فحص دوري كل 6 ساعات للرئيس المصري السابق بمحبسه في مستشفى شرم الشيخ

سجناء طرة يتظاهرون بعد نقل زملاء لهم لإفساح مكان لرجال مبارك رافعين شعار «السجن يريد ترحيل النظام»

ضابط شرطة مصري يفتش باقة ورود مرسلة إلى عنبر الرئيس المصري السابق حسني مبارك في مستشفى شرم الشيخ أمس (أ.ب)
TT

قالت مصادر طبية داخل مستشفى شرم الشيخ إن الرئيس السابق مبارك لا يزال محبوسا داخل المستشفى لليوم الثاني على التوالي بعد صدور قرار النائب العام بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وذكرت المصادر أنه حتى الآن لا توجد أي معلومات حول ما إذا كان سينقل إلى مكان آخر أم لا، مضيفة أنه من غير المقرر أن ينقل إلى مكان آخر أمس (الخميس). وأشارت إلى أنه يتم فحص مبارك بشكل دوري وأنه يتم إعداد تقرير طبي بناء على طلب السلطات المصرية كل 6 ساعات لتحديد صحته. وتابعت أن حالته الصحية مستقرة في معظم الأوقات إلا أنه يتعرض أحيانا لبعض الانتكاسات.

وقالت مصادر أمنية بجنوب سيناء إن الإجراءات الأمنية ما زالت مشددة أمام مستشفى شرم الشيخ، وإن هناك بعض المظاهرات المؤيدة والمعارضة للرئيس السابق لكنها محدودة، بعض فض مجموعة من البدو المظاهرات التي كانت أمام المستشفى أمس بدعوى أنها تؤثر على حركة السياحة. وأضافت أنه قد يتم استكمال التحقيقات مع مبارك من قبل لجنة الكسب غير المشروع خلال الأسبوع المقبل إذا استمر الاستقرار في حالته الصحية.

وعلى صعيد آخر، وبالضفة الأخرى من قناة السويس في محافظة الإسماعيلية اقتحم عشرات البلطجية مجمع المحاكم بالمدينة وحاولوا الاعتداء على هيئة المحكمة بالدائرة الثانية جنايات الإسماعيلية بعد صدور أحكام بالسجن ضد ذويهم في حين لم تتدخل قوات الشرطة أو الجيش الموجودة داخل المجمع لمنعهم.

وتمكن البلطجية من الوصول إلى السلالم الداخلية بالمجمع دون أن يعترضهم أحد مرددين شتائم غير لائقة للقضاة. وحاولوا بعد ذلك تحطيم سيارة أحد القضاة بعد أن التفوا حولها إلا أن أحد العاملين بالمجمع خرج وأخبرهم بأن هذه السيارة ملك له.

وقرر عدد كبير من القضاة تقديم مذكرة اليوم بالواقعة إلى رئيس المحكمة لعدم تدخل قوات الشرطة والجيش لحمايتهم.

وفي القاهرة، تسببت قرارات الحبس المتتالية الصادرة عن النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل ومستشاري التحقيق المنتدبين من الوزارة، لكبار المسؤولين السابقين، وفي مقدمتهم (علاء وجمال) نجلا الرئيس المصري السابق، إلى حدوث حالة من الاضطراب داخل جدران سجن مزرعة طرة، حيث تظاهر نزلاء السجن من المدانين جنائيا، احتجاجا على نقل زملائهم إلى سجون أخرى بعيدة ونائية لإيجاد أماكن للسجناء الجدد من المسؤولين السابقين ورجال الأعمال.

ورفع السجناء الغاضبون شعار «السجن يريد ترحيل النظام» اعتراضا على قيام إدارة السجن أول من أمس بنقل 280 سجينا وتوزيعهم على سجون أخرى قالوا إنها بعيدة عن أسرهم وذويهم الذين يقومون بزيارتهم، واعتبروا أن ذلك خطة لتفريغ باقي السجناء الجنائيين الذين يبلغ عددهم نحو 600 سجين تباعا إلى سجون أخرى لتفريغ السجن، وقالوا إن إدارة السجن تريد «تفريغ السجن من أجل راحة الكبار».

من جانبه، قال مصدر أمني مسؤول إن عمليات نقل بعض المساجين إلى سجون أخرى يهدف إلى توفير أماكن لمواجهة احتمالات صدور قرارات حبس جديدة تجاه سياسيين أو مسؤولين سابقين، كما أكد أن للقرار شقا أمنيا لمنع احتكاك النزلاء الجنائيين بالمسؤولين السابقين؛ فقد تعرض المسؤولون الذين وفدوا حديثا لعمليات هجوم وشتائم من المساجين الجنائيين الذي يعتبر كل منهم أن أحد هؤلاء المساجين الجدد من الكبار أو جميعهم وراء وجوده داخل السجن سواء بطريق مباشر في قضايا اعتبروها ملفقة أو بطريق غير مباشر بأنهم السبب في حالة الفقر المدقع التي دفعتهم إلى عالم الجريمة فارتكبوا جرائم سرقة ونصب وربما قتل.

في سياق متصل، كثفت وزارة الداخلية وجودها في المنطقة المحيطة بسجن طرة وشددت الحراسات داخل السجن وخارجه وفرضت حالة من التأهب القصوى لتأمين السجن، حيث قامت الشرطة بتفتيش الزائرين تفتيشا دقيقا على مختلف انتماءاتهم، وكذلك العاملون بالسجن، كما تم وضع كاميرات مراقبة على الأسوار الخارجية والداخلية.

من ناحية أخرى، أكدت مصادر داخل سجن طرة أن الحالة النفسية السيئة ما زالت تلازم كلا من نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك، اللذين قضيا أول من أمس أول ليلة داخل جدران السجن في زنزانة لا تزيد مساحتها على مترين في 3 أمتار بها سريران عاديان ومرتبة وبطانية.

وكشفت المصادر عن تناول علاء وجمال طعامهما مع رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الذي يحاكم حاليا على ذمة قضية اتهامه بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وأنهما (نجلا مبارك) ارتديا ملابس رياضية بيضاء تماثل زي الحبس الاحتياطي الأبيض، وجلسا خلال فترة التريض مع أنس الفقي وزير الإعلام السابق.

وطلب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق وزهير جرانة وزير السياحة السابق دخول مستشفى السجن، وتم إرسال طبيب السجن للكشف عليهم، الذي قرر بدوره أن حالتهما الصحية مستقرة ولا تستدعي احتجازهما في المستشفى.