3 من لجنة غولدستون يرفضون تراجع رئيسهم ويعتبرونه ظلما لآلاف الضحايا

قالوا إنهم لم يعودوا قادرين على التزام الصمت إزاء ما نشره في «واشنطن بوست»

TT

رفض ثلاثة من أعضاء اللجنة الدولية التي انبثقت عن الأمم المتحدة للتحقيق في الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2008 وحتى 17 يناير (كانون الثاني) 2009، دعوات مطالبة بسحب تقريرها التي تدين فيه إسرائيل بجرائم حرب ضد الإنسانية. واتهم الأعضاء الثلاثة، وإن لم يكن بالاسم، رئيس اللجنة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون بمحاولة تشويه الحقائق من أجل إلقاء ظلال من الشك على صدقية تقريرهم المشترك، وذلك بالتراجع عن بعض فصوله، خاصة ما يفيد بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، في مقال نشره في صحيفة «واشنطن بوست» قبل بضعة أسابيع.

وهاجم الخبراء الثلاثة في القانون الدولي، وهم هينا جيلاني المحامية الباكستانية في مجالات حقوق الإنسان، وكريستين تشينكين بروفسور القانون الدولي في كلية لندن للاقتصاد (إل إس إي)، وراعي السلام السابق الآيرلندي ديزموند تريفور، في بيان نشرته صحيفة «الغارديان» أمس، غولدستون، جراء تغيير موقفه وإبداء أسفه على جوانب في التقرير الذي يحمل اسمه، لا سيما الاقتراح بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب محتملة من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين في حرب غزة التي استمرت زهاء ثلاثة أسابيع.

وكان أعضاء اللجنة الثلاثة قد التزموا الصمت بعد تعليقات غولدستون الصاعقة في مقاله في «واشنطن بوست» في 2 أبريل (نيسان) الحالي، لكن ردهم هذا يشكل لطمة قوية لغولدستون الذي تعرض لأبشع هجوم من قبل إسرائيل والمنظمات اليهودية، لا سيما في جنوب أفريقيا التي عزلته بالكامل.

وفند الأعضاء الثلاثة ما جاء في تقرير غولدستون، مشيرين إلى أنه تعرض لضغوط سياسية جمة. وقالوا إنهم لا يستطيعون ترك ظلال التشويه التي ألقى بها المقال على نتائج التقرير، دون تحد أو رد. وأضافوا أن هذه التشويهات ألقت الشكوك على الحقائق في محاولة لإفقاد النتائج شرعيتها وإلقاء ظلال الشك على مصداقيتها.

ووصل الخبراء الثلاثة إلى القول إن الدعوات لإعادة النظر أو حتى التراجع عن التقرير وكذلك المحاولات لتشويه طبيعته وهدفه، تتجاهل حقوق الضحايا، ليس الفلسطينيين فحسب بل الإسرائيليون، أيضا، في الحصول على الحقيقة والعدل.

وأشار الخبراء إلى الضغوط غير الطبيعية والتهجمات الشخصية التي تعرض لها أعضاء اللجنة، مستطردين «لو خضعنا لهذه الضغوط من أي جهة كانت، لتحسين صورة النتائج، لألحقنا الظلم بمئات المدنيين الأبرياء الذين قتلوا خلال الحرب على غزة، وكذلك آلاف الجرحى، ومئات الآلاف الذي لا يزالون يعيشون تحت الحصار».