لبنان: البطريرك الراعي يجمع الثلاثاء المقبل الزعماء المسيحيين في لقاء مصارحة

مصادر بكركي لـ«الشرق الأوسط»: لا مسودة عمل للقاء والبطريرك سيدير الجلسة

TT

في أول إنجاز له بعد انتخابه بطريركا للموارنة في مارس (آذار) الماضي، يرعى البطريرك بشارة بطرس الراعي الثلاثاء المقبل في بكركي وبدعوة منه، اجتماعا للقادة المسيحيين الأربعة: رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. هذا اللقاء الذي يعد الأول لهم منذ سنوات بعد تفاقم الخلافات في الصف المسيحي مع انحياز كل حزب أو تيار إلى ما يعرف بفريقي 8 و14 آذار، يسعى الراعي ليكون مثمرا وهو أكّد في وقت سابق أن «شيئا ما سيحصل خلاله» رافضا الكشف عن المزيد من التفاصيل.

في هذا الوقت، كشفت مصادر بكركي لـ«الشرق الأوسط»، أنّه «لن تكون هناك مسودة عمل للقاء يتفق عليها المجتمعون مسبقا لأن اللقاء بحد ذاته يشكل إنجازا وسيستكمل باجتماعات لاحقة قد تشمل مرجعيات مسيحية أخرى». ولفتت المصادر إلى أن «البطريرك الراعي سيتولى إدارة الاجتماع وقد أعدّ للمناسبة مجموعة من الأسئلة التي سيسعى من خلالها لخرق الجمود الذي يسود العلاقة بين الأقطاب المسيحيين كمنطلق باتجاه المصارحة».

ووصف رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الدعوة التي وجهها البطريرك الراعي بـ«الخطوة الجريئة والأولى على درب طويل باتجاه المصالحة المارونية - المارونية» لافتا إلى أن «مجرد لقاء الأقطاب المسيحيين على طاولة واحدة إنجاز كبير يؤكد أن لدى هؤلاء النوايا الطيبة لقلب الصفحة وإن كان فقط على الصعيد الشخصي».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» قال الخازن: «لقاء الزعماء الموارنة في بكركي خطوة أساسية ومساعدة للجهد الذي يقوم به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من خلال طاولة الحوار وبالتالي هذا الاجتماع الذي قد يتوسع ليشمل لاحقا شخصيات مارونية أخرى سيكون عنصرا مساعدا قد يؤسس لتفاهمات معينة تنطلق منها طاولة الحوار». بدوره، أمل عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر أن «يؤسس هذا الاجتماع لمصالحة وطنية شاملة» لافتا إلى أنّه «وكخطوة أولى سيكون لقاء للمصارحة ليليه بعدها اجتماع للمصالحة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاجتماع لا يتخذ منحى طائفيا بل وطنيا لأن الكل يعلم أن توافق المسيحيين فيما بينهم يؤسس لحلحلة كم كبير من العقد التي تعوق تقدم كثير من الملفات الوطنية».

وعدّد أبي نصر «أبرز المسائل التي يتوجب أن يتوافق عليها المجتمعون نهائيا لتصدر بعدها وثيقة تفاهم تشمل: ملف بيع الأراضي والتلاعب بديموغرافية البلد، وملف التوطين، وهجرة المسيحيين، وحقوق المغتربين، والتعيينات...»، آملا أن «نتخطى التوافق على هذه الملفات باتجاه توافق أشمل وأوسع على ملف المحكمة الدولية والمقاومة».

إلى ذلك، أثنت مصادر كتائبية على «همة البطريرك الراعي الذي شرع وبعد أقل من شهر على انتخابه على تحقيق الإنجازات والدخول من البوابة العريضة باتجاه لعب دور وطني كبير في المرحلة المقبلة».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبرت المصادر أن «الاجتماع المنتظر عقده في بكركي سيشكل محطة أساسية في تاريخ العلاقات المسيحية - المسيحية»، آملة أن يتوصل المجتمعون وبعد المصارحة فيما بينهم إلى مجموعة من التوافقات التي تؤسس إلى تفاهمات على الصعيد الوطني».

يُذكر أن البطريرك الراعي يعمل على إعادة تفعيل لجنة الحوار الخاصة بين بكركي وحزب الله ويولي الموضوع الكثير من الأهمية كما يحضّر لقمة روحية مسيحية إسلامية تعقد في بكركي في 12 مايو (أيار) المقبل لوضع وثيقة تحدّد المبادئ والثوابت الوطنية والعامة.