واتارا يحظى بدعم أوباما لقيادة ساحل العاج.. وأولويته «استعادة الأمن»

غباغبو يوضع قيد الإقامة الجبرية.. وحزبه يطالب بوقف الملاحقات في حقه

TT

في الوقت الذي تلقى فيه رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن واتارا اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما هنأه فيه على توليه مهامه ووعده بدعم جهوده، أكد واتارا أن أولويته الآن تتمثل في إرساء الأمن واستئناف الخدمات الأساسية بعد الصراع الذي استمر خمسة أشهر على السلطة مع منافسه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو.

فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما اتصل هاتفيا بواتارا، الليلة قبل الماضية، وهنأه على توليه مهامه ووعده بدعم جهوده لتوحيد البلاد واستعادة الأمن. وأصبح بمقدور واتارا الآن تولي الرئاسة بعد قيام قواته بتوقيف غباغبو الذي رفض تسليم المنصب رغم خسارته في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واعتبر المجتمع الدولي أن واتارا هو الفائز فيها. وكان أوباما قد أعلن في أعقاب تلك الانتخابات تأييده لواتارا، ودعا غباغبو إلى التنحي. وتحدث الرئيس أوباما مع واتارا الليلة قبل الماضية أيضا حول أهمية إعادة تأسيس علاقات عادية للتجارة والمساعدات لتنشيط القطاع الخاص في ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم.

وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد لواتارا أيضا أهمية ضمان إجراء تحقيق في فظائع مزعومة في الصراع على السلطة الذي استمر أربعة أشهر، ومحاسبة الجناة من الجانبين كليهما. وأضاف البيت الأبيض قائلا في بيان «إن الرئيس أوباما رحب بتعهد واتارا بتوفير الأمن والعمل على تحقيق تطلعات جميع أبناء ساحل العاج. وقال إن الولايات المتحدة ستكون شريكا قويا مع قيام الرئيس واتارا بتشكيل حكومة ممثلة لمختلف الأطياف وتشجيع إعادة توحيد البلاد والمصالحة ومعالجة الوضع الإنساني الحالي».

وتقول جماعات إغاثة إن المعركة التي قادتها قوات واتارا وأدت إلى اعتقال غباغبو، تخللتها أعمال عنف عرقي قتل فيه مئات الأشخاص، مع ارتكاب كلا الجانبين فظائع في حق المدنيين. وقال واتارا إن غباغبو سيقدم للمحاكمة، لكنه وعد أيضا بإنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا للتحقيق في جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وأكد واتارا في مؤتمر صحافي أمس أن الأولوية بالنسبة له الآن هي إرساء الأمن واستئناف الخدمات الأساسية بعد الصراع الذي استمر خمسة أشهر على السلطة مع غباغبو. وتابع «لا نزال في موقف دقيق. لا نزال في حاجة لتأمين البلاد خاصة أبيدجان». وأضاف أنه سيطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ما ورد من تقارير عن ارتكاب مذابح في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ بدء أعمال العنف في أعقاب الانتخابات.

وحول وضع غباغبو، أكد واتارا أن الرئيس المطاح به قد نقل إلى فيلا آمنة في مكان بالبلاد، وأنه سيمنح «كل الاحترام اللازم لرئيس سابق للدولة». وقدم وزير العدل جانو أهوسو كواديو توضيحات أكثر، فقال في بيان إنه في 11 من الشهر الحالي، و«في إطار العمليات الأمنية في مدينة أبيدجان، جرت معارك بين القوات الجمهورية في ساحل العاج وقوات الدفاع والأمن التابعة لغباغبو شارك فيها مرتزقة ليبيريون وأنغوليون وكذلك ميليشيات»، و«نتيجة لتلك العمليات، تم اعتقال السيد لوران غباغبو من قبل عسكريين في القوات الجمهورية في ساحل العاج ووضع تحت تصرف السلطات الحكومية». وتابع «في انتظار فتح تحقيق قضائي، وضع السيد لوران غباغبو وبعض مساعديه تحت الإقامة الجبرية». ولم توضح الحكومة المكان الذي يعتقل فيه الرئيس السابق ولا «المساعدين» الذي يطالهم هذا الإجراء.

في غضون ذلك، ندد حزب غباغبو بـ«انقلاب عسكري نفذه الجيش الفرنسي». ودعا نظام واتارا إلى عدم القيام بـ«ملاحقات». وقال باسكال افي نغويسان، رئيس الجبهة الشعبية العاجية، لوكالة الصحافة الفرنسية «نجدد التأكيد على أنه انقلاب عسكري نفذه الجيش الفرنسي. ندين هذه العملية التي تستهدف تنصيب واتارا بالقوة، وهي لا تحل أي مشكلة، لا مشكلة الشرعية ولا مشكلة القانونية الدستورية». وشدد على أن «البلاد منقسمة إلى قسمين، ولا يمكن أن نرغم بالقوة أنصار غباغبو على دعم واتارا». وأوضح «نريد إطلاق سراح لوران غباغبو وفتح مفاوضات من أجل توفير شروط التهدئة وإرساء أسس المصالحة الوطنية واستقرار البلاد، وهذا يمر بالتخلي عن أي ملاحقات واتخاذ إجراءات من أجل توفير الأمن الجسدي والقانوني للوران غباغبو وعائلته وأنصاره».

وفي واشنطن، اتهم السيناتور الأميركي جيمس انهوفي، فرنسا بممارسة سياسة استعمارية جديدة في ساحل العاج، وطلب من وزارة الخارجية منح لوران غباغبو لجوءا «في أي مكان لا يتعرض فيه للاغتيال». وقال إمام مجلس الشيوخ «أجدد دعوتي لعقد جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية حول القصف والمجازر من قبل الأمم المتحدة وفرنسا وثوار واتارا» في ساحل العاج. وهذا هو الخطاب الخامس الذي يلقيه السيناتور الجمهوري جيمس انهوفي المقرب من غباغبو وزوجته، أمام مجلس الشيوخ حول ساحل العاج خلال أسبوع للتنديد بالعمل الذي قامت به فرنسا والأمم المتحدة في أبيدجان. وأضاف «لقد حذرت الأمم المتحدة والفرنسيين أربع مرات الأسبوع الماضي بأنه سيحصل حمام دم على أيديهم في حال استمروا في دعم متمردي الحسن واتارا». وعرض صورا لأشخاص قتلوا من قبل ثوار الحسن واتارا في دويكويه. وأكد أن «غباغبو ليس المشكلة، المشكلة هي العودة إلى الاستعمار الإمبريالي الفرنسي».