سليمان في ذكرى الحرب الأهلية: لا سبيل لقيام الدولة إلا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور

الحريري دعا للكف عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب.. وميقاتي ناشد القيادات التنازل لمصلحة الوطن

باص نسخة عن «باص عين الرمانة» الذي أشعل الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، كتب عليه شعار «نتذكر وما نتعاد» في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

أعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن أمله في أن تكون «محطة 13 نيسان في ضمير اللبنانيين وعقولهم ذكرى وعبرة. ذكرى للتبصر في ما حصل من انقسام واقتتال بين اللبنانيين، وما رافق ذلك من خراب ودمار لا يزال البعض منه ماثلا إلى اليوم. وعبرة في أن يعي اللبنانيون أنه لا سبيل لقيام الدولة التي يصبون إليها إلا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور وميثاق العيش المشترك واحترام القوانين والاعتراف المتبادل من أجل قيام الدولة القوية القادرة التي تحمي الوطن والمواطنين وتؤمن الاستقلال والكرامة الوطنية».

وفي الذكرى الـ36 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لأن تبقى «الذكرى من الماضي، وأن لا تتحول إلى قاعدة تتكرر في مسار العلاقات التاريخية بين فئات المجتمع اللبناني». مشددا على أن «ذلك لن يكون بغير الالتزام بالدولة، كإطار جامع لكل اللبنانيين، مسؤولا عن إدارة الشأن العام وحماية السيادة الوطنية وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية».

وأشار الحريري إلى «أن أي شراكة للدولة، من أي جهة أو حزب أو طائفة، في مسؤولياتها الدستورية والقانونية والإدارية والأمنية والوطنية، تشكل اقتطاعا فئويا من دورها، مما يضع الجهة أو الحزب أو الطائفة في موقع الوصاية السياسية على كل اللبنانيين، وهذا في حد ذاته، يجعل من ذكرى الثالث عشر من نيسان، نافذة تطل بالخطر على لبنان في كل زمان ومكان». وقال: «إننا ننبه في هذا اليوم، إلى أن الانتقال من ذهنية 13 نيسان إلى ذهنية السلام الوطني الحقيقي، بات يتطلب رؤية حقيقية تحدد مكانة الدولة في حياة اللبنانيين، ووقف مسلسل الطغيان الطائفي والمذهبي على مقتضيات العيش الوطني المشترك، والكف عن جعل السلاح، وسيلة للتخاطب وتنظيم قواعد الحوار بين اللبنانيين».

بدوره، دعا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي «في ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية الأليمة لتكون درسا وحافزا لنا جميعا لكي نستلهم العبر مما أصاب وطننا وشعبنا، ونسعى لتجاوز الخلافات التي تعصف بنا حاليا، ونعمل، بروح المسؤولية الوطنية، على تحصين وطننا ومعالجة قضايانا الخلافية بالحوار والتفاهم». مشيرا إلى أننا «على قناعة بأن الغالبية الساحقة من اللبنانيين ترفض العودة إلى منطق الحرب والانقسام الداخلي، وقد انطلقت فعلا في مسار الانصهار الوطني الفعلي، لكن إنهاء الحرب لا يكون فقط بوقف إطلاق النار أو بالتناسي، بل باستخلاص العبر من دروس الماضي». داعيا إلى «الاتعاظ من تجارب الماضي الأليم التي علمتنا أنه لا أحد في لبنان قادر على إلغاء أحد، والابتعاد عن لغة التصعيد التي تباعد بين الناس وتزيد الشحن في النفوس، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة فيه إلى ما يقرب بين اللبنانيين ويحقق المصالحة الشاملة التي لا بديل عنها مهما باعدت الخلافات بين أبناء الوطن الواحد».

وناشد القيادات السياسية كافة «الإقدام بشجاعة على خطوات تقرب المسافات بين اللبنانيين، والتنازل في سبيل مصلحة الوطن والتضحية، لأن القرارات الشجاعة هذا أوانها، وهي وجه من وجوه الصمود الوطني الذي يحفظ للبنان قوته ومنعته ووحدته ويمكنه من مواجهة التحديات والمؤامرات على أنواعها».