أول طائرة للخطوط الجوية التركية تحط في أربيل

برهم صالح ووزير المالية التركي يبحثان تعزيز العلاقات

TT

وصل إلى إقليم كردستان أمس وزير المالية التركي محمد شيمشيك على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية، التي أصبحت رابع شركة طيران عالمية على المستوى الأوروبي تسير رحلات إلى كردستان.

والتقى برهم صالح، رئيس حكومة الإقليم، بالوزير التركي بمكتبه في أربيل وتباحثا حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وخصوصا في الجانب الاقتصادي الذي شهد تطورا نوعيا في مجال التبادلات فاقت حدود السبعة مليارات دولار. ودعا صالح، الذي تحدث إلى الوزير التركي لأول مرة باللغة الكردية، إلى رفع وتيرة الاستثمارات التركية في العراق، مؤكدا أن «إقليم كردستان هو مناخ جاذب للاستثمار بفضل وضعه السياسي والأمني المستقر، وأنه يستطيع أن يكون منفذا وإطلالة لدول العالم على العراق ودخول سوقه الاستثمارية والمساعدة على إعادة بناء اقتصاده الوطني وبنيته التحتية»، وأن «قيادة الإقليم على استعداد تام لتقديم كافة التسهيلات والضمانات القانونية للمستثمرين الأتراك والأجانب في حال أرادوا استثمار أموالهم بالعراق أو الإقليم».

وأضاف صالح أن «تركيا تمتلك خبرة كبيرة في مجال إدارة الاقتصاد قياسا إلى العديد من دول المنطقة، حيث نجحت حكومتها في تحقيق نقلة نوعية من اقتصاد ضعيف وهش إلى اقتصاد قوي للبلد، ولذلك نحن في إقليم كردستان بحاجة إلى الخبرة التركية بهذا المجال ونرغب في الاستفادة منها لتدعيم أسس اقتصادنا المحلي، أما في الجانب السياسي فإن تركيا تلعب دورا مهما على صعيد المنطقة، ومن خلال علاقاتنا نسعى إلى كسب تركيا إلى جانبنا خصوصا فيما يخص دعم أمن واستقرار العراق».

من جهته أشار الوزير التركي خلال المحادثات إلى أن «تركيا تضع في أولوياتها الحالية تمتين علاقاتها مع إقليم كردستان بتوجيه من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي زار كردستان ووعد بتسيير رحلات الخطوط الجوية الرسمية إلى إقليم كردستان، وقد جئنا اليوم بطائرة خاصة من تلك الشركة للبدء بتسيير الرحلات إلى أربيل والسليمانية بواقع رحلتين في الأسبوع سترتفع إلى خمس رحلات في الأسبوع قريبا، وكذلك تسيير رحلات أسبوعية إلى كل من النجف والبصرة». وأضاف الوزير التركي «إن إقليم كردستان شهد تقدما ملحوظا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ونحن بحاجة بعضنا إلى بعض، وعليه فإننا نسعى لتقوية أواصر علاقاتنا الثنائية، وكردستان من خلال امتلاكها لمصادر طبيعية هائلة من النفط والغاز والمشتقات النفطية، أخذت تحتل موقعا مهما في خارطة الطاقة بالمنطقة، ولذلك فإن تركيا ستستفيد من علاقاتها مع الإقليم بهذا الجانب من جهة، وكذلك من خلال جعل الإقليم منطلقا لتدفق الاستثمارات إلى العراق».

وأشار الوزير التركي إلى أن «الحكومة التركية استطاعت في السنوات الأخيرة إيجاد 1.2 مليون فرصة عمل داخل تركيا من خلال دعم القطاع الخاص، ولذلك فإننا سنتعاون مع حكومة الإقليم لنقل خبراتنا بهذا المجال خاصة بعد أن علمنا بأن الأخ برهم صالح رئيس حكومة الإقليم يعمل حاليا على برنامج طموح لتطوير دور القطاع الخاص في الإدارة الاقتصادية بكردستان على أسس قوية من خلال التوجه نحو تفعيل وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في إعادة إصلاح الوضع الاقتصادي بكردستان». يذكر أن من بين 1200 شركة استثمارية تعمل في إقليم كردستان هناك 600 شركة تركية تعمل في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية ومشاريع البناء والتعمير.