مسؤول في السلفية الجهادية لـ «الشرق الأوسط»: قاتلو الناشط الإيطالي تصرفوا دون أوامر

اعتقال اثنين وملاحقة ثالث متهمين بخطف أريغوني وقتله

TT

بينما أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في قطاع غزة أنها تمكنت من اعتقال اثنين من المشتبه بهم في مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني، وتخضعهما للتحقيق، وتوعدت بملاحقة باقي المجموعة المتورطة في الجريمة، اعترف مسؤول سلفي كبير لـ«الشرق الأوسط» بأن سلفيين هم الذين قتلوا أريغوني، فعلا، لكن بشكل فردي ومن دون أن يتلقوا أي أوامر من مسؤوليهم، واصفا ذلك بالمرفوض تماما.

وأكد أبو البراء المصري، أحد قادة الجماعة المعروفين بغزة، أن 3 عناصر من السلفيين يعملون بإمرة جماعة التوحيد والجهاد، نفذوا عملية الاختطاف والقتل من دون الرجوع لأي من أمرائهم في الجماعة، الذين فوجئوا بما حصل وأعلنوا أنه لا علاقة لهم بالمسؤولية عن العملية لاحقا.

وقال أبو البراء المصري لـ«الشرق الأوسط»: إن اثنين من منفذي عملية الاختطاف يعملان في أجهزة أمنية تابعة لحماس، لكنهما غير متورطين بقتل أريغوني، وإنما اختطفاه بحكم علاقة أحدهما به، وسلماه لشخص ثالث هارب، هو الذي نفد عملية القتل.

وبحسب المصري، فإن الشخصين اللذين اعتقلتهما حماس اعترفا بأنهما خطفا أريغوني لمبادلته بأحد أبرز قادة السلفيين، المعتقل لدى حماس، وهو أبو الوليد المقدسي، لكن لم يكن لهم أي صلة بالفيديو الذي نُشر لاحقا وهدد بقتل أريغوني إذا لم يفرج عن المقدسي، وأنهما ليس بحاجة للاعتداء عليه أو قتله؛ لأن مصلحتهما تقتضي عدم قتله وإنما مبادلته.

ونفى أبو براء المصري، مجددا، علاقة السلفية الجهادية كتنظيم بقتل أريغوني، وقال: «ليس من ديننا الحنيف معاملة المستأمن بقتله أو التعرض له، وإن ما حدث نرفضه تماما ولكن نقول إن هذه الأعمال الفردية ربما تتكرر مع استمرار ما تقوم به حماس؛ لذلك ندعو حكومة غزة، من جديد، للإفراج عن جميع المعتقلين، وفي مقدمتهم أبو الوليد المقدسي وأبو المعتصم المقدسي».

واتهم الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بشن حملة ملاحقات واعتقالات بحق جميع عناصر الجماعات السلفية الجهادية، واعتقال العشرات منهم، بينما تلاحق العشرات الآخرين وتداهم منازل وشققا سكنية تعود لهم لعائلتهم و«تروعهم بشكل لا أخلاقي». ولا يعرف أبو براء المصري مصير السلفي الثالث المتهم بقتل أريغوني، وقال إنه ما زال هاربا، بينما شددت حماس من انتشارها على الأنفاق تخوفا من تسلله لخارج غزة.