نيجيريا تنتخب رئيسها اليوم.. وجوناثان الأوفر حظا

20 مرشحا يخوضون السباق.. وتحديات كبيرة تنتظر الفائز

TT

بينما تستعد نيجيريا لإجراء انتخابات رئاسية اليوم، ينظر كثيرون إلى هذا الاقتراع على أنه العملية التي قد تشهد نهاية سنوات من تزوير النتائج وبداية تحول للديمقراطية في أكثر بلدان أفريقيا اكتظاظا بالسكان. ومنذ عودة البلاد للحكم المدني عام 1999 وهي تشهد انتخابات لا تحظى بأي مصداقية بسبب التزوير والرشى، غير أن مراقبين هذه المرة يقولون إن هناك فرصة لإجراء انتخابات حرة نزيهة.

ويخوض السباق 20 مرشحا أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان، الذي يتزعم حزب الشعب الديمقراطي، وكان تولى السلطة في مايو (أيار) الماضي عقب وفاة الرئيس عمر يارادوا. ويعد جوناثان، 53 عاما، وهو مسيحي من الجنوب، الأوفر حظا للفوز بالاقتراع، وكان قد تعهد بالتغيير نحو الأفضل. وعلى الرغم من الأداء المروع لحزبه في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ الأسبوع الماضي بعد أن خسر حزب الشعب الديمقراطي هامش الأغلبية في المجلسين، فإن فرص جوناثان ابن إقليم دلتا نهر النيجر، كبيرة في الفوز بالانتخابات.

وقد أعلن أكثر من عشرين حزبا صغيرا اختيارهم له بوصفه مرشحهم الوحيد، وجاءت رسالته بالاستمرارية ووعوده بإجراء انتخابات حرة نزيهة لتقربه من قلوب الناخبين. وأشادت جهات عدة باختيار جوناثان للبروفسور أتاهيرو جيجا، وهو رجل يحظى بقدر كبير من المصداقية والاحترام، ليرأس اللجنة المشرفة على الانتخابات، ووصفت نتائج انتخابات الأسبوع الماضي، بالحرة والنزيهة رغم تأجيل إعلان النتائج أسبوعا كاملا بعد التصويت.

ويعد الخصم الرئيسي لجوناثان في انتخابات اليوم، الحاكم العسكري السابق للبلاد الجنرال محمد بخاري. ويرى كثيرون أن بخاري، 69 عاما، رجل صلب للغاية وقائد سياسي تعوزه الكثير من الخبرات، رغم أن البعض يرى أنه يستطيع شن حرب على الفساد. وجاء أداء حزبه «المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي» في الانتخابات البرلمانية الأخيرة جيدا.

ويعتبر نوهو ريبادو مرشح حزب مؤتمر العمل النيجيري (إيه سي إن) أقل خبرة من أن يتولى قيادة البلاد، فالرجل لم يترشح لأي منصب سياسي في حياته من قبل. وكان ريبادو يشغل منصب رئيس لجنة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية، واشتهر بأنه المخلب الذي يشهره الرئيس السابق أولوسيجون أوباسانغو لمعاقبة خصومه السياسيين.

وأيا كان الفائز في الانتخابات، فإنه سيقتنص فوزه بصعوبة بالغة. وظلت نيجيريا تحت الحكم العسكري طوال الخمسين عاما التي أعقبت استقلالها عن بريطانيا، واشتهرت بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد وقمع وسائل الإعلام المستقلة.

وتعاني نيجيريا أيضا من مشكلات أمنية، إذ تشن جماعة دلتا النيجر هجمات تخريبية منتظمة وتنفذ تفجيرات قاتلة تستهدف البنية التحتية لعمليات التنقيب عن النفط، كما تختطف عمال النفط الأجانب احتجاجا على عدم تنمية الإقليم. ويمثل النفط سبعين في المائة من عوائد نيجيريا. وتعتبر قضايا الفساد والبطالة والكهرباء من بين الأمور التي رغب الناخبون في أن يتناولها المرشحون في حملاتهم قبيل الانتخابات.