«المستقبل» يطلق حملة لنفي تورطه بأحداث سورية بعد اتهام دمشق للحريري بزعزعة استقرار البلاد

مصادر بري لـ «الشرق الأوسط» : سيطلب من النيابة العامة إعداد ملف حول الاتهامات الموجهة للجراح

TT

بدأ تيار المستقبل، الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الحريري، «حملة دفاعية»، ردا على الاتهامات الموجهة إليه من قبل بعض الأطراف السورية واللبنانية بالضلوع في الأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية، في حين بدا لافتا انتقال الإعلام الرسمي السوري في اتهاماته إلى مرحلة تسمية الحريري شخصيا في الاتهامات التي سيقت بحق التيار، بعد أن تم تحييده منذ اندلاع الاحتجاجات.

وقد بثت القناة الفضائية للتلفزيون السوري في نشرتها الإخبارية المسائية، أن «تيار المستقبل وسعد الحريري عملا على عدم الاستقرار في البلاد، استنادا إلى وثائق (ويكيليكس) الأميركية التي نشرت قبل يومين في صحيفة لبنانية، وذلك عبر السفارة الأميركية في بيروت منذ عام 2006».

وذكرت الوثائق أن «الحريري قام بزيارة السفارة الأميركية في بيروت، وحاول، عبر تواصله مع أطراف عرب آخرين، إضافة إلى الإخوان المسلمين، ونائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، فك الارتباك السوري - الإيراني الذي يشكل عرقلة لعملية السلام في المنطقة». وأضافت أن «الحريري نصح الإدارة الأميركية بأنها في حاجة إلى سياسة جديدة لعزل سورية وفرض حصار عليها لإخضاعها وعزلها عن إيران».

وفي المقابل، وضع النائب جمال الجراح، الذي ظهر أحد السوريين على التلفزيون الرسمي، قائلا إنه (الجراح) قدم دعما ماليا للمعارضين وأمن تهريب أسلحة عبر الحدود، من أجل استهداف الأمن السوري، هذه الاتهامات أمام رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وأكد له إصراره على متابعة الموضوع حتى النهاية لكشف الحقائق.

وقالت مصادر قريبة من بري لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير سوف يطلب من النيابة العامة البدء بإعداد ملف حول هذه الاتهامات، ليصار على ضوئها التعامل مع هذا الملف من الجهة الإجرائية.

ولاحقا زار الجراح الحريري لإطلاعه على أجواء اللقاء مع بري «بخصوص الموضوع الذي أثير على التلفزيون السوري، والذي اتهمني بالتدخل بالشأن الداخلي السوري». وقال: «أبلغتُ الرئيس الحريري أن الرئيس بري حريص كل الحرص على سمعة وكرامة نواب المجلس النيابي، وعلى تبيان الحقيقة، وقد وعد بمتابعة الموضوع مع السلطات السورية لجلاء هذا الأمر على حقيقته». وأضاف: «أكدنا للرئيس بري أننا كفريق سياسي وأنا كنائب في المجلس النيابي يهمنا جدا أن نتابع هذا الموضوع حتى جلاء الحقيقة، ووضع حد للافتراءات التي نتعرض لها من الجانب السوري، وحتى يكون الشعب السوري الشقيق والشعب اللبناني على بينة كاملة من حقيقة هذا الأمر»، لافتا إلى أن «تيار المستقبل منذ البداية أوضح أنه غير معني بالوضع الداخلي السوري، وأنه ليس لنا أن نتدخل في هذا الأمر وحريصون على الأمن والاستقرار في سورية، فهذا هو موقفنا المعلن والحقيقي، وليس لدينا موقفان، ونحن منسجمون دائما مع أنفسنا، وكما لا نريد لأحد أن يتدخل في شأننا الداخلي، فإننا نرفض أن نتدخل في شؤون غيرنا». وأكد الجراح «متابعة هذا الموضوع عبر المجلس النيابي وعبر القضاء اللبناني حتى النهاية، لأننا لن نسكت بعد الآن على هذه الافتراءات».

وأكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، أن الاتهامات السورية للنائب الجراح «مفبركة ومبنية على ما تلقّنه المخابرات لمن يتكلم، وهي وليدة الأوهام والأباطيل». وقال علوش: «إن تيار المستقبل مستعد لمواجهة القضاء، بشرط تقديم الحجج والبراهين ضمن الأطر الصحيحة من قبل وزارة العدل السورية إلى وزارة العدل اللبنانية».

واستمر الإعلام السوري، لا سيما «غير الرسمي» منه، بتأكيده على وجود مؤامرة خارجية يتهم بتدبيرها أطرافا لبنانية بشكل مباشر، لا سيما تيار المستقبل. وروجت بعض المواقع الإلكترونية السورية توقع ما سمته «مصادر سياسية وإعلامية» أن يتم «الكشف عن تورط أسماء جديدة لشخصيات سياسية ونواب تابعين لتيار سياسي لبناني معروف بالأحداث الجارية في سورية»، وذلك «فضلا عن ارتباط بعض الخلايا التخريبية بشخصية رفيعة جدا من تيار المستقبل»، بحسب المصادر نفسها.

وأضافت: «الأجهزة الأمنية السورية الرسمية استطاعت أن تضع يدها على عدد كبير من الخلايا التخريبية بعد مرور شهر على بدء الإشكالات في سورية، وهي لم تعلن عنها جميعها نظرا لطبيعة عملها الأمني، وحفاظا على سرية التحقيقات الجارية».