مصدر داخل معسكر «أشرف»: مستعدون لترك العراق حتى إلى إيران بضمانات دولية

شكا لـ«الشرق الأوسط»: طهران تضغط على بغداد ولن تدعنا العيش بسلام

جنود عراقيون ينتشرون في محيط معسكر «أشرف» («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر في معسكر «أشرف»، الذي يؤوي لاجئين من منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة، «أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يمثل المنظمة، أبدى استعداده لإخلاء معسكر (أشرف) بمحافظة بعقوبة الذي تعرض إلى هجمات متكررة من القوات العراقية، حتى لو كان الخروج إلى إيران على شرط إعطائنا ضمانات دولية بممارسة نشاطاتنا السياسية السلمية داخل إيران، وإلا فإننا مستعدون للانتقال إلى الولايات المتحدة أو أي دولة توافق على إيوائنا».

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت عن أملها المساهمة في حل تفاوضي بين العراق ومنظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أول من أمس «نحن مستعدون لمساعدة الحكومة العراقية في وضع وتنفيذ خطة عبر التفاوض - وأشدد على عبر التفاوض - لمسألة مستقبل معسكر (أشرف)». واعتبر تونر أنه «يمكن» أن تنص مثل هذه الخطة على ترحيل المعارضين إلى بلد آخر، رافضا مع ذلك إعطاء المزيد من الإيضاحات.

وقال محمد إقبال، وهو أحد قيادات المنظمة في معسكر «أشرف»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد الهجمات المتكررة للقوات العراقية على المعسكر وسقوط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح وسط المدنيين العزل، وتأكدنا من عزم الحكومة العراقية التي يرأسها نوري المالكي المتعاطف مع النظام الإيراني على تصفيتنا بكافة الوسائل - وصلنا إلى قناعة بعدم إمكانية العيش هنا داخل العراق، خاصة أننا تلقينا أنباء من مصادرنا الخاصة بأن النظام الإيراني يتدخل بشكل سافر في الضغط على الحكومة العراقية بهدف إخراجنا من العراق، حيث إن السفير الإيراني حسن دانايي فر قد التقى المالكي قبل يومين وقدم له عميق شكره وتقديره للمالكي لقاء هجوم قواته على المعسكر، الذي أسفر عن مقتل 33 مدنيا وجرح المئات من سكان المعسكر العزل في تلك العملية، وهذا يؤكد لنا أن النظام الإيراني سوف لن يتركنا نعيش بسلام داخل المعسكر، وأن حكومة المالكي ترضخ لسياسات إيران، عليه فإننا على استعداد تام لإخلاء المعسكر والتوجه إلى الولايات المتحدة أو أي دولة بالعالم توافق على إيوائنا، بل إننا مستعدون للعودة حتى إلى إيران إذا تلقينا ضمانات دولية بعدم ملاحقتنا بالداخل والسماح لنا بممارسة نشاطنا السياسي السلمي هناك».

يذكر أن الحكومة العراقية حددت نهاية العام كموعد نهائي لرحيل «مجاهدين خلق» من البلاد، مشددة على «ضرورة رحيلهم من العراق باستعمال جميع الوسائل بما في ذلك السياسية والدبلوماسية وبالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية». وكان معسكر «أشرف»، الذي يبعد 80 كيلومترا شمال بغداد، مسرحا في الثامن من أبريل (نيسان) لمواجهات جديدة بين الجيش العراقي والمجاهدين الموجودين في العراق منذ 1981 بدعوة من صدام حسين.