الشرع يلتقي أهالي درعا.. ومسؤولون يجتمعون بفعاليات في حمص ويعترفون «بوقوع أخطاء»

في ظل الاستعدادات للتظاهر في حمص يوم «جمعة التحدي»

TT

لا تزال الجهود الرسمية مستمرة لبدء حوار بين القيادة السياسية ووجهاء من مدينة درعا، لوضع حد للأزمة في المدينة المحاصرة منذ 18 مارس (آذار) الماضي. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر مطلعة قولها إن نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع التقى أول من أمس الثلاثاء وفدا من وجهاء المدينة في إطار العمل على «إيجاد تسوية في ضوء الاتفاق على الالتزام بوقف أعمال الشغب ومظاهر الاحتجاج». وقالت «الوطن» إن وفدا من الوجهاء سيلتقي مع رئيس الوزراء المكلف عادل سفر للنظر في إمكانية «النظر في تنفيذ ما هو محق من مطالب المدينة».

وفي حمص، قالت مصادر إن اللجان الشعبية في حي الزهراء - حيث يتركز أبناء الطائفة العلوية - وبالتعاون مع فرع حزب البعث (الحاكم) وبعض الفعاليات، دعت وجهاء الأحياء في المدينة وشيوخ عشائر البدو ووجهاء الطوائف المسيحية والإسلامية، إلى اجتماع تحت عنوان «اللحمة الوطنية»، حيث عقد الاجتماع في خيمة أقيمت لهذا الغرض. وجرى إلقاء الخطب وعرض وجهات النظر، وكان من أبرز الذين لبوا الدعوة، الشيخ حسن الحكيم والشيخ ياسر الصالح والشيخ محمود الفدعوس والشيخ عباس النجيب وآل طالب والكثير من أئمة الجوامع ورجال الدين المسيحي ورجال الدين الإسلامي.

وقالت المصادر إن الهدف من الحضور كان نقل مطالب أهالي حمص إلى الجهات الداعية كي يتم رفعها إلى رئاسة الجمهورية، بهدف التوصل إلى مخرج للأزمة في حمص، التي شهدت احتجاجات اتسم قمعها باستخدام القوة المفرطة، وأسفر عن وقوع نحو 16 قتيلا وعشرات الجرحى. وخلال الاجتماع اعترفت الجهات الرسمية «بوقوع أخطاء» أدت إلى تفاقم الأمور، كما وعدت بإلغاء عمل اللجان الشعبية التي يعتبرها أهالي حمص في المناطق التي شهدت احتجاجات مسخرة لاستخدام العنف مع المحتجين والإبلاغ عنهم. وبعد الاجتماع، صلى الجميع صلاة المغرب في مسجد فاطمة الزهراء القريب من مكان التجمع الذي كان محاطا برجال الشرطة.

ويأتي هذا الاجتماع استباقا ليوم الجمعة الذي سمي «جمعة التحدي»، والمتوقع أن يكون ساخنا في حمص. وقالت مصادر محلية إن الاستعدادات جارية للخروج يوم الجمعة القادم، حيث يتم بيع أكفان على أبواب المساجد، لا سيما في الأحياء والمناطق التي شهدت احتجاجات خلال أيام الجمع الماضية. وقالت المصادر إن الكفن يباع بـ300 ليرة سورية، أي ما يعادل 6 دولارات، والبائعين ينادون عليه بالقول «من لا يريد كفنا لدينا ملاءات نسائية»، كناية عن القول إن من لا يريد أن يكون رجلا ويطلب الشهادة فليرتد ملاءة نسائية ويقبع في البيت مع النساء.