الفلسطينيون يحيون «يوم الأسير» بالتأكيد على أنه لا سلام من دون الإفراج عنهم

6000 أسير يقبعون في 17 معتقلا إسرائيليا.. بينهم 37 امرأة و245 طفلا

TT

قام الفلسطينيون، أمس، بإحياء يوم الأسير الفلسطيني، بمزيد من التأكيد على ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل من دون استثناء. وفي حين قالت السلطة الفلسطينية إنها لن توقع أي اتفاق سياسي مع إسرائيل من دون الإفراج عن جميع المعتقلين، باعتبار تلك قضية وطنية عامة، وقالت حماس وفصائل أخرى في غزة إن الباب مفتوح لأسر مزيد من الجنود الإسرائيليين لإجبار إسرائيل على الإفراج عن الأسرى.

وخرج آلاف من أهالي الأسرى والمتضامنين في اعتصامات في مدن الضفة وقطاع غزة، وحملوا صور أبنائهم، وطالبوا بالإفراج عنهم، والسماح لهم بزيارتهم، بينما راح السياسيون يزورون منازل قدامى الأسرى، الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من 20 عاما، أو محكومون بمحكوميات عالية. أما الأسرى أنفسهم، فنفذوا أمس إضرابا عن الطعام تحت شعار «الوحدة من أجل الحرية».

وجاء الإضراب تأكيدا على المطالب السابقة بضرورة إطلاق سراح الأسرى القدامى، والمرضى، وتحقيق بعض المطالب الأخرى، والتضامن مع الأسير أكرم منصور المعتقل منذ 33 عاما، وهو ثالث أقدم الأسرى في سجون الاحتلال، ويعاني من ورم في الدماغ منذ عدة سنوات، ولا يتلقى العلاج اللازم.

ويقبع ما يقارب 6 آلاف أسير في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، حسب تقرير رسمي لوزارة شؤون الأسرى الفلسطينية.

وقال التقرير إن من بين المعتقلين يوجد 820 أسيرا صدر بحقهم أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات كثيرة، منهم 5 أسيرات هن: أحلام التميمي، قاهرة السعدي، دعاء الجيوسي، آمنة منى، سناء شحادة.

أما العدد الإجمالي للأسيرات فوصل إلى 37 أسيرة، بينما تعتقل إسرائيل 245 طفلا ويشكلون ما نسبته 4.1 في المائة من إجمالي عدد الأسرى، بالإضافة إلى 12 نائبا، وعدد من القيادات السياسية.

وجميع هؤلاء موزعون على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو.

ويوجد من بين هؤلاء الأسرى 302 أسير معتقل منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو (أيار) عام 1994، أقلهم سجنا مضى على اعتقاله 17 عاما، ومن بينهم 136 أسيرا مضى على اعتقالهم عشرون عاما وما يزيد، و41 أسيرا، أمضوا أكثر من ربع قرن، بينهم أسير عربي واحد من هضبة الجولان السورية المحتلة، و4 أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاما.

وكانت إسرائيل اعتقلت حسب التقرير منذ عام 1967 قرابة 750 ألف مواطن ومواطنة، بينهم قرابة 12 ألف مواطنة وعشرات الآلاف من الأطفال، من بينهم 70 ألف حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر (أيلول) 2000.

وطالب عيسى قراقع، وزير الأسرى والمحررين، أمس، المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تعهد في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الفلسطيني بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني بعدم التوقيع على أي اتفاق سلام نهائي مع الإسرائيليين دون الإفراج عن الأسرى من سجونها.

وفي غزة، أكدت الفصائل فلسطينية أن قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي غير خاضعة للتفريط والمساومة أو التنازل، مشددة على أن كافة الخيارات مفتوحة أمام فصائل المقاومة لتحريرهم مهما كلف ذلك من ثمن.