الظواهري ينتقد تخاذل الحكومات العربية في دعم ثوار ليبيا

مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان: لم يعد لظهوره قيمة

TT

انتقد أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، و«الذراع الأيمن» لزعيم التنظيم، أسامة بن لادن، تخاذل الحكومات العربية في دعم ثوار ليبيا لمواجهة نظام العقيد معمر القذافي. ودعا الظواهري الجيوش العربية إلى التدخل في الصراع الذي تشهده ليبيا من أجل طرد الديكتاتور القذافي - على حد تعبيره - وذلك قبل أن تتحول المساعدات الغربية التي تقدم إلى ليبيا لعدوان أو غزو على طرابلس، لافتا إلى أن «دماء مئات الشهداء الذين قتلهم نظام القذافي لن تضيع هدرا».

وأشاد الظواهري في شريط فيديو أذاعته شبكة «إيه بي نيوز» الأميركية، أمس، بالثورة المصرية والتونسية، وربط بين نجاح الثورات في شمال أفريقيا وموقف الحكومات الرسمية من إسرائيل وتطبيق الشريعة الإسلامية، قائلا: «أرحب بسقوط الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وإن مستقبل مصر يعتمد على فرض الشريعة الإسلامية وتدمير إسرائيل».

وحث الظواهري في الجزء الخامس من سلسلة، أطلق عليها اسم «رسالة الأمل والبشر لأهلنا في مصر»، الشعب المصري، وخاصة قبائل الصحراء الغربية، على مساندة إخوانهم في ليبيا بالمال والدواء والغذاء والسلاح، قائلا: «على أهلنا في مصر وقبائل الصحراء الغربية أن ينقذوا أهلنا في ليبيا، فقد تخاذلت الحكومات العربية عنهم، واكتفت الجامعة العربية بطلب تدخل من مجلس الأمن لكي يحظر الطيران فوق ليبيا»، مشددا على أنه يجب أن نكفي إخواننا في ليبيا حتى لا يتخذ الغرب من مآسيهم مبررا للتدخل في ليبيا واحتلالها والتدخل في شؤونها. وأوضح الظواهري أنه إذا دخل الأميركان وقوات الناتو (الأطلسي) إلى ليبيا، فيجب أن يهب جيرانهم في مصر وتونس والجزائر وسائر المسلمين لقتال كل من مرتزقة القذافي وصليبيي الناتو. يشار إلى أن الفيديو أنتجته مؤسسة السحاب الذراع الإعلامية لـ«القاعدة»، وبلغت مدة إذاعته أكثر من ساعة، ويعتبر الظهور الأول للظواهري منذ أكثر من عام، على الرغم من بث الكثير من التسجيلات الصوتية له، كان آخرها تسجيل صوتي أثناء ثورة «25 يناير» التي أسقطت النظام المصري، وانتقد فيه الظواهري نظام الرئيس السابق مبارك، ووجه دعوة للثوار في الاستمرار حتى يسقط النظام.

من جانبه، أكد الدكتور بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أن أحاديث الظواهري كانت لها قيمة قبل قيام الثورة المصرية، ولكن الآن لم يعد لظهوره قيمة، ولم يعد أحد يستمع إليها، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي والجماعة الإسلامية تتمتع بكامل حريتها.

وتابع بقوله: «لا أعتقد أن كلامه أو تلميحاته سوف يكون لها تأثير في مصر، كما أن زملاء الظواهري، أمثال عبود الزمر، يتحركون ويظهرون في وسائل الإعلام بكل حرية».

وقال حسن لـ«الشرق الأوسط» إن «الأصوات التي تتحدث من خارج مصر، سواء إسلامية أو من أقباط مهجر أو أي جماعة دينية، لم يعد لها أي تأثير، بغض النظر عن مكانتها السياسية والجماهيرية».