جامعة دمشق تحيل عشرات الطلاب للجنة الانضباط.. ومظاهرة لطلاب دراسات عليا في المزة

منظمة لحقوق الإنسان: استمرار الاعتقالات العشوائية في مختلف المدن السورية

مئات الطلاب السوريين يتظاهرون في جامعة دمشق يوم الاثنين الماضي (رويترز)
TT

قال طالب في جامعة دمشق خلال اتصال مع «الشرق الأوسط» في لندن أمس، إن إدارة جامعة دمشق أحالت عشرات من الطلاب في عدة كليات إلى لجنة الانضباط، وذلك على خلفية مشاركتهم في المظاهرات التي خرجت يومي الاثنين والأربعاء في كليتي العلوم والحقوق، لنصرة درعا.

وقال الطالب إن الجامعة أشارت في قرارها، إلى أن إحالة هؤلاء الطلاب يأتي لأنهم خالفوا أنظمة الجامعة التي تمنع التظاهر في الجامعة، مع إشارته إلى عدم إحالة أي من الطلاب الذين تجمعوا في الحرم الجامعي للرد على المحتجين بمظاهرة تأييد للرئيس الأسد وقيامهم بالاعتداء بالضرب على المحتجين بالتعاون مع عناصر الأمن في الجامعة. وتتولى لجنة الانضباط مهمة التحقيق مع الطلاب المحالين إليها وتوجيه إنذارات لهم لعدم تكرار المخالفة.

ورغم ذلك، فإن نحو مائة طبيب من طلاب الدراسات العليا قاموا بالاعتصام أما مستشفى «المواساة» أمس، في منطقة المزة في دمشق، احتجاجا على اعتقال أربعة من زملائهم. وسارع رئيس الجامعة إلى المكان وتحاور معهم. وقالت مصادر شبه رسمية إن المعتصمين «لم يكونوا أكثر من 30 طبيبا من طلاب الدراسات العليا اعتصموا للمطالبة بالإفراج عن زميل واحد لهم تم اعتقاله، ورئيس الجامعة تجاوب مع احتجاجهم وعمل على إطلاق سراح زميلهم». وأكدت المصادر أن الاعتصام استمر نحو نصف ساعة فقط.

قال شاهد عيان إن نحو مائة طبيب من طلاب الدراسات العليا بكلية الطب في مستشفى «المواساة»، اعتصموا تضامنا مع زميليْهما محمد منصور الخاف الذي أصابه رصاص الأمن في رأسه أمام كلية الشريعة، والمعتقل خلدون الجندي، وإن قوى الأمن حاصرت المعتصمين بأعداد كبيرة وصادرت الهواتف الجوالة التي كانت تصور وحطمتها.

وعلى الصعيد الرسمي، أصدر الرئيس السوري قرارا بالإفراج عن الموقوفين في الأحداث الأخيرة ممن لم يرتكبوا جرائم.

من جهتها، قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية إنها لا تزال تتلقى يوميا أسماء المعتقلين من مختلف المدن والقرى السورية وإن السلطات «مستمرة في اعتقالاتها العشوائية بين صفوف المواطنين على خلفية مشاركتهم في الاعتصامات الاحتجاجية التي تشهدها المحافظات السورية».

وقالت المنظمة في بيان لها صدر أمس وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت يوم الثلاثاء الماضي الأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي السوري غياث عيون السود بينما كان خارجا من منزله في مدينة صحنايا (ريف دمشق) لشراء حاجيات واقتادته إلى جهة مجهولة. يشار إلى أن عيون السود معتقل سياسي سابق من 1983 حتى 1992.

وأضافت أنه قبل يوم من ذلك تم اعتقال الناشطة في حقوق المرأة ملك الشنواني حيث تم اقتيادها من مكان عملها إلى منزلها ليتم مصادرة كومبيوترها الشخصي مع أغراض شخصية (أقراص مدمجة وكتب..)، ومن ثم تم نقلها إلى فرع الأمن الداخلي للمخابرات العامة في دمشق. كما ذكر البيان أنه بعد اعتقال أزاهر عمرين وزوجته الصحافية ضحى حسن وصبحي الملقي يوم الجمعة 25 مارس (آذار) الماضي، بتهمة المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، تم الإفراج عن الصحافية ضحى بعد أسبوع، لكن لا يزال عمرين والملقي معتقلين حتى الآن في فرع المخابرات الجوية. وزاهر عمرين خريج صحافة والمعهد العالي للفنون المسرحية وهو معيد بجامعة دمشق في كلية السياحة، ويعمل بالأمانة السورية للتنمية. أما صبحي الملقي فهو خريج إدارة أعمال، كما تم اعتقال معتصم مازن حمدان الطالب في السنة الثالثة بهندسة الميكانيكا في جامعة دمشق أثناء مظاهرات انطلقت أمام مسجد الرفاعي بدمشق يوم الجمعة 8 أبريل (نسيان) الحالي. وتم اعتقال زياد عواد، طالب في السنة الخامسة بكلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، من بيته في منطقة ركن الدين في دمشق في 3 أبريل الحالي.

وقال البيان إنه في مدينة حلب اعتقل أول من أمس الطلاب عبد الله زين العابدين وعماد السوادي وسمير عصام غرة، بعد مظاهرة لطلاب جامعة حلب خرجت من كلية الآداب. كما داهمت الأجهزة الأمنية في مدينة درعا أول من أمس أحد البيوت واعتقلت كلا من: خالد أبو عون - محمد أبو عون - غسان أبو عون. وفي مدينة حماة تم اعتقال العشرات إثر مشاركتهم في مظاهرات الجمعة الماضية.

وإثر المظاهرات التي شهدتها محافظة دير الزور يوم الجمعة الماضي، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال العشرات في دير الزور والميادين والشحل، وحملة الاعتقالات مستمرة في كل أنحاء البلاد من جبلة على الساحل إلى الرقة في الشمال الشرقي ومن حمص إلى بانياس، بحسب المنظمة التي أكدت نبأ الإفراج أول من أمس عن عدد من المعتقلين في بانياس.