عراقيون ينددون بحصر المظاهرات في أماكن بديلة لساحتي «التحرير» و«الفردوس»

نائبة برلمانية لــ«الشرق الأوسط»: الإجراء مخالف للمادة 38 من الدستور

TT

اعتبر ناشطون في منظمات المجتمع المدني ومثقفون وصحافيون عراقيون أن القرار الذي اتخذته قيادة عمليات بغداد بحصر المظاهرات في ملعبي الشعب والزوراء بدلا من ساحتي التحرير والفرودس وسط بغداد تضييقا مقصودا لحرية الرأي والتعبير. وعبر هؤلاء في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن عدم ارتياحهم لهذه الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر مما تفيدها.

واعتبرت الناشطة في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان هناء أدور هذا القرار «مخالفة صريحة للدستور العراقي الذي يكفل حق التظاهر وحرية الرأي والتعبير للمواطن العراقي». وأضافت أدور أن «هذه الحرية لا ينبغي أن تقيد تحت أي ذريعة لا سيما أن التوجه إلى ساحة التحرير أسبوعيا تحول إلى تقليد محترم بل إن المتظاهرين باتوا يحرصون على المكان بشكل كبير بحيث بدأوا ينظفونه عند انتهاء التظاهرات». وبشأن التبريرات التي أعلنتها قيادة عمليات بغداد بخصوص تحديد الأماكن البديلة من أجل حماية المتظاهرين قالت أدور إن «هذا التبرير غير صحيح حيث إن المتظاهرين وخلال الشهور الماضية لم يواجهوا إلا من قبل القوات الأمنية والعسكرية ولم يعترضهم أحد ممن تقول عنهم قيادات عمليات بغداد من مندسين أو بعثيين أو ما إلى ذلك من تسميات».

من جهته عبر الكاتب والشاعر العراقي الناشط في منظمات المجتمع المدني أحمد عبد الحسين عن «استغرابه لمثل هذا الإجراء لأنه سوف يزيد من النقمة والاحتجاجات أكثر»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد من الناحية الواقعية مبرر على الإطلاق لمثل هذا القرار الذي جاء في وقت غير مناسب فضلا عن مخاطره على المتظاهرين أنفسهم لأنهم سوف يتم تقييدهم مرتين مرة من الأجهزة الأمنية ومرة من الجماعات المناوئة والإرهابيين».

أما الصحافي الرياضي قاسم حنون فيرى أن هذا القرار «سوف يخرب ملعب الشعب الدولي والذي أنفقت الدولة على إعادة بنائه وترميمه الملايين». وقال إننا «لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه بعد أن دمرت ملاعب كنا نأمل أن يكون لها شأن كبير عندما تم تدمير ملعب ميسان في الثمانينات عندما استخدم للعروض العسكرية».

أما النائبة في البرلمان وعضو لجنة حقوق الإنسان أشواق الجاف فترى أن «هذا القرار وإن كان يحمل تبريرا يبدو منطقيا وهو المحافظة على المتظاهرين مما يمكن أن يتعرضوا له إلا أنه يشكل في الوقت نفسه مخالفة للمادة 38 من الدستور العراقي التي كفلت حق التعبير عن الرأي والتظاهر»، مبدية أسفها من «أن يؤثر على المسار الديمقراطي في البلاد».

وكان الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قد أوضح في مؤتمر صحافي أنه «بالنظر لكون مناطق السعدون والبتاويين والرشيد والسنك من المناطق التجارية المهمة في وسط العاصمة بغداد، وهي تشكل عقدا رئيسية للمواصلات فيها، لذلك فإن إقامة المظاهرات في ساحتي التحرير والفردوس تتطلب غلق تلك المناطق والطرق المؤدية إليها بهدف تأمين الحماية للمتظاهرين». وأضاف: «استجابة لمناشدات أصحاب الأسواق العامة والمحال التجارية والباعة المتجولين في هذه المناطق، تؤكد قيادة عمليات بغداد على تحديد ملعب الشعب في الرصافة وملعب الزوراء في الكرخ كمناطق بديلة عن ساحتي التحرير والفردوس لتنظيم المظاهرات السلمية المرخصة فيها وفق الدستور كما هو معمول به حاليا». وأشار عطا إلى «أن هذا القرار جاء ليؤمن أمن وسلامة المتظاهرين وانسيابية حركة العجلات وعدم غلق الطرق والجسور والساحات المؤدية إلى تلك المناطق وعدم التأثير على الحركة التجارية».