بوتين يدعو حزبه الحاكم إلى «ضبط النفس» تجاه ترشيحه منافسا لميدفيديف

على ضوء اندلاع حملات تلاسن كلامية من جانب ممثلي الفريقين

TT

ردا على تصريحات للرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، أبرز فيها نيته الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة مطلع عام 2012، سارع «حزب الوحدة الروسية» إلى الإعلان عن تمسكه بترشيح زعيمه، رئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، لانتخابات الرئاسة، مؤكدا أحقيته في الفوز بهذا المنصب.

وكان ميدفيديف كشف عن خطته حول خوض الانتخابات الرئاسية في حديثه إلى الصحافة الصينية، وأشار إلى أنه لم يبق سوى أقل من عام على موعد هذه الانتخابات، فرد بوتين بتصريحات مماثلة، حرص فيها على ترك الباب مفتوحا أمام مسألة ترشحه لذات المنصب، قائلا: «إن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن ذلك». وقال بوتين في تعليقه على تصريحات قيادات حزبه الحاكم حول ما إذا كان يجب على الحزب أن يقف وراء مرشحه من أجل الفوز بالمنصب، إن من الطبيعي أن يسعى كل حزب نحو فوز مرشحيه، وإن أشار إلى ضرورة استخدام الحملات الانتخابية من أجل توفير الظروف الملائمة لتطوير البلاد وحل مشكلات المواطنين، داعيا إلى ضبط النفس وعدم تعجل بدء الحملة الانتخابية.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن يوري شوفالوف، أحد قيادات الحزب الحاكم، قوله إن بوتين يشغل زعامة الحزب منذ بداية تشكيله، ومن الطبيعي أن يرشحه الحزب للرئاسة، مؤكدا أن الهدف الرئيسي ينحصر اليوم في الفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية المرتقبة هذا العام ثم في الانتخابات الرئاسية 2012. وأشار شوفالوف إلى أن بوتين سبق أن قال إن لكل حادث حديثا، محذرا من أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن مستقبله الشخصي.

وقد انبرى للرد على شوفالوف، جليب بافلوفسكي، رئيس صندوق «السياسة الفعالة»، الذي انتقل إلى معسكر ميدفيديف بعد سنوات من العمل إلى جانب بوتين. وقال بافلوفسكي إنه لا يستغرب صدور مثل هذه التصريحات عن شوفالوف من موقعه في صدارة قيادة الحزب الحاكم. بدوره، قال مارك أورنوف عميد كلية العلوم السياسية إن أحدا لم يكن يتوقع غير هذه التصريحات عن ممثلي الحزب الحاكم الذي لا يجد بين صفوفه سوى بوتين لترشيحه لمنصب الرئاسة. وأكد أورنوف أن الحزب الحاكم سوف يعتمد على آلياته الإدارية، مشيرا إلى أن الصدام لا بد أن يقع بين ممثلي الفريقين.

ومن جانبه، انتقد جينادي جودكوف، ممثل حزب «العدالة الروسية»، ممثلي الفريقين بقوله إنه لا أحد منهما، بوصفهما جناحي السلطة، قدم تصورا معقولا لحل مشكلات المواطنين. وقال إن الموضوع الرئيسي الذي يجب على أي مواطن شريف بحثه ومناقشته ليس شخصية المرشح للمنصب في انتخابات 2012، بل البرنامج الذي يمكن أن يطرحه ميدفيديف أو بوتين.

وأضاف أن روسيا في حاجة إلى تغييرات جذرية وإصلاحات حقيقية، وإن أشار إلى انحياز غير مباشر إلى ميدفيديف من خلال إشارته إلى أن بوتين لا يفكر في الإصلاحات، ولا سيما أن ما يجرى من خطوات من صميم ما اتخذه من خطوات طوال السنوات الماضية. وكان ميدفيديف سبق أن انتقد سياسات بوتين خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن الاقتصاد الروسي يقوم في معظمه على أساس اعتماده على صادرات روسيا من الطاقة والمواد الخام. وأوجز ميدفيديف في مقاله الشهير «روسيا إلى الأمام» تصوراته لإعادة بناء الدولة وتحديثها، وهو ما اعتبره الكثيرون إشارة البدء في حملته الانتخابية.

وقد سارعت ناتاليا تيماكوفا، المتحدثة الرسمية باسم الكرملين، إلى تأكيد أن برنامج ميدفيديف في حاجة إلى ولاية أخرى لاستكماله. وقال آخرون إن رحيل ميدفيديف قد يعني توقف برنامج التحديث الذي بدأه، واحتمالات المزيد من انحسار الديمقراطية، في إشارة مباشرة إلى تعثر الإصلاحات وتسلط الجهاز الإداري ومواقفه المتشددة تجاه ممثلي الصحافة والإعلام.