وصف المتحدث باسم الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي في إيران، الأوضاع في الأحواز، غرب إيران، أمس، بـ«الملتهبة»، بعد يوم واحد من اندلاع مظاهرات جمعة الغضب ومقتل متظاهرين اثنين على الأقل وإصابة العشرات على يد قوات الأمن الإيرانية التي تصدت لتلك الاحتجاجات التي طالبت بتحرير الأحواز والخلاص من قبضة «الاحتلال الإيراني».
وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة أبو سامي الأحوازي، لـ«الشرق الأوسط»، إن ناشطين مستقلين من داخل وخارج الأحواز، كانوا قد دعوا إلى التظاهر يوم الجمعة الماضي على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وأطلقوا صفحة اسمها «يوم الغضب»، وانضم إليها فورا 1730 عضوا، وقد طالبت المجموعة جميع فصائل المعارضة في الأحواز إلى الاشتراك في تلك المظاهرات التي حددت في 15 أبريل (نيسان).
وأفاد المتحدث باسم الجبهة الديمقراطية الشعبية بأن جميع الكتل المعارضة في الأحواز، البالغ عددها 13، قد شاركت في تلك الاحتجاجات عدا واحدة، مؤكدا مشاركة جبهته بالإضافة إلى جبهة تحرير الأحواز والحزب الديمقراطي والجبهة السنية الأحوازية، وكتل أخرى، ناهيك عن مشاركة المستقلين.
ولم يتمكن المتحدث من تحديد أعداد المشاركين في تلك المظاهرات، وأرجع ذلك إلى أن «قوات الأمن تتصدى لأي تجمع للشباب فور انطلاقه، وتعمل على مطاردة أعضائه، كما أن قوات الجيش الموجودة هناك ربما يصل عددها إلى ضعف الشعب الأحوازي»، مما يحول دون تنظيم مظاهرة ضخمة مناوئة للنظام.
غير أن أبو سامي أكد أن «حصيلة المواجهات مع قوات الأمن الإيرانية الجمعة وصلت إلى قتيلين على الأقل و150 مصابا»، لكنه أشار إلى تقارير أخرى أفادت بمقتل ثمانية متظاهرين.
وحول الأوضاع في الأحواز أمس، قال أبو سامي إن «الوضع ملتهب، وفي كل أنحاء الأحواز هناك مظاهرات وتجمعات لكن ليست بتلك الكثافة، وقد قامت السلطات بقطع الاتصالات من الهواتف والإنترنت، غير أن هناك اتصالات محدودة عبر أجهزة هواتف (الثريا)».
واتهم المتحدث النظام الإيراني بممارسة التعتيم الإعلامي على الأحداث في الأحواز، منوها بأن الاحتجاجات، التي انطلقت بتكبيرات «الله أكبر» مساء الخميس، لم تلق صدى واسعا لدى وسائل الإعلام العربية أو الأجنبية الجمعة، لأن «السلطات الإيرانية سعت لإفراغها من محتواها عندما جلبت رفات 3 جنود مفقودين من الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988) خلال مظاهرات جمعة الغضب، وذكرت (عبر وسائل الإعلام) أن الأحوازيين يريدون تشييع الجثث»، في نفي ضمني لاندلاع المظاهرات. واستطرد قائلا إن الحكومة الإيرانية لم تكتف بذلك، بل زعمت أن «الأحوازيين يريدون التظاهر تأييدا للشيعة في البحرين لتخريب الأجواء وتغيير محتوى المظاهرات».
وكانت «الشرق الأوسط» قد تسلمت، أمس، بيانا من المركز الإعلامي للجبهة الديمقراطية الشعبية في الأحواز، أفاد فيه بـ«خروج جموع من الأحوازيين (السبت) في شوارع حي الثورة، حيث واجهت هذه المظاهرات السلمية قوات أمن الاحتلال الإيراني في الشوارع، واستخدمت قوى القمع الإيرانية - طبق عادتها - الرصاص الحي لمنع المظاهرات السلمية»، وتابع أن «قوات الأمن تطارد المتظاهرين الأحوازيين في شوارع حي الثورة، تخوفا من اتساع المظاهرة إلى الأحياء والمدن الأخرى، خصوصا للأحياء المجاورة، مثل حي صياحي وحي العزيزية وحي القادسية (الملاشية) في مدينة الأحواز العاصمة». كما أشار إلى أن النظام الإيراني أعلن عطلة رسمية أمس في مدن الأحواز «لمنع انتقال الجموع لميادين العاصمة للتجمهر هناك».
ووسط انغلاق إعلامي شديد تضاربت حصيلة القتلى من 2 إلى 19 قتيلا، غير أن البيان أكد قيام قوات الأمن باعتقال المئات من سكان الأحواز.
ويعتبر الأحوازيون، نحو 8 ملايين نسمة، أنفسهم جزءا من العالم العربي، وأن بريطانيا في بداية القرن العشرين سهلت احتلالهم من قبل طهران وضمهم عام 1925 إلى إيران، التي تطلق على الأحواز اسم «محافظة خوزستان». كما يصف سكان الأحواز أنفسهم بأنهم «أفقر شعب على أغنى أرض في العالم»، إذ إن الأحواز تقع على بحيرة من البترول، ويشكون من «عدم انتباه» العرب لقضيتهم بينما يتعرضون هم لـ«تنكيل الفرس».