بري يلمح إلى ضرورة حصول «معجزة» لولادة الحكومة اللبنانية

أوساط ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: العراقيل لن تدفعه إلى الاعتذار

TT

أوحى أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن الحكومة اللبنانية العتيدة تحتاج إلى «معجزة سماوية» لتبصر النور، ونقل عدد من النواب عن بري قوله: «إن الحكومة الجديدة باتت بحاجة إلى صلاة استسقاء للولادة». وقد شكل موقف بري مؤشرا على أن حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أصبحت أمام وضع معقد له أسبابه الداخلية والإقليمية، علما أن رئيس المجلس كان دائم التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة.

أما من جهة ميقاتي فقد التقى عصر أمس المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وأفادت مصادر المجتمعين أن «البحث تناول إعادة تفعيل الاتصالات والدفع باتجاه استكمال النقاش حول تشكيل الحكومة».

وأعلنت أوساط ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أن «أجواء لقائه بالخليلين كانت إيجابية، وأن الرئيس المكلف مثابر ومصر على تأليف الحكومة ولو تأخرت ولادتها بعض الشيء». وقالت هذه الأوساط «إن الأمور كانت تسير على ما يرام، وكان ثمة اتفاق على لقاءات ستحصل بين بعض القيادات منها لقاء (النائب ميشال) عون بالسيد حسن نصر الله تسبق إعلان موعد ولادة الحكومة، لكن بعض المواقف السياسية المفاجئة غيرت كل المعطيات وبددت أجواء التفاؤل». وأضافت المصادر أن «التبدل الذي يطرأ في المواقف لن تدفع الرئيس ميقاتي إلى اليأس أو الاعتذار، إنما تزيده تصميما على تحمل مسؤولياته الوطنية وتكثيف لقاءاته ومشاوراته مع الجميع لإزالة كل العقبات والوصول إلى حكومة قادرة على النهوض بالبلد ومواجهة الأخطار المحدقة به».

من جهته، أعلن عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه عون، النائب حكمت ديب، أن «هناك من يوهم الناس يوميا بقرب ولادة الحكومة العتيدة، في حين أن العماد ميشال عون ونواب التكتل كانوا يصارحون اللبنانيين بحقيقة مسار التأليف والعراقيل التي تؤخر ولادة الحكومة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد مشكلتنا في الموضوع الحكومي ليست مع حزب الله ولا مع الرئيس نبيه بري، بل مع من يتولى مهمة التأليف أي الرئيس نجيب ميقاتي». وإذ أشار إلى أن «التيار الوطني الحر لم يصل بعد إلى مرحلة الندم على تكليف ميقاتي»، أكد أن «الفريق المسؤول عن عرقلة تأليف الحكومة ليست الأكثرية الجديدة، بل الفريق الذي يسمي نفسه وسطيا أو مستقلا مثل رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والرئيس ميقاتي، هذا الفريق الذي يحاول الحصول على كتلة وزارية كبيرة، وهو ما نرفضه لأننا لا نقبل إعادة تجربة الحكومة السابقة التي جاهدنا كثيرا لإسقاطها».

وأشار ديب إلى «وجود بطء وغموض متعمدين في مسار التأليف من قبل الرئيس المكلف وتواصل غير جدي مع ممثلي الكتل الكبرى في الأكثرية النيابية الجديدة». وأوضح أن عون «وضع عناوين ومعايير يجب أن تحترم في عملية تأليف الحكومة بحيث يمثل كل فريق بحسب ثقله وحجمه السياسي والنيابي، وإذا لم تحترم هذه المعايير سنرفض الأمر بكل هدوء، فالعماد عون لا يمكنه التنازل عن والوكالة التي منحه إياها الشعب في الانتخابات النيابية».

في المقابل رأى عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أن «الفريق الآخر (8 آذار) أثبت عجزا كبيرا في أن يحول انتصاره من خلال القمصان السود إلى انتصار سياسي، من خلال عدم قدرته على تأليف الحكومة»، معتبرا أن «نصر الله هو الذي يؤلف الحكومة عبر التصريحات التي يدلي بها». وقال: «نحن نخوض معركة ضد السلاح، وهي معركتنا الأساسية، لكن الذي يعرقل هو من يؤلف الحكومة، وليس فريقنا الذي بات في المعارضة».