المظاهرات المطالبة برحيل المالكي تمتد إلى الموصل

قيادي في ائتلاف «دولة القانون» لـ «الشرق الأوسط» : لماذا لا يرحل النجيفي؟

متظاهرة فلسطينية خرجت في نابلس، تندد بقتل الناشط الايطالي فيتوريو اريغوفي في غزة، حاملة لافتة تقول «بموتك فقدنا صديقا في كفاحنا ضد الظلم.. ولن ننساك»، أمس (إ. ب. أ)
TT

لليوم الثاني على التوالي رفع متظاهرون عراقيون أمس شعارات تطالب برحيل رئيس الوزراء نوري المالكي، الأمر الذي لم تكن تشهده المظاهرات السابقة التي شهدها العراق منذ الخامس عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي.

ففي محافظة نينوى الشمالية تظاهر المئات من أهالي الموصل في ساحة التحرير وسط المدينة. وطبقا للشعارات التي رفعها المتظاهرون فإنهم طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين من أهالي محافظة نينوى البالغ عددهم وفقا لما طالب به المتظاهرون أكثر من 10 آلاف و300 معتقل في سجن الرصافة ببغداد. وشارك في المظاهرة شيوخ عشائر ووجهاء نينوى وأهالي المعتقلين وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، فضلا عن شيوخ عشائر الحديديين والجبور والبو بدران ووجهاء شمر والبجاري والنعيم والدليم. وبينما طالب المتظاهرون باختيار «رجل أمين وصادق» بديلا للمالكي طبقا للشعارات التي رفعوها، فإن قياديا في دولة القانون مقربا من المالكي قلل من قيمة مثل هذه الشعارات التي بات يرفعها المتظاهرون منذ يومين. وقال عدنان السراج مدير المركز العراقي للتنمية الإعلامية والمقرب من المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا ينبغي منح مثل هذه الشعارات مدفوعة الثمن أي أهمية تذكر لأنها محدودة وتقف خلفها أجندات لقوى سياسية لم تحقق شيئا في الانتخابات». وأضاف أن «المالكي ليس هو النظام العراقي لكي نقول له ارحل بل هو جزء من نظام سياسي، وبالتالي فإن من يطالب المالكي بالرحيل يمكن أن يقال له لماذا لا يرحل (رئيس البرلمان أسامة) النجيفي أو يرحل مدحت المحمود (رئيس مجلس القضاء الأعلى)؟! لأننا في العراق نعمل وفقا لآلية مؤسساتية ليس بمقدور أحد فيها أن يحتكر السلطة».

من جهته اتهم المالكي الجامعات بـ«التساهل مع طلبة يحركهم النظام السابق لإثارة الشغب». وحذر المالكي في كلمة ألقاها في محافظة بابل أثناء حضوره احتفالية أقامتها جامعة بابل بمناسبة ذكرى مقتل محمد باقر الصدر، مما سماه «تسييس الجامعات على حساب التعليم». وأضاف أنه لن يسمح «لمن يريدون أن يسيسوا الجامعات وتحويلها إلى مجالات للتنافس السياسي على حساب مصلحة الطلبة، أو تحويلها إلى عملية استرجاع لأيام النظام السابق وآلياته واتحاداته ومنظماته». واعتبر المالكي أن «هناك تساهلا مع بعض مثيري الشغب في الجامعات ومع الذين يتم تحريكهم من قبل أركان النظام السابق»، ودعا «الشباب إلى عدم الانسياق خلف أزمات تثار أو شعارات تطرح هنا وهناك لكون أعدائنا لن يتركوا مسيرتنا تمضي بسهولة حتى نهاية المشوار».

وتأتي مظاهرات الموصل بعد يوم واحد من مظاهرات مماثلة انطلقت في بغداد حمل المتظاهرون خلالها شعارات مناوئة لبقاء المالكي في السلطة، في وقت لم تتمكن فيه قيادة عمليات بغداد من منع المتظاهرين من التوجه إلى ساحة التحرير بدلا من الأماكن التي حددتها قيادة عمليات بغداد. من جهته أكد الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد أن قيادة عمليات بغداد نجحت في خلق حالة من التوازن بين حقوق أصحاب المحال التجارية والباعة المتجولين في ساحة التحرير ورغبة عدد من المتظاهرين في التجمع فيها. وقال في تصريح صحافي إن القيادة نجحت في هذا الأمر من دون أن يكون هناك تأثير على الحياة العامة أو إغلاق الجسور والطرق المؤدية إليها، وهذا ما ينشده المواطن ورجل الأمن، إذ إن المهم في ذلك هو تطبيق القانون واحترام حقوق المواطنين عند تنظيم المظاهرات وعدم الإخلال بالأمن والنظام.