كشفت مصادر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي أن «الأجواء إيجابية» في ما يتعلق بالمشاورات، من أجل تأليف الحكومة العتيدة، وأن أفكارا جديدة طرحت خلال اللقاء الأخير مع معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ومعاون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حسين خليل، مشيرة في الوقت عينه إلى أن «ذلك لا يعني الوصول إلى نتائج نهائية أو وجود إيجابيات مطلقة، بل حذرة».
ورأت مصادر الرئيس المكلف، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «المشهد الداخلي اللبناني وما يجري في دول الجوار يستدعي من كل الأطراف المعنية تعجيل وتسريع وتيرة الاتصالات، ويتطلب مزيدا من التماسك وتعزيز الوحدة الداخلية من أجل تشكيل حكومة لبنانية تتخذ الإجراءات اللازمة لضبط الوضع الداخلي والحفاظ على الاستقرار».
ورفضت مصادر ميقاتي التعليق على ما يشاع عن اقتراح تجري مناقشته للخروج من أزمة وزارة الداخلية، ويقضي بتسمية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزيرا لهذه الحقيبة من خارج الاصطفاف السياسي، بشرط أن يحظى ذلك بموافقة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي يطالب بهذه الحقيبة المارونية من ضمن حصته الوزارية باعتبار أنه يملك الأكثرية المارونية في مجلس النواب. وأكدت أن «معظم المعطيات التي يتم تداولها حول حقيبة الداخلية ليست دقيقة، لا سيما أن الموضوع قيد البحث شأنه شأن باقي المواضيع».
في موازاة ذلك، أكدت مصادر نيابية عونية لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن للعماد عون أن يقبل بأن يصار إلى سيناريوهات من أجل تسمية وزير الداخلية انطلاقا من تمسكه بأن له وحده الحق الحصري في تسمية وزير الداخلية، باعتباره ممثل الموارنة الأول في مجلس النواب». وأكدت رفض أن «يسمي الرئيس سليمان وزير الداخلية، أو أن يختار اسمه من بين مجموعة أسماء يطرحها العماد عون».
وفي السياق عينه، لاحظت مصادر مسيحية في قوى 8 آذار، مقربة من سورية، أن تشكيل الحكومة «ليس بالأمر القريب»، وأسفت في اتصال مع «الشرق الأوسط» لأنه لا «يمكن التحدث عن تقدم في الشأن الحكومي اليوم، بل عن تراجع إلى الخلف وخطوات إلى الوراء بعد أن كنا في فترة سابقة على وشك الولادة الحكومية». أما حزب الله فجدد أمس التأكيد على «اننا لن نجرب من جربناه، ولن تعود العجلة إلى الوراء، مهما كانت القوة الدافعة للعواصف التي تثار علينا». وأكد على لسان نائبه نواف الموسوي «اننا مصممون على المضي إلى الأمام في صيغة حكومية جديدة ندرك أنها تأخرت، لكن لا نعتبر أن تأخرها مغاير لما عليه طبائع الأمور في لبنان».
ولفت الموسوي إلى أنه «تدور في عملية تشكيل الحكومة مفاوضات صعبة بين كتل تطالب بحقوق مشروعة، لكن في نهاية المطاف لا بد لها أن تتوصل إلى تسوية تسمح بإقامة حكومة تحدث الرئيس المكلف عن أنها حكومة استقرار، فنعم يحتاج لبنان إلى الاستقرار». وأضاف «إذا أردنا استقرارا فإن علينا أن نعمل معا لننهي عوامل اللااستقرار في لبنان، وهذا ما يتطلب حكومة قوية بتمثيلها وبأركانها، متفاهمة على رؤية واحدة تقدم التفاهم الداخلي على الرهان على التأييد الخارجي أو على التطورات الإقليمية أو على إمكان إعادة عجلة الأمور إلى الوراء».
وأوضح النائب في كتلة بري علي خريس أن «رئيس مجلس النواب تحدث عن صلاة الاستسقاء لولادة الحكومة، لأنه بات مشمئزا من التأجيل والتأخير والتسويف»، وشدد على أن «الواقع الراهن لم يعد يحتمل التأجيل، فكل يوم من التأخير ينعكس ضررا على البلد»، داعيا إلى «تخطي مرحلة فريق 8 آذار والعمل على الجبهة الوطنية العريضة». وعن موعد ولادة الحكومة، قال خريس «لا نستطيع أن نعطي جوابا، لا سيما بعد ما نراه يوميا من تعثر من هنا وهناك، والبلد يدفع الثمن، وقد كنا متفائلين بأن تشكل الحكومة خلال أسبوع أو عشرة أيام، لكن هذا التفاؤل قد تراجع»، مؤكدا رفض أن «يتمترس أي طرف عند مطلب معين من دون تقديم التنازلات، فهذا يظهر أننا (مش خرج) أن نحكم».