نجاة معارض بارز في مأرب من محاولة اغتيال وانتقادات دولية لتجنيد الأطفال

فرار 10 سجناء محكومين بالإعدام من سجن بمحافظة عمران

TT

تمكن عدد من نزلاء السجن المركزي بمحافظة عمران اليمنية، أمس، من الفرار بعد قتلهم عددا من حراس السجن، وقالت مصادر محلية في عمران، الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء: إن أكثر من 10 سجناء محكومين بالإعدام تمكنوا، أمس، من الفرار من السجن المركزي بالمحافظة، وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن السجناء فاجأوا سجانيهم بإطلاق النار من أسلحة كلاشنيكوف ومسدسات، وأدت الاشتباكات بين الطرفين إلى مقتل 3 من الجنود وأحد السجناء وإصابة 5 جنود وسجين.

وحسب مصادر مطلعة، فإن بين السجناء الفارين طيارا سابقا يدعى عبد العزيز العبيدي، وهو محكوم بالإعدام بعد إدانته بقتل ماشا النهاري، أحد أبناء الطائفة اليهودية المقيمة في مدينة ريدة بمحافظة عمران، قبل نحو عامين، وقالت المصادر: إن قوات الأمن شرعت في تنفيذ حملة أمنية لملاحقة السجناء الفارين، من دون المزيد من الإيضاحات بشأن كيفية إدخال الأسلحة النارية إلى الزنازين الانفرادية للسجناء المحكومين بالإعدام.

وفي وقت لاحق، قالت مصادر رسمية: إن حملة أمنية شرعت في ملاحقة السجناء الفارين، من دون أن تورد تفاصيل تتعلق بفتح تحقيق حول كيفية دخول الأسلحة النارية إلى زنازين السجناء.. كانت السلطات اليمنية قد أحبطت، الشهر الماضي، تمردا في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، وأسفرت المواجهات بين السجناء وحراس السجن عن مقتل وإصابة عدد غير قليل من السجناء، وعلى الرغم من تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، فإن اللجنة لم تعلن نتائج تحقيقها حتى اللحظة.

وفي محافظة مأرب، شرق البلاد، نجا الشيخ مبخوت بن عبود، أحد أشراف المحافظة، من محاولة اغتيال، حسبما أفادت مصادر محلية، في وقت ما زال محافظ المحافظة يخضع للعلاج في المستشفى العسكري بصنعاء، بعد أن تعرض لعدة طعنات في رقبته، الشهر الماضي، من قبل مسلحين أمام مكتبه بمدينة مأرب، وقد استنكرت فروع أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة في مأرب ما تعرض له بن عبود، وطالبت السلطات الرسمية بإخراج من سمتهم «مجاميع البلطجية» من المحافظة.

وذكر شهود عيان أن الشيخ مبخوت بن عبود كان يلقي خطبة الجمعة في «ساحة التغيير» بمأرب عندما شوهد مسلحون على بعد قرابة 70 مترا من منصة الساحة، وأشارت الرواية المحلية إلى أن مرافقي بن عبود تمكنوا من ملاحقة المسلحين الذين كان بعضهم يعتلي أسطح بنايات قريبة من الساحة، وقاموا باعتقال أحدهم بعد أن دخل إلى أحد المطاعم الشعبية، وقد حذر مؤتمر قبائل بكيل، الذي يعتبر بن مبخوت أحد مؤسسيه وقياداته، النظام و«بلطجيته» جرَّاء الحادث، وقال، في بيان صادر عنه: «إن استهداف الشخصيات لعبة حقيرة سيدفعون ثمنها قريبا».

على صعيد آخر، انتقدت منظمة حقوقية دولية تجنيد الأطفال في الجيش اليمني والزج بهم في الصراع السياسي والعسكري بين السلطة والمعارضة في اليمن، وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»: «إن الأطفال المجندين في صفوف الجيش اليمني أصبحوا الآن يستخدمون في وحدة منفصلة عن الجيش تعكف على حماية المتظاهرين المعارضين للحكومة»، ودعت الولايات المتحدة والحكومات الأخرى إلى أن تدعو إلى «الوقف الفوري لاستخدام الأطفال كجنود أو في أي أجهزة أمنية أخرى، سواء طرف الحكومة اليمنية أو المعارضة».

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن هناك مجندين في الجيش اليمني أعمارهم تقل عن 18 عاما، وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط: إن الحكومة اليمنية «تلجأ، منذ فترة طويلة، لتعريض الأطفال لخطر داهم بنشرها جنودا أطفالا في ميدان المعركة. على خصوم الرئيس صالح ألا يقعوا في الخطأ نفسه وألا يستخدموا الأطفال في تأمين ميادين التظاهر». وأضافت المنظمة، نقلا عن 20 طفلا، أنه «تم تجنيدهم للقتال في نزاع الحكومة المتقطع مع الحوثيين في شمال اليمن. بعض الأطفال قالوا إنهم قاتلوا في البداية في ميليشيات موالية للحكومة، لكن فيما بعد نقلوا إلى صفوف الوحدة المدرعة الأولى، التي قادت الحملة ضد الحوثيين. كل من الجنود الأطفال كان يحمل رشاشا من طراز (إيه كيه 47) ومسدسا، ويرتدون زي الفرقة المدرعة الأولى».

كانت «هيومان رايتس ووتش» قد دعت الولايات المتحدة إلى «تعليق المساعدات العسكرية لليمن فورا، ما لم توافق الحكومة اليمنية على التفاوض على خطة عمل مع الأمم المتحدة لإنهاء تجنيد الأطفال، مع السماح بزيارة من ممثل الأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة إلى اليمن».