الأمير خالد بن سلطان: توجه لتطوير قوات درع الجزيرة

بهدف إنشاء قوى ردع دائمة ومشتركة مع دول الخليج

TT

كشف الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، لـ«الشرق الأوسط»، عن تطوير قوات «درع الجزيرة»، والاستفادة من وجودها الحالي وخبراتها، وقال «يجب تطوير قوات درع الجزيرة عن طريق الاستفادة من وجودها حاليا وخبراتها، وذلك بعد مناقشتها من جميع النواحي، سواء من ناحية قوات تدخل سريع أو حتى قوات مواجهة لأي أحداث بيئية»، لافتا إلى أن ذلك في مجال التطوير ومباحثات مجلس التعاون الخليجي.

وكان الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية كشف لـ«الشرق الأوسط» عن توجه بلاده لتطوير قوات درع الجزيرة خلال الفترة المقبلة لتكون بمثابة قوى ردع دائمة ومشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي بهدف حماية الدول الخليجية. فيما شدد الأمير خالد بن سلطان على ضرورة التعقل في مواجهة الأوضاع الراهنة المتعلقة بتهديدات إيران لدول الخليج، خصوصا أن سياسة السعودية واضحة وثابتة تتمثل في حماية كافة مناطق المملكة. وأشار إلى أهمية العمل ضمن منظمة مجلس التعاون الخليجي والمعاهدات والاتفاقيات التي يجب على دول الخليج العمل بموجبها.

وأكد مساعد وزير الدفاع السعودي أن «قوات درع الجزيرة وضعت لحماية أراضيها فقط، إلا أننا نسعى لإيجاد تقارب أمني يحافظ على مصالح كل البلاد في دول الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن الخليج يتضمن ما هو موجود في حدود السعودية ودول مجلس التعاون، سواء البحري أو الجوي، وتجري حمايته بشكل قوي ورادع، فضلا عن أن الخليج العربي ككل يأتي تحت غطاء مصالح دولية يحميها القانون الدولي بشكل عام.

جاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي عقد أمس في فعاليات افتتاح الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 التي تنظمها قوات الدفاع الجوي السعودي في مقر معهد قوات الدفاع الجوي بجدة، والتي تستمر لمدة 4 أيام متتالية.

من جانب آخر، ألقت الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض الدول العربية بظلالها على أول أيام الندوة الدولية للدفاع الجوي التي تنظمها قوات الدفاع الجوي السعودي، حيث وصف الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي هذه الاضطرابات بـ«المتغيرات» بالغة السرعة، التي تصعب من المهام العسكرية، وذكر الزياني خلال ورقة عمل قدمها أمس بعنوان «التعاون الشامل من أجل الحيوية الإقليمية»، أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها مفهوم ثابت يتمثل في النهج الدفاعي.

ولكنه استدرك قائلا «إن هذا النهج يتحقق من خلال جلب أحدث الأسلحة والتدريب المستمر والتطوير الدائم»، مطالبا بضرورة تكامل مؤسسات الدفاع والأمن بين دول الخليج.

واعتبر أمين عام مجلس التعاون الخليجي مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت المتمثلة في «فيس بوك» و«تويتر» بمثابة «أسلحة» يستخدمها لاعبون جدد ليست لهم أرض محددة أو قيادات ثابتة بهدف الغزو الإلكتروني، مشددا على ضرورة البدء في محادثات جادة للحد من الفضاء الإلكتروني الذي صنفه كجزء من تهديدات القرن الـ21.

وبالعودة إلى الأمير خالد بن سلطان، فقد أفاد خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 بأن الأحداث الجارية العالمية والإقليمية وتغير موازين القوة تدعو إلى امتلاك القوة في شتى صورها، وتطوير القدرات القتالية وتحسينها، وذلك للخروج بقوات مسلحة جديرة بالاهتمام لتكون جاهزة من أجل تنفيذ مهامها باحترافية عالية ودقة متناهية.

وأقر الأمير خالد بوجود تحديات كثيرة وصفها بـ«الجسيمة» أمام هذه الندوة، التي تتمثل في التحسينات النوعية المتزايدة في السرعة وخفة الحركة والمناورة والقتال في جميع الأحوال الجوية وعلى كافة الارتفاعات، مبينا أن هذه السمات تميز الأجيال الجديدة من الطائرات، وخاصة العمودية الهجومية والمقاتلات متعددة المهام وذخائرها الذكية.

وبين أن تلك التحديات تتضمن أيضا الدمج بين نظم مختلفة مدفعية وصاروخية ذات مديات متباينة وتصل إلى ارتفاعات مختلفة وبقدرات ضخمة، والتي تحتاج إلى أنظمة قيادة وسيطرة فاعلة، إلى جانب التقدم الهائل في عالم الإلكترونيات والاتصالات ونظم الاشتباك كونها بحاجة إلى فكر وعبقرية. وزاد: «إن التقنية تتطور بين يوم وآخر وتحقق نتائج أعمق مما نتخيل، وهو ما يستدعي ألا نركن إلى ما ستسفر عنه الندوة من نتائج، بل تلزم متابعتها وتحديثها وتطويرها سنة بعد سنة إن لم يكن شهرا بعد شهر».

وشهد اليوم الأول للندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 نحو 8 جلسات أخرى تضمنت مستجدات للاستراتيجيات والأولويات المستقبلية للخليج من وجهة نظر القيادة المركزية الأميركية، والدفاع الجوي المتكامل لمواجهة التحديات في عالم مترابط، ونظام الدفاع الجوي الفرنسي، ومستجدات الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وتطور التكامل لقدرات الدفاع الجوي والصاروخي في بيئة العمليات المشتركة. كما تضمنت جلسات أمس التحديات والاتجاهات لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، والتوجه إلى الدفاع الجوي الأرضي متعدد المستويات، إضافة إلى الدفاع الجوي الصاروخي في منطقة الخليج من منظور الدوريات الجوية القتالية للاستخبارات والمراقبة.

ويتناول جدول أعمال ثاني أيام الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 اليوم الرؤية العالمية للتطورات المستقبلية للدفاع الجوي والصاروخي من خلال نحو 5 جلسات، من ضمنها تأثير العمليات الجوية في الحرب الحديثة التي يلقيها الفريق محمد العايش قائد القوات الجوية الملكية السعودية في القوات المسلحة السعودية، فضلا عن النظرة المستقبلية للدفاع الجوي في المملكة يترأسها اللواء ركن صالح الصقيري رئيس هيئة عمليات الدفاع الجوي الملكي السعودي.

يشار إلى أن الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 التي بدأت أعمالها أمس تأتي برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، وافتتحها الأمير خالد بن سلطان.