أولبرايت: مصر لن تصبح إيران.. والخليج له مميزاته الخاصة

سعد الدين إبراهيم: أشعر بالأسى لمبارك وكان يمكن أن يموت كرجل عظيم لو تنازل عن السلطة منذ 6 سنوات

سعد الدين إبراهيم (رويترز)
TT

أكدت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق، أن الولايات المتحدة ترحب بما يجري في الشرق الأوسط من ثورات وحركات تقود إلى الديمقراطية، لكنها أبدت تخوفها من افتقاد الثورات إلى هيكل ونظام يحقق خلق فرص عمل للشباب، وقالت: «لا يمكن للشباب البقاء في الشوارع إلى الأبد، فالوضع السياسي ليس مثل رياضة كرة السلة، وهناك مخاطر في التأخر في تحقيق تقدم وهي أن يشعر الشعب بعدم الرضا، ولذا يجب أن يعمل النظام على تحقيق تقدم سياسي واقتصادي معا، وهنا يأتي دور الولايات المتحدة والغرب في تقديم المساعدة».

وأشارت وزيرة الخارجية الأسبق إلى مناقشات مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية لقيام أولبرايت بإدارة مبادرة جديدة تتبناها إدارة أوباما، في التواصل مع المنطقة العربية والعالم الإسلامي تعتمد على أربعة مسارات، هي: التمكين الاقتصادي، والتمكين التكنولوجي والعلمي، والتعاون في مجال التعليم، إضافة إلى مجال تمكين المرأة ومساعدة الأقليات، مؤكدة قدرة الدول الغربية في تقديم المساعدة المالية.

وحول الوضع في الخليج والاضطرابات، قالت أولبرايت إن «مصر لن تصبح مثل إيران، والوضع في الخليج معقد جدا في ما يتعلق بالطائفية، فهناك فارق في ما يحدث في مصر وتونس مقابل ما يحدث في الخليج، ولأميركا مصالح متباينة في الإقليم، والنقاش الدائر هنا هو كيف تسير المصالح مع القيم وأنا أهتم بالقيم، لكن السياسة تسير دائما وراء المصالح».

بينما أوضح سعد الدين إبراهيم المعارض المصري، أنه يشعر بالأسى لما حدث للرئيس السابق حسني مبارك، من تحقيق وحبس احتياطي على ذمة التحقيق في مصر، قائلا «أنا أعرف مبارك منذ كان نائبا للرئيس السادات وأعرف أسرته، فزوجته وأبناؤه كانوا تلاميذي بالجامعة، وهم أناس محترمون، لكن السلطة المطلقة على مر السنوات جعلتهم يسيرون في طريق الفساد، وكان يمكن للرئيس مبارك أن يموت كرجل عظيم خدم مصر إذا كان قد أقدم على التنازل عن السلطة منذ خمس أو ست سنوات، لكنه أصر في تصريحاته على الاستمرار في السلطة حتى آخر قطرة في دمه»، وأشار إبراهيم إلى أن نجلي مبارك علاء وجمال محبوسان في نفس الزنزانة التي حبس فيها، مطالبا بعدم تقديم معاملة خاصة لهما.

وقال إبراهيم في الندوة التي أقامها منتدى «أميركا والعالم الإسلامي» في يومه الثاني أمس الأربعاء تحت عنوان «التغيير من القاع ودور الشباب والمجتمع المدني»، إن الديمقراطية العربية سيكون لها سمتان، السمة الأولي هي دور أكبر للشريعة الإسلامية، مضيفا أن ذلك ينبغي ألا يخيف أحد، والسمة الثانية هي أن الديمقراطية ستشهد مرحلة تحول ليبرالية وثقافية تسمح بتمثيل كل التيارات خاصة المرأة والأقباط. وطالب إبراهيم بتخصيص 40% من مقاعد البرلمان المصري للشباب أقل من 40 عاما وتخصيص 10% للأقباط الذين يمثلون 10% من سكان مصر.

وأكد جالول إياد، وزير المالية التونسي، أنه لا يوجد تعريف للديمقراطية العربية، مشيرا إلى مرور المنطقة بنماذج مختلفة من الحكم مثل الخلافة والملكية إلى حكم الفرد الواحد، وأن الديمقراطية ستتحقق من خلال عمل المؤسسات، مؤكدا أنها لن تحقق إذا لم تستطع هذه الديمقراطية خلق فرص عمل للشباب، وقال وزير المالية التونسي إن «محمد بوعزيزي لم يقم بالانتحار دفاعا عن الديمقراطية وإنما يأسا من فرصته في الحصول على فرصة عمل». وقال إياد إن تونس تضع الآن رؤية جديدة للدولة من الجانب السياسي والاقتصادي تعتمد على الشباب المتعلم والمثقف والحاصل على أعلى المؤهلات، مشيرا إلى أن الشباب أقل من 30 عاما يشكلون 50% من عدد السكان في تونس. وأشار حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية لحقوق الإنسان، إلى أن «الكبار ينتقدون الشباب في مطالبهم بالإسراع في التغيير وأنه يجب التحلي بالصبر حتى يتم تحقق الديمقراطية والإصلاح، لكننا مازلنا نعاني نقص المصداقية والشفافية وعدم وضوح الرؤية لمسار واتجاه التغيير»، وقال «لا يمكن أن نعطي للشباب الإحساس بأننا نشهد مصر (جديدة) في الوقت الذي يتم فيه محاكمة وحبس مدون قام بكتابة آرائه بصراحة في الجيش المصري».

وأضاف بهجت أن مصر تشهد الآن «فاشية ديمقراطية»، حيث يمتلك قوى الثورة كل الآراء ولا أحد يستطيع مناقشتهم وإلا فسيكون معاديا للثورة، وطالب بالتحقيق في ما حدث من قتل للمتظاهرين المصريين أثناء الثورة، متسائلا «ما زلنا لا نعرف من أعطى الأوامر بقتلهم ومن هم القناصة».