«الشرق الأوسط» تنفرد بنشر تحقيقات الثوار مع أسير برتبة عقيد في جيش القذافي

قال إن المعتصم هو من يقود القتال ضد المناوئين لنظام أبيه.. وحكاية «القاعدة» شائعة

متطوعون ليبيون يتلقون درسا في استعمال الأسلحة الخفيفة في بنغازي أمس (رويترز)
TT

كشفت اعترافات مثيرة أدلى بها ضابط برتبة عقيد في الجيش الموالي للعقيد الليبي معمر القذافي أن المعتصم نجل القذافي هو الذي يقود العمليات العسكرية، التي تشنها قوات والده وكتائبه الأمنية ضد الثوار.

وأدلى العقيد احنيش قاعد، في مؤتمر صحافي عقد في بنغازي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة مصورة بالفيديو منه أمس، باعترافات تفصيلية عقب أسره بواسطة الثوار في وقت سابق من الشهر الماضي، حيث شرح ملابسات عملية القبض عليه ومكان وجوده بالقيادة التابعة للمناوبة الشعبية.

وهنا نص الاعترافات:

* متى تم القبض عليك؟

- 19 مارس (آذار).

* وأين تم القبض عليك؟

- في مدخل بنغازي.

* مع من كنت يوم 19 مارس عندما كنت في مدخل مدينة بنغازي؟

- مع قوات القذافي.

* هل عندك مانع من إجراء لقاء صحافي معك؟

- لا.

* كيف تم القبض عليك؟ وكيف تمت معاملتك عقب ذلك؟

- تم القبض علي مع تقدم قوات القذافي نحو بنغازي، وعاملني الثوار معاملة جيدة.

* كيف تعيش الآن.. هل أنت تحت الحراسة؟

* أحد الثوار: نحن نراعي في التعامل مع الأسرى اتفاقية جنيف، ونحن مسلمون ونراعي الجانب الإنساني، ومهما يكن، فنحن في النهاية بشر.

- المعاملة «كويسة» وممتازة، والناس تراعينا تماما، ولا توجد أية مشكلات أبدا، ولكن الحراسة موجودة علينا.

* هل تم توجيه أية اتهامات إليك حتى الآن؟

أحد الثوار: طبعا وجوده مع قوات القذافي هو تهمة، ومساندته لطاغية فاقد الشرعية هي تهمة، لكننا سنراعي جانب الإكراه لأننا نعرف القذافي وكيف يعامل الناس الذين معه.

* كيف يخرج شخص برتبة عقيد ويقبض عليه هكذا؟

- طبعا القتال أو دخول بنغازي كان مرتبكا، وتداخلت القوات في بعضها ولم يعد هناك اتصال بين الوحدات، وأنا كنت في سيارة بمفردي.

أحد الثوار (موضحا): هو تخصصه كرجل عسكري الهندسة العسكرية ينبغي أن يكون في مقدمة القوات للكشف عن وجود حقول ألغام من عدمه.

* ما الحالة النفسية لقوات القذافي وقتها.. هل كانت مرتفعة أم منخفضة، وكيف كانت المعنويات؟

- أعتقد أن هناك ارتباكا واضحا أكثر من النظر إلى المعنويات.

* لكننا رأينا بعض مقاطع الفيديو لقوات القذافي في حالة فرحة، ويؤكدون تقدمهم وأنهم سينهون الأمر.

- كانوا يفرحون بأي تقدم يحققونه وأي إخفاق كان يقابل بحزن، وهو ما يعكس حالة الارتباك الموجودة.

* من طرابلس إلى بنغازي، ماذا كان الهدف أو الفكرة من دخول بنغازي؟

- الهجوم على الثوار وإرجاع الوضع كما كان عليه، ولكن الأمور تتبدل في المعارك. وكان هناك وصف للثوار بأنهم «مش كويسين» وربما تكون بينهم عناصر من تنظيم القاعدة.

* هل كنتم تشاهدون القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي تظهر للعالم أن الثوار ليسوا من «القاعدة» وليسوا مرتزقة؟

- في الحقيقة كنا نشاهد ذلك، ولكن في منازلنا وليس في الأماكن العامة.

* من أين جاءتكم المعلومات بأن هناك إرهابيين وعناصر من «القاعدة» في بنغازي؟

- من خلال كل الإذاعات المحلية وهو بنفسه (القذافي) صرح بذلك.

* من كان الآمر المباشر لك؟

- في وحدتي الأصلية، اللواء مهدي العامري، ولكن من كان يقود القوات هو المعتصم.

* كيف عرفت أن المعتصم هو من يقود الهجوم؟

- رأيته في موقع أجدابيا.

* ومتى أتى المعتصم إلى أجدابيا؟

- كان يأتي يوميا إليها ويعود، وفي الأيام الأربعة التي أمضيناها هناك كان موجودا.

* خلال مواجهتك للثوار، هل كانت هناك أي جنسيات أخرى بين الثوار؟ أو من بين الذين قبضوا عليك؟

- لا، والذين قبضوا علي هم شباب ليبي.

* أين يقع المعسكر التي تتبعه؟

- في طرابلس، المناوبة الشعبية.

* هل لديك اسم للواء الذي تتبعه أو الكتيبة التي تتبعها؟

- في الحقيقة أنا منتدب إلى جهة مدنية اسمها «البرنامج الوطني لإزالة الألغام وتعمير الأراضي»، وبعد أن رفعت درجة الاستعداد كان يتم استدعاء العسكريين كافة، باعتبار أن الوحدة الأم هي المناوبة الشعبية، وعند التحاقي بالمناوبة الشعبية وصلت منها فورا إلى سرت ومنها إلى الجبهة.

* أكيد أنك التقيت بالأسرى من كتائب القذافي، هل شكا أحد من المعاملة؟

- هم موجودون في المكان نفسه، وبالتحديد لا أعرف رقمهم، ولم أسمع شكوى من أحد منهم أو شيئا من هذا القبيل، وهم تقريبا في حدود الأربعين أو أكثر.