مسلمون ومسيحيون يحاصرون مبنى محافظة قنا احتجاجا على المحافظ الجديد

أكدوا أن التجربة السابقة زادت من الفتن الطائفية بصعيد مصر

TT

فيما وصف بأنه أول اعتراض على حركة المحافظين التي أصدرها مجلس الوزراء المصري، تظاهر مسلمون ومسيحيون بمحافظة قنا بصعيد مصر أمس اعتراضا على تعيين محافظ مسيحي للمرة الثانية عقب إقالة المحافظ السابق، مؤكدين أن تعيين محافظ مسيحي سبب أساسي في تنامي ظاهرة الفتن الطائفية.

وفي تطور سريع، واعتراضا على سياسة النظام المصري السابق بتعيين محافظ مسيحي في محافظة قنا بصعيد مصر (على بعد 570 كم من القاهرة) للحد من الفتن الطائفية التي تشهدها المحافظة من حين لآخر. نظم عشرة آلاف مواطن مظاهرة بميدان الساعة بوسط مدينة قنا، احتجاجا على قرار رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بتعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل «مسيحي» محافظا لقنا، خلفا للواء مجدي أيوب إسكندر أول مسيحي يعين محافظا في البلاد عام 2006. وأكد المتظاهرون الذين حاصروا مبنى المحافظة على أن الفتن الطائفية زادت منذ تولى شؤون المحافظة مسيحي، وأن تجربة المحافظ السابق أثبتت فشلها. وردد المتظاهرون هتافات «مش عايزين ميخائيل»، و«يا مشير يا مشير مش عايزين المحافظ الجديد».

وأكد الشيخ عمر أبو السباع إمام مسجد النور المحمدي «إننا عانينا كثيرا في ظل المحافظ السابق وتجربته المريرة في قنا، والتي رسخت للطائفية أكثر من أي وقت مضى». وقال أبو السباع لـ«الشرق الأوسط» إن اختيار محافظ مسيحي الآن يعد سيرا على النهج الذي وضعه النظام السابق بضرورة وجود محافظ مسيحي في قنا تقديرا للمسيحيين»، لافتا إلى أن هذا النظام أثبت فشله طيلة الخمس سنوات الماضية عهد المحافظ السابق.

وأوضح مصطفى الجالس عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير أن كثيرا من الناشطين السياسيين بالمحافظة قاموا بجمع آلاف التوقيعات، تمهيدا لإرسالها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة شؤون البلاد عقب إسقاط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك للمطالبة بتغيير المحافظ الجديد. وقال الجالس لـ«الشرق الأوسط» إن «الاعتراض على المحافظ الجديد ليس لأنه مسيحي، وإنما لأنه من أبناء وزارة الداخلية التي قتلت المتظاهرين في أحداث الثورة المصرية، ومتورط في قمع المتظاهرين بالقوة في ميدان التحرير بوسط القاهرة».

وأضاف الجالس أن «المتظاهرين لن يغادروا مكانهم أمام مبني المحافظة حتى تتم الاستجابة لمطالبهم». من جانبه، أكد أحد المشاركين في المظاهرات «مسيحي» رفض ذكر اسمه على أن «المحافظ السابق لم يقدم أي شيء للمسيحيين، بل حسب على المسيحيين اسما فقط، وشارك في إصدار كثير من القرارات التي أضرت بالمسيحيين ومنها قيامه بهدم سور إحدى كنائس مدينة نجع حمادي»، لافتا إلى أنه «لو كان المحافظ مسلما لما تم هدم سور الكنيسة».

ويشار إلى أن تعداد سكان محافظة قنا يقدر بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن، ويشكل المسيحيون 5.5 في المائة من تعداد السكان حسب آخر إحصائية صادرة من مركز المعلومات التابع للمحافظة، وقد شهدت المحافظة عددا من حوادث الفتن الطائفية كان آخرها مقتل ثمانية مسيحيين وإصابة عشرة آخرين أثناء احتفالات قداس عيد الميلاد المجيد في 7 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي بكنيسة نجع حمادي (شمال قنا على بعد 25 كم)، على خلفية أحداث انتقامية نتيجة لحادثة اغتصاب فتاة مسلمة على يد شاب مسيحي في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2009 بمدينة فرشوط (التي تبعد عن قنا 60 كم).