ثوار ليبيا يريدون أن تنص مبادرة تركيا بوضوح على رحيل القذافي.. ووفد منهم يزور واشنطن اليوم

شكلوا لجنة إغاثة في بنغازي * شمام ينفي أن تكون بلاده في طريقها للصوملة

TT

أكد محمود شمام، مسؤول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، أن المجلس قبل بـ«معظم أجزاء» المبادرة التي طرحتها تركيا على اجتماع مجموعة الاتصال في الدوحة أمس، لكنه يطالب بتعديل فقرة لتنص بوضوح على رحيل معمر القذافي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال شمام للصحافيين إن «المبادرة التركية قبلنا معظم أجزائها»، لكن هناك فقرة تشير إلى «تحقيق تطلعات الشعب الليبي»، و«نحن نريد أن نحدد بدقة ما هي تطلعات الشعب الليبي، فهذه كلمة عامة». وأضاف أن «أي مبادرة ليس فيها مغادرة القذافي لن ننظر إليها بجدية».

ووصف شمام المبادرة التركية بأنها «خريطة طريق» تختلف عن خريطة الطريق الأفريقية، و«فيها عناصر كثيرة جيدة، لكن نقطة اختلافنا مع الأتراك هي في عدم تحديد ما هي تطلعات الشعب الليبي المشروعة بوضوح». وتنص الخطة التركية على وقف فوري لإطلاق النار، وإنشاء «فضاءات إنسانية آمنة» لمساعدة الشعب الليبي، وإطلاق «عملية واسعة للتحول الديمقراطي» في ليبيا باتجاه «انتخابات حرة». وأعلن شمام أن وفدا من المجلس الوطني الانتقالي الليبي سيتوجه اليوم الخميس إلى الولايات المتحدة. وقال شمام لوكالة الأنباء الألمانية إن الوفد يضم محمود جبريل رئيس فريق الأزمة بالمجلس الانتقالي، إلى جانب شخصه، موضحا أنهم سيلتقون عددا من قيادات الكونغرس الأميركي يوم غد الجمعة «لكن المؤكد أننا سنلتقي السيناتور جون ماكين، وكذلك السيناتور جون كيري،ونحن نجد دعما كبيرا من الكونغرس ونريد أن نزيد من هذا الدعم».

وأضاف شمام: «سنبحث في واشنطن جملة من القضايا التي طرحناها في الدوحة أمس».

وعما إذا كانوا يبحثون اعترافا من جانب واشنطن، قال شمام إنهم جلسوا للتفاوض معنا «وهذا فيه اعتراف ضمني بنا ولم يضعوا شروطا لذلك، وهم يتحدثون عن الوقت المناسب - للاعتراف بالمجلس». وعن الأهداف الأربعة الرئيسية التي سيتم بحثها في واشنطن، قال شمام: «أول هذه الأهداف حماية المدنيين»، فعلى الرغم من قرار مجلس الأمن، فإن قوات القذافي لا تزال مستمرة في قصف المدن واستهداف المدنيين كما يحدث في مصراتة، والزاوية وغيرها، إضافة إلى تأمين السلاح للثوار».

وأضاف أنهم يرون أن الناتو بطيء في استجابته لوقف هذه الهجمات على المدنيين، «ونود أن نرى المزيد من العمل لأجل حماية المدنيين، كذلك نأمل في مبادرات سلمية لحماية الشعب الليبي، ولن نعترف بأي مبادرة لا تضع في اعتبارها أن القذافي يفتقد تماما لأية صف شرعية دولية، وعلى ذلك لا نعترف بأي مبادرة يكون القذافي أو أبناؤه طرفا فيها. وهذا شرط مسبق من جانبنا ولا يمكن بدء أي مفاوضات قبل أن يغادر القذافي وعائلته الحكم والبلاد». وقال شمام إن عددا من الدول أبدت استعدادها لتقديم العون العسكري للثوار «لكنهم يبحثون الجوانب القانونية لذلك، وندرك بواعث القلق حول التدريب والجهات التي ستقدم السلاح»، مضيفا أن القذافي «لا يزال يحصل على المزيد من السلاح ويزيد من قوته ويحصل على المزيد من المرتزقة، بينما نحن لا تزال قواتنا تستخدم سلاحا عتيقا».

وتابع شمام: «نأمل المزيد من الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالي، هذا ما نأمله من اجتماع الدوحة، وأن نجد استجابة واسعة له».

وأكد شمام عدم وجود تنظيم القاعدة في ليبيا، وقال: «إذا وجدت عناصر لـ(القاعدة) في ليبي،ا فهي أقل من أي عناصر موجودة في دولة عربية أخرى.. وهي إذا وجدت في ليبيا فهي أقل مما هو موجود في أوروبا وأميركا حتى».

وأوضح أن: «هناك مبالغات في الحديث عن (القاعدة) في ليبيا. ليبيا بلد مسلم وسيظل كذلك، والمجتمع الليبي معتدل، ولا مكان لـ(القاعدة) فيه».

ونفى شمام أن تكون ليبيا في طريقها للصوملة قائلا إن «شعب ليبيا متكاتف والدم الوحيد يسال من جانب القذافي، نحن ندافع عن أنفسنا، لقد بدأنا مظاهرتنا سلمية، ونريد أن نفعل ذلك في طرابلس حتى يسقط النظام، والقذافي هو من جر البلاد إلى الدم. وهناك جيش واحد فقط هو جيش القذافي مقابل الشعب».

وحول المبادرات الدولية، قال إن الحلقة الضيقة حول القذافي وهو نفسه سيواجه تهما من قبل المحكمة الجنائية في مايو (أيار) المقبل، «فكيف يمكن لنا أن نتفاوض مع من يواجه اتهامات بجرائم ضد الإنسانية، وكل الدول تدعو القذافي إلى الرحيل وترك السلطة فكيف نفاوضه نحن؟». وأشار شمام إلى وجود ثلاث مبادرات خلال أسبوعين «المبادرة الأفريقية مرفوضة.. كأنها كتبت في مكتب القذافي، ولهذا فهي مرفوضة جملة وتفصيلا، المبادرة التركية بها نقاط إيجابية كثيرة خاصة عندما تتحدث عن تطلعات الشعب الليبي».

وأضاف: «تطلعات الشعب الليبي في رحيل القذافي وأسرته عن ليبيا، وإذا كان التوصيف واضحا في هذا الخصوص فنحن نقبل بكل مبادرة تضعه في اعتبارها».

وحول صادرات النفط من ليبيا، قال شمام إنهم يصدرون كميات محدودة من النفط دون أن يذكر أرقاما محددة. واكتفى بالقول إن كمياتها تصل إلى مئات الآلاف من براميل النفط «نفعل ذلك على نسق برنامج النفط مقابل الغذاء».

وأضاف أن هناك جانبا فنيا يجعل صادرات النفط من جانب الثوار يتم من منطقة طبرق «لأن خطوط النفط هناك تحمل نوعية من النفط التي تستوجب نقلها سريعا وإلا تعطلت الخطوط.. ولذا، فإلى جانب حاجتنا إلى التصدير، فهناك الجوانب الفنية التي حتمت ضرورة تصدير النفط لتحريكه داخل الخطوط».

وقال إنهم يجرون محادثات مع عدد من الدول بشأن الأرصدة الليبية في الخارج «لدينا أموال ليبية كثيرة في عدد من البنوك والمؤسسات الدولية، ونبحث مع هذه الدول الإفراج عن جزء من هذه الأرصدة على الأقل لمواجهة الحاجات العاجلة من غذاء ومستلزمات طبية». وأوضح الشامي: «نحتاج إلى نحو مليار ونصف المليار دولار على الأقل لتغطية الاحتياجات اليومية». وعلق شمام أول من أمس عن تسليم أربع شحنات من المنتجات البترولية إلى مدينة بنغازي كما صدرت النفط الليبي من طبرق، وقال «نحن نرحب بالخطوة القطرية، ونقدر لدولة قطر مواقفها ليس فقط في تصدير النفط الليبي بل مواقفها المبدئية بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي منذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة». ونفى شمام أن يكون ورفاقه قد التقوا موسى كوسا، وزير الخارجية الليبي السابق. وقال «نحن لم نقابله فهو يحضر المؤتمر وهو ليس جزءا من وفدنا، وموقفنا من كل الأشخاص الذين انفضوا من حول القذافي نشجعهم على ذلك، لكن هذا وحده ليس سببا كافيا حتى ينضمون للمعارضة».

وأضاف: «ليس لدي الرغبة في لقائه، علما أنه زميل دراستي، وذلك بسبب سجله في حقوق الإنسان».

إلى ذلك، أطلق المجلس الوطني الانتقالي الليبي، لجنة إغاثة أمس للعمل على تنسيق توزيع المساعدات على أكثر من 35 ألف نازح وصلوا إلى مدينة بنغازي بعدما فروا من المناطق المحاصرة.

وذكرت مصادر أن عددا كبيرا من القادمين للمدينة التي تعد معقل الثوار، جاؤوا من مدينة مصراتة، وهي واحدة من المدن التي يسيطر عليها الثوار غرب ليبيا، وأيضا مدينة أجدابيا. وستركز لجنة الإغاثة التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، والتي من المقرر أن تعمل بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي، على احتياجات النازحين من مدينتي البريقة وأجدابيا الغنيتين بالنفط. يعيش كثير من أولئك النازحين مع أسر تستضيفهم في بنغازي. كما يقيم 6 آلاف نازح آخرين بالسكن الجامعي ومخيمات العطلات على طول الساحل الشرقي لليبيا.