نتنياهو يريد استغلال الكونغرس الأميركي أداة ضد الرئيس أوباما

أوساط سياسية في إسرائيل تحذره.. والليكود يطالبه بإلقاء الخطاب في الكنيست

TT

وجهت أوساط سياسية في إسرائيل تحذيرا شديدا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من مغبة مخططه لتحويل زيارته إلى الولايات المتحدة تحديا للرئيس باراك أوباما. وذكروه بأنه فعل الأمر نفسه خلال دورة حكمه الأولى في النصف الثاني من التسعينات ضد الرئيس بيل كلينتون وأن النتيجة النهائية كانت سقوطه هو (نتنياهو) وفوز كلينتون بدورة رئاسية ثانية.

وقال إيتان هابر، المدير العام لديوان رئيس الوزراء في زمن حكومة إسحق رابين الثانية، إن زيارة نتنياهو القادمة في نهاية الشهر المقبل لواشنطن قد تكون زيارة حارة يحاط فيها بدعم الكثير من الأميركيين في الكونغرس واللوبي اليهودي وربما الصحافة هناك، ولكن هذا لن يسعف إسرائيل بشيء، بل بالعكس فقد يعود هذا التأييد بأضرار بالغة على العلاقات بين البلدين.

وتطرق هابر إلى ما يعده اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري وفي اللوبي اليهودي قائلا: سوف ينتظر نتنياهو في مجلسي الكونغرس «كل أميركا»، سياسيون وأدباء وصحافيون ورجال أعمال وسيرحبون به بحماس شديد ويهبون واقفين ومصفقين بعد كل جملة حماسية. وفي مؤتمر «إيباك» (منظمة اللوبي اليهودي اليميني في الولايات المتحدة) سينتظره نحو 12 ألف مشارك، ضعفي العدد التقليدي الذي يحضر هذا المؤتمر في كل سنة، وسيستقبلونه بحماس أشد من حماس الكونغرس. وطبيعي جدا أن يصاب كل إنسان بسكرة الحماس هذه وينتشي لها. ولكن هؤلاء - يضيف هابر - يفعلون ذلك ليس حبا في نتنياهو بل كرها لأوباما. إنهم يستغلون نتنياهو في حربهم ضد الرئيس الأميركي. ويؤكد هابر أن أوباما يخشى على إسرائيل مما سيحصل في سبتمبر (أيلول) المقبل، عندما تعترف دول العالم بفلسطين دولة مستقلة، إذا لم تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين قبل هذا التاريخ. بينما نتنياهو يتصرف بخطأ فاحش، كذلك السائق الذي يرى ضوء نفاد الوقود في سيارته يضيء وهو يواصل الدوس على دواسة الوقود بدلا من التوجه إلى محطة الوقود: «النتيجة ستكون أنه ملأ برميل سيارته بالتصفيق الحاد ولكن ليس بالوقود».

وكانت مصادر مقربة من نتنياهو أوضحت أنه ينوي تضمين خطابه في الولايات المتحدة خطة لتحريك المفاوضات، يعرف سلفا أن الفلسطينيين لن يؤيدوها. فهو يريد تنفيذ انسحابات من مناطق جديدة في الضفة الغربية بالتدريج لمدة 5 سنوات، من دون إزالة أية مستوطنة. وينوي فتح المعابر وإزالة جميع الحواجز بداخل هذه المناطق، حتى يتاح للفلسطينيين التنقل بحرية تامة وبذلك يسهم في تحسين الاقتصاد الفلسطيني. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سيقول نتنياهو في واشنطن إنه يقدم على هذه الخطوات مع أن الفلسطينيين لا يستحقونها: «فقد سبق أن انسحبنا من قطاع غزة وكان الرد بأن الفلسطينيين انتخبوا حكومة حماس وأطلقوا علينا ألوف الصواريخ التي تهدد مليون مواطن إسرائيلي يعيشون في الجنوب. وفي الضفة الغربية جمدنا الاستيطان 10 شهور ولم يقتنع الفلسطينيون بالقدوم إلى طاولة المفاوضات».

وتضيف الصحيفة أن نتنياهو ينوي التهجم أيضا على مصر، التي «عقدنا معها معاهدة سلام قبل أكثر من 30 سنة ولكن حتى اليوم نسمع أصواتا مصرية متعالية تطالب بإسقاط هذه الاتفاقية». وينوي نتنياهو استغلال عملية قتل 5 من أفراد عائلة استيطانية واحدة في إيتمار، والتي تبين أن منفذيها فلسطينيون، ليبين «الفوارق الشاسعة في القيم» وليظهر إسرائيل «ضحية للإرهاب الفلسطيني».

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن رفاق نتنياهو في اليمين الإسرائيلي يعربون عن الغضب من إلقاء الخطاب في واشنطن ويقولون إن في هذا عدم احترام للجمهور الإسرائيلي. ويطالبون نتنياهو بإلقاء خطابه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، حتى يتاح لهم الرد عليه بما يليق. وقد بدأوا في ممارسة الضغوط عليه ليقلص من اقتراحاته ويقزمها.