إيران تصعد.. وتجدد تهديدها بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء أحداث البحرين

صالحي يبعث برسالتين «عاجلتين» للأمم المتحدة ومجلس الأمن يحثهما على التدخل

موظفتان إيرانيتان تتحادثان خلال استراحتهما من العمل في شركة «النفط الإيرانية» في طهران أمس (رويترز)
TT

صعدت طهران من موقفها أمس إزاء الأحداث في البحرين وجددت تهديدها بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي»، إزاء ما سمته «القمع»، ودعت إلى تحرك فوري للأمم المتحدة للتدخل من أجل حماية نشطاء المعارضة في البحرين، زاعمة أن «التوتر والقمع قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها».

وجاء ذلك في رسالتين «عاجلتين» بعث بهما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي.

وكانت طهران قد وجهت انتقادات صريحة للسلطات البحرينية منذ اندلاع المظاهرات في البحرين، إلا أن حملة التصريحات التي قادها كبار المسؤولين الإيرانيين توسع نطاقها لتشمل السعودية والإمارات بعد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين بطلب من السلطات البحرينية لإعادة الأمن والاستقرار بعد أسابيع من الاحتجاجات. وتفاقمت الأزمة بين المنامة وطهران ووصلت إلى حد سحب السفيرين من كل منهما.

كما كانت الكويت قد طردت 3 دبلوماسيين إيرانيين لتورطهم في شبكة للتجسس لصالح إيران، وفي المقابل ردت طهران بمنح 3 دبلوماسيين كويتيين مهلة 10 أيام لمغادرة إيران.

وفي خطاب وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة دعا وزير الخارجية الإيراني إلى «تحرك جاد وفوري من مجلس الأمن بشأن قمع مطالب الناس في البحرين باستخدام القوة العسكرية»، وأضاف صالحي «لا يمكن أن تقف جمهورية إيران الإسلامية مكتوفة الأيدي أمام الأحداث في البحرين وعواقبها لأن الوضع يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة إذا استمر الوضع الحالي»، وتابع «ستؤدي مثل هذه العواقب إلى زعزعة استقرار منطقة الخليج وسيؤثر هذا بالطبع على العالم».

وكان صالحي قد اشتكى للأمم المتحدة الشهر الماضي بعد دخول قوات درع الجزيرة في إطار جهود من مجلس التعاون الخليجي للمساعدة على إخماد الاحتجاجات وقال إن الرياض تستخدم الاحتجاجات في البحرين «كذريعة للتدخل».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن صالحي عبر عن «الأسف لغياب تحرك مجلس الأمن في حين كان موقف مجلس الأمن في أوضاع مشابهة في المنطقة مختلفا»، في إشارة إلى إصدار مجلس الأمن قرارا يقضي بحماية الشعب الليبي من العقيد معمر القذافي.

وزعم صالحي أن «انتفاضة شعب البحرين مطابقة لثورتي تونس ومصر وثورة غالبية الشعب (في البحرين) تهدف إلى تلبية مطالب مشروعة».

ويأتي ذلك بينما كانت السلطات الإيرانية قد سعت خلال عامين إلى سحق المعارضة الإيرانية التي يقودها مير حسين موسوي ومهدي كروبي، كما كانت قد قمعت بشدة مظاهرات دعا إليها الأخيران في فبراير (شباط) الماضي من أجل تأييد انتفاضتي تونس ومصر، فيما طالب مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) بإصدار حكم الإعدام بحق موسوي وكروبي بتهمة الإفساد في الأرض.

وفي سياق متصل، أيد رجل الدين الإيراني المحافظ آية الله أحمد جنتي تصريحات صالحي، وزعم في خطبة صلاة الجمعة في طهران أمس أن «الشعب البحريني يواجه ظلما وعدوانا وقمعا أكثر من باقي الشعوب العربية والسبب لذلك أن هذا الشعب ينتمي إلى المذهب الشيعي أولا وينادي بالحرية والديمقراطية ثانيا».

وأشار إلى الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة المتعلقة بالبحرين مدعيا أن «هذه الرسالة تضمنت نقاطا هامة حيث تدعو الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكنا إزاء ما يحدث في البحرين أن تقوم بواجباتها الأخلاقية والإنسانية لإنقاذ الشعب البحريني من هذه المحنة».

إلى ذلك، نظم طلاب إيرانيون من جامعتي طهران وقزوين مظاهرة أمام السفارة البحرينية بطهران وطالبوا بحسب قوات درع الجزيرة من البحرين.