البيت الأبيض يفاوض نتنياهو على مضمون خطابه أمام الكونغرس في مايو المقبل

وزير المالية الأسبق: حسب وثائق «ويكيليكس» واشنطن لا تصدق نتنياهو لأنه يكذب عليها

TT

بعد الاتفاق مع الإدارة الأميركية على إلقاء خطاب أمام الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) والضيافة في البيت الأبيض، بدأ حوار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول مضمون المبادرة التي سيعلنها لتحريك مفاوضات السلام. ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية والكثير من السياسيين حذروا من بناء آمال على هذا الخطاب. وقال وزير المالية الأسبق النائب المعارض من حزب «كديما»، روني بار أون، إن «الأميركيين لا يصدقون نتنياهو، فقد سبق وكذب عليهم عدة مرات في الماضي».

وكان نتنياهو قد أعلن بنفسه أمام اجتماع لقيادة حزب الليكود، الليلة قبل الماضية، أنه تلقى دعوة لإلقاء خطاب سياسي أمام الكونغرس في مايو (أيار) المقبل، ولقاء الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. ورد على تخوفات رفاقه في اليمين المتطرف، الذين يدعون أنه سيرضخ للضغوط الأميركية ويوافق على تجميد البناء الاستيطاني أو يوافق على تنفيذ انسحابات جديدة من الضفة الغربية، قائلا إنه رفض وسيرفض كل «الإملاءات الخارجية التي ستبقينا دون أمن ولا سلام»، حسب تعبيره. وأضاف: «سنقف وقفة قوية أمام كل من يحاول أن يملي علينا الشروط»، موضحا أن الموضوع المركزي في خطابه أمام الكونغرس سيكون في الملف الإيراني.

وفي ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني قال: «مررنا بعامين أكدنا فيهما على المبادئ التي تواجه دولة إسرائيل للحفاظ على أمنها ولكي تجلب التسويات السلمية السلام والأمن لا السلام على الورق». وأول المبادئ، على حد قوله، «اعتراف فلسطيني بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والمبدأ الثاني هو الترتيبات الأمنية». وقال إن هذه الترتيبات يجب أن تضمن أمن إسرائيل في حال انهارت التسوية.

ومع أن هذه التصريحات جاءت لإرضاء اليمين المتطرف، فإن قوى اليمين رفضتها. وحذر النائب داني دنون، رئيس الفروع العالمية لحزب الليكود، من أن تكون عودة الولايات المتحدة إلى صورة المفاوضات، مصحوبة بإجراءات إسرائيلية بعيدة المدى ضد مصالحها الأمنية والقومية (يقصد الاستيطان). وفي المقابل رأت قوى المعارضة أن نتنياهو ينوي خداع الأميركيين مرة أخرى، وهدفه بالأساس هو المماطلة.

من جهة ثانية، أظهرت وثيقة أميركية مسربة عبر موقع «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن نتنياهو كان قد تعهد أمام مسؤولين أميركيين قبل انتخابات الكنيست الأخيرة أنه سيجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ولن يكرر ما وصفها بأخطائه في ولايته الأولى بتشكيل حكومة يمينية وإنما حكومة «يمين - وسط».

والوثيقة مؤرخة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وتتطرق إلى لقاء بين رئيس المعارضة، نتنياهو مع السفير الأميركي، جيمس كانينغهام قبل شهرين ونصف الشهر من الانتخابات، استعرض نتنياهو خلاله وضعه الانتخابي واحتمالات فوزه بصورة متفائلة، كما استعرض نياته السياسية بعد انتخابه كرئيس للحكومة. وادعى نتنياهو، حسب الوثيقة، أن بمقدور نتائج الانتخابات «إعادة رسم الخريطة السياسية في إسرائيل»، متعهدا أمام السفير بأن لا يكرر الأخطاء في فترة ولايته الأولى في عام 1996 حين رفض تشكيل حكومة مع حزب العمل، وأن هذه المرة سيشكل «يمين - وسط» مع حزب «كديما».