم، مديرة إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية ورئيسة البعثة المشتركة للجامعة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بعثة «اليونيسيف» على شهادات الأسر العربية المقبلة من مدينة مصراتة، وما قالوه عن جمع الأطفال واستخدامهم كجنود في القتال، كما أمدت البعثة العربية «اليونيسيف» بتسجيلات مصورة للفظائع بحق الأطفال التي حدثت في مصراتة.