عائشة ابنة العقيد الليبي: من لا يريد القذافي لا يستحق الحياة

قالت إن المطالبة بتنحي والدها «إهانة» لليبيين

عائشة القذافي خلال خطاب ألقته أمام مؤيدين للقذافي في طرابلس أمس (أ.ب)
TT

شنت عائشة، ابنة العقيد معمر القذافي، هجوما شرسا على قوات التحالف الدولي. وقالت في كلمة بثها التلفزيون الليبي في ساعة مبكرة من صباح أمس، إن مطالبة التحالف العسكري للزعيم الليبي بالتنحي هي «إهانة» لكل الليبيين.. و«من لا يريد القذافي فهو لا يستحق الحياة».

وفي ثاني ظهور علني لها منذ اندلاع الثورة الشعبية التي تطالب بالإطاحة بنظام حكم والدها، ظهرت عائشة مرة أخرى لتؤكد مجددا رفض والدها التخلي عن السلطة التي يقودها منذ نحو 42 عاما. وأمام بيت القذافي المهدم القريب من مقر إقامته في ثكنة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس، انتقدت عائشة في كلمة وجهتها للحشود الموجودة في ميدان الساحة الخضراء، وبثها التلفزيون الليبي الرسمي، الدول المشاركة في القصف الجوي والصاروخي الذي تشنه قوات التحالف الغربي وحلف شمال الأطلسي على نظام القذافي منذ الشهر الماضي.

واعتبرت عائشة أن الدعوات التي يطلقها الغرب لرحيل والدها تعتبر إهانة لكل الشعب الليبي. وأضافت «في عام 1911 قتل الإيطاليون جدي في غارة جوية، والآن يحاولون قتل أبي. تبت أيديهم». ونقل التلفزيون الليبي الرسمي الحفل الذي أقيم لإحياء ذكرى الغارات التي أمر بها الرئيس الأميركي رونالد ريغان عام 1986 ردا على ما وصفه بتورط ليبيا في عملية تفجير ملهى ليلي في برلين مما تسبب في مقتل جنديين أميركيين.

وقالت عائشة إنها كانت تبلغ من العمر خمس سنوات عندما وقعت الغارة الأميركية، و«إنهم أمطرونا بالصواريخ والقنابل، محاولين قتلي، وقد قتلوا بالفعل عشرات الأطفال الليبيين». وتابعت «الآن وبعد ربع قرن ها هي نفس الصواريخ والقنابل تنهمر على رؤوس أطفالي وأطفالكم»، في إشارة على ما يبدو للقصف الذي شنته طائرات تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي على العاصمة الليبية أول من أمس.

وقالت عائشة مخاطبة القوى الغربية التي تنفذ الضربات الجوية بموجب قرار لمجلس الأمن يخولها استخدام القوة لحماية المدنيين الليبيين «من هم المدنيون الذين تحمونهم؟ هل هم الذين يحملون البنادق الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية؟ هل هؤلاء هم المدنيون الأبرياء الذين تقولون إنكم تحمونهم؟.. اتركوا سماءنا، وخذوا معكم طائراتكم وصواريخكم».

ووجهت ابنة القذافي انتقادات حادة إلى قطر التي تعتبر أكبر داعم عربي للثور المناهضين لنظام أبيها العقيد القذافي. وأضافت «أما الإمارات فعليها أن تأخذ طائراتها التي تقتل بها الليبيين وتتجه لتحرير جزرها المحتلة، فسحقا لهم، العار الذي كتب بدماء الليبيين لن يمحوه لا الزمن ولا التاريخ». ووسط هتافات مناصري والدها القذافي قالت عائشة في كلمة مكتوبة «أحييكم أيها الصابرين الصامدين المرابطين، أحييكم يا أعظم شعب عرفه التاريخ». وأضافت «والله إنكم لأعظم شعب عرفه التاريخ، تستقبلون صواريخهم بالله أكبر والهتافات والأناشيد والزغاريد. دمتم أيها الشعب العظيم في ظل قائدكم تصنعون التاريخ وتطهرون البلاد كما قال قائدكم بيت بيت زنقة زنقة شارع شارع».

وعقب انتهاء عائشة من كلمتها غنى المحتشدون على وقع الموسيقى أغنية تقول «دار دار بيت بيت طهرها يا بو منيار (جد القذافي)»، في إشارة إلى حديث القذافي الشهير عن سحق الثوار والمعارضين له ومطاردتهم في كل مكان في ليبيا لمنعهم من إسقاط نظام حكمه. وكانت عائشة قد ظهرت في شهر فبراير (شباط) الماضي لتنفي ما تردد عن محاولتها الهروب إلى مالطا، علما بأن الولايات المتحدة قررت تجميد الأصول المالية لمؤسسة «واعتصموا» للأعمال الخيرية التي تترأسها ابنة القذافي التي لا تتولى أي منصب رسمي أو تنفيذي في الحكومة الليبية.