شيخ الأزهر يزور كنيسة «الشهيدين» في أول تفعيل لمبادرة «بيت العائلة»

د.الطيب يتبرع براتبه لصالح الاقتصاد المصري

TT

بينما اعتبرها البعض تأخرت شهرا عن موعد إعلانه القيام بزيارتها، يزور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر غدا (السبت) على رأس وفد ديني رسمي يضم الدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف، كنيسة «الشهيدين» بقرية صول بأطفيح، التي شهدت أول قداس أمس بعد انتهاء القوات المسلحة من بنائها.

تأتي زيارة د. الطيب بالتزامن مع أول اجتماع لـ«بيت العائلة» المصرية في مشيخة الأزهر أول من أمس، وتم فيه تشكيل لجنة من الكنيسة والأزهر لوضع اللائحة التنظيمية لبدء عمل البيت للتقريب بين المسلمين والمسيحيين.

وأكد مصدر بالأزهر على أن الدكتور الطيب سوف يزور موقع الكنيسة القديم، بعد أن أعلن من قبل أنه سوف يزور الكنيسة ويشرب الشاي مع أهلها المسيحيين عندما يتم بناؤها.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تأتي في ظل المطالبات الكثيرة التي تنادي بعودة الأزهر للقيام بدوره الدعوي بعد مواقفه التي اعتبرها البعض سلبية خاصة في أحداث كنيسة قرية صول وما تبعها من مظاهرات للمسيحيين».

من جانبه، أكد الدكتور الطيب على أن «زيارته تتضمن لقاء دينيا موسعا لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، لاستعراض تطورات الأوضاع في مصر، ودور المؤسسة الدينية خلال المرحلة الحالية، والتأكيد على روح الأخوة والتعاون والوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة وبقاء التعاون بين أفراد الأمة الواحدة على اختلاف دياناتهم وعقائدهم».

كان شيخ الأزهر قد وعد أهل قرية صول بالزيارة وإلقاء خطبة الجمعة يوم 18 مارس (آذار) الماضي عقب الأحداث التي شهدتها القرية مطلع الشهر الماضي، وأدت إلى إحراق كنيسة «الشهيدين» (مارمينا ومار جرجس) بسبب علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة وتطورت إلى مشاجرة وإشعال النار في الكنيسة، لكن الزيارة تم إلغاؤها دون أي مبررات مما أحدث جدلا في الأوساط الدينية. وتأتي زيارة شيخ الأزهر للقرية يوم السبت، حيث فسرها البعض بأنها جاءت متأخرة خاصة بعدما وجهت اتهامات للأزهر ولشيخه بأنه ترك الساحة لدعاة بعض التيارات الأخرى الذين سيطروا على الأحداث التي أعقبت حريق الكنيسة، وتدخلوا لفض المظاهرات التي قام بها المسيحيون أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بكورنيش النيل، واستطاعوا التقريب بين المسلمين والمسيحيين بالقرية.

وتعهد وقتها المجلس الأعلى للقوات المسلحة «الذي يتولى إدارة شؤون البلاد» عقب إسقاط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ببناء الكنيسة على نفقته من جديد والانتهاء من بنائها قبل عيد القيامة في 24 من الشهر الحالي. وقد شهدت الكنيسة أول قداس لها أمس.

يشار إلى أن الدكتور الطيب قد تبرع براتبه منذ توليه منصب شيخ الأزهر في مارس العام الماضي لصالح دعم الاقتصاد المصري كأول مسؤول حكومي يتبرع براتبه. وذكرت وزارة المالية أن شيخ الأزهر طلب رد المبلغ إلى الخزانة العامة للدولة ويقدر بنحو 37647 جنيها (6300 دولار)، وهو مجموع راتبه في الـ12 شهرا الماضية.

وأضافت الوزارة في بيان لها أن شيخ الأزهر طلب من الدكتور سمير رضوان وزير المالية وقف إصدار راتبه من الأزهر، حيث سيستمر في عدم الحصول على أي مستحقات مالية لدى الأزهر، وذلك لرغبته في القيام بخدمة الأزهر الشريف ومجال الدعوة الإسلامية دون الحصول على أجر عن ذلك.

وأوضح البيان أن شيخ الأزهر رفض منذ توليه مسؤولية الأزهر أيضا الحصول على أي مكافأة أو بدل عن اجتماعات مجمع البحوث الإسلامية أو المجلس الأعلى للأزهر، أو امتحانات جامعة الأزهر، أو الدروس الدينية التي يقدمها في التلفزيون المصري.