وزير الداخلية السوداني يعترف بوجود عصابات لتهريب السلاح إلى حماس

الخرطوم تحدد نهاية العام الجاري موعدا للجنوبيين لتسوية أوضاعهم بالشمال وتسرح آلاف رجال الشرطة

TT

أقر وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد بوجود عصابات سودانية تعمل في تهريب السلاح إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لكنه نفى تورط الحكومة في عملية التهريب والتي تسببت في قصف الأراضي السودانية، فيما كشف الوزير عن أن وزارته ستقوم بإعفاء آلاف الجنوبيين من الضباط والشرطة بنهاية يوليو (تموز) المقبل موعد قيام دولة الجنوب، في وقت حددت فيه نهاية العام الجاري لتوفيق أوضاع الجنوبيين في قطاعات أخرى. وكشف وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد عن تورط أفراد في عملية ترحيل ونقل الأسلحة واستخدام الأراضي السودانية كمعبر لها، لتزويد منظمات بالأسلحة تعتبرها إسرائيل منظمات «إرهابية»، لكنه قلل من دور السودان، بعد أن نفى علم الحكومة بذلك، مشيرا إلى وجود «مكايدات سياسية ضد السودان».

إلى ذلك ذكر حامد أن الشرطة السودانية سوف تقوم بإعفاء أكثر من 4000 من الضباط والجنود من السودانيين الجنوبيين بنهاية يوليو المقبل بعد إعلان دولة الجنوب رسميا، وأكد أن الحكومة ستقيم لهم وداعا كبيرا وتقدم لهم مستحقاتهم كاملة، وفي ذات السياق أكد محمود أن الحكومة ستمنح الجنوبيين بالشمال مهلة لمدة 6 أشهر لتوفيق أوضاعهم بعد إعلان قيام دولتهم، بما في ذلك موضوع الجنسية.

وترفض الخرطوم استمرار حمل الجنوبيين للجنسية السودانية بعد الانفصال، وهو ما يحذر ناشطون من خطورته بعد أن توقعوا حالات «بدون» في السودان لآلاف من الجنوبيين المولودين في الشمال، أو من الذين انقطعت صلتهم بالجنوب منذ سنوات طويلة. ورأى وزير الداخلية أن وضعية الجنوبيين بعد الانفصال الرسمي حق سيادي لحكومتي الشمال والجنوب.

إلى ذلك نفت حركة العدل والمساواة المتمردة استيلاء الجيش السوداني على المعقل الرئيسي للحركة في شمال دارفور، وقالت إنها تصدت لهجوم عسكري على وادي هور شمال الإقليم، مؤكدة أنها تحتفظ بعدد من الأسرى ستقدمهم إلى المنظمات الدولية بعد حصرهم، ردا على إعلان المتحدث الرسمي باسم الجيش الحكومي بأن قواته دخلت المعقل الرئيسي للمتمردين في (شقيق كرو) بشمال دارفور.

وقال المتحدث العسكري للحركة علي الوافي لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الحكومي وميليشياته سيبحثان عن نصر مزيف بعد الهزائم المتكررة التي منيت بها الحكومة في الأيام القليلة الماضية، وأضاف «الميليشيات العسكرية للمؤتمر الوطني خرجت علينا ببيان فحواه أنهم دخلوا منطقة وادي هور وأنهم استولوا على أكبر مستشفى ميداني لحركة العدل والمساواة السودانية في منطقة شقيق كرو»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية مدعومة بالطيران تحركت أول من أمس نحو منطقة وادي هور قادمة من الغرب، وقال إن قوات حركته تصدت للهجوم شرق منطقة «كاري ياري» وإن القوات الحكومية وميليشياتها فرت نحو الغرب وخلفت وراءها 3 دبابات، وأضاف «قام الطيران الحكومي بقصف الدبابات حتى لا تستولي عليها قوات الحركة والآن نحن نسيطر على كامل وادي هور وليس هناك أي وجود للحكومة ولا لميليشياتها في المنطقة».

وقال الوافي إن طائرات إنتنوف وميليشيات حكومية قامتا بقصف مكثف على منطقة «شقيق كرو» ليلا أول من أمس وخلف الهجوم الدمار في المنطقة وحرقها بالكامل، وأضافت أن سيارتين قامتا بتصوير مكان بالقرب من المنطقة لسيارات مهجورة موجودة في المكان، وتابع «قالت الحكومة إن المكان هو أكبر مستشفى لحركة العدل والمساواة»، مشيرا إلى أن حركته طاردت القوات الحكومية وحاصرتها في منطقة وادي هور، وقالت إن الحركة تسيطر على شقيق كرو، وأضاف أن القوات الحكومية قامت باختطاف خمسة مواطنين من منطقتي «شقيق كرو ومذبد»، وقال «هناك عدد من أسرى النظام الذين خلفهم خلال معارك هذا الأسبوع وسوف تقوم أمانة الشؤون الإنسانية للحركة بحصرهم وتقديم المعلومات الخاصة في القريب العاجل للمنظمات ذات الصلة».

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قد أعلن في تصريح صحافي أول من أمس أن القوات المسلحة دخلت في الخامسة من مساء الأمس (أول من أمس)، منطقة «شقيق كرو» المعقل الرئيسي لحركة العدل والمساواة، وقال إنها المنطقة التي بها أكبر مستشفى للحركة وتضم الورش اللوجيستية الرئيسية لإمداد عربات وآليات الحركة. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة «شقيق كرو» تقع في ولاية شمال دارفور بمنطقة جبلية شمال «وادي هور».