أوباما: لم نستطع تشكيل التحالف الواسع حول ليبيا من دون الشيخ حمد

أمير قطر يؤكد استعداد بلاده لتسليح الثوار

TT

أشاد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بدور أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في تشكيل ائتلاف واسع النطاق لدعم الثوار الليبيين ضد نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، معبرا عن أن دوره كان محوريا في تشكيل التحالف. وجاء ذلك في وقت أعلن الشيخ حمد من واشنطن استعداد قطر لتسليح الثوار الليبيين، بينما تخشى واشنطن من وصول التحالف إلى «طريق مسدود» في جهودها العسكرية للإطاحة بالقذافي.

وبعد استقبال أوباما لأمير قطر في البيت الأبيض عصر أول من أمس ألقى القائدان كلمات مقتضبة للصحافة. وقال أوباما: «عبرت له عن تقديري للقيادة الذي أظهرها الأمير عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية في الشرق الأوسط، وبشكل خاص ما يبذل لمحاولة دعم انتقال سلمي في ليبيا». وأضاف: «لا أعتقد أننا كنا سنقدر على تشكيل التحالف الواسع الدولي الذي لا يتضمن فقط أعضاء (الناتو)، بل أيضا يتضمن دولا عربية من دون قيادة الأمير». ويذكر أن كلا من دولة قطر والإمارات والأردن تشارك في الجهود العسكرية في ليبيا. واعتبر أوباما أن «إيمان (الشيخ حمد) بأنه يجب أن يتمتع الشعب الليبي بحقوق وحريات كل الناس» يجعله مهتما بالأمر الليبي ويحفزه على العمل الحالي. وأضاف: «نتيجة لذلك، قطر تقدم الدعم الدبلوماسي، ولكن أيضا الدعم العسكري ونحن نقدر كثيرا العمل الرائع التي يقوم به القطريون إلى جوار غيرهم من أعضاء التحالف».

وبعد لقاء الزعيمين، أجرى أمير قطر مقابلة تلفزيونية مع قناة «سي إن إن» الأميركية قال فيها إن في حال طلب الثوار الأسلحة «سنزودهم بها»، وبينما أقر بأن المعارضة الليبية كانت قد قدمت مثل هذا الطلب، ولكن «سيستغرق تنفيذ ذلك بعض الوقت». وعلى الرغم من جهوده لعدم الإجابة مباشرة عن سؤال حول تقارير تفيد بأن قطر أوصلت أسلحة مضادة للدبابات لقوات المعارضة، قال الشيخ حمد إنها «قد وصلتهم خلال اليومين الماضيين». وشدد الشيخ حمد خلال المقابلة على أن «ما نفعله يتماشى مع قرار مجلس الأمن» 1973 الذي خول استخدام القوة.

وبينما لم تعترف إدارة أوباما بالمعارضة الليبية رسميا بعد، اعتبر الشيخ حمد أنه سيكون من «الحكمة» لو فعلت واشنطن ذلك.

ولم تكن ليبيا وحدها محور اللقاء بين الزعيمين، القطري والأميركي، حيث بحثا وضع السودان. وأفاد البيت الأبيض أن المبعوث الأميركي الخاص لدى السودان، برينستون ليمان، حضر الاجتماع الذي تناول الوضع السوداني والتطورات في دارفور بشكل خاص. وأعلن أوباما عن تعهده بالعمل مع قطر «لننظر كيف يمكن حل الوضع في دارفور»، من دون توضيح إمكانية تحقيق ذلك.

ولفت أوباما والشيخ حمد إلى موضوع السلام في الشرق الأوسط خلال اللقاء. وقال أوباما: «بحثنا مصلحتنا المشتركة في رؤية حل سلمي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، والشيخ حمد زودني برؤيته حول الإصلاحات في المنطقة كلها». وقال الشيخ حمد: «القضية الأكثر أهمية لنا في المنطقة هي النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، والبحث عن طريقة لتأسيس دولة فلسطينية». وعبر الشيخ حمد عن تأييده لموقف الرئيس الأميركي، قائلا: «نحن نتفهم موقفك في دعم الحل المتمثل في أن الدولتين يعيشان بسلام، ونحن ندعم موقفك».

وأنهى الزعيمان تصريحاتهما بالإشارة إلى كأس العالم، بعد أن استطاعت قطر أن تكسب استضافة المونديال الدولي عام 2022. وقال أوباما: «قلت له إنني سأكون رئيسا سابقا حينها، ولكن آمل أن أحصل على مقاعد جيدة إذا سافرت إلى قطر»، ليجيب الشيخ حمد: «ولن أنسى إرسال تذاكر كأس العالم لك».