الأردن: اعتقال 103 من عناصر التيار السلفي التكفيري

على خلفية أحداث الزرقاء

TT

أعلن وزير الداخلية الأردني سعد السرور أنه تم اعتقال 103 من عناصر تيار الفكر السلفي الجهادي التكفيري على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الزرقاء شمال شرقي عمان يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أنه ستتم إحالتهم إلى القضاء والمحاكم المختصة في الجرائم التي ارتكبوها وافتعلوها.

وقال السرور في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، إن «القول الفصل تجاههم سيكون للقضاء لكي ينال كل واحد جزاء ما ارتكبت يداه»، مؤكدا أن ما حدث لن يغير من نهج الأردن في حماية حرية المواطنين في التعبير عن آرائهم وممارسة حقوقهم بالطرق السلمية ولن يزعزع الثقة في أجهزة الأمن.

وحذر من أنه لن يسمح لأحد بأن يستغل مناخ الحرية والديمقراطية الذي يعيشه الأردن في الإساءة لأمن البلد والتعدي على حياة رجال الأمن والمواطنين في أي مكان، وأن يتم تحوير التعبير بالقلم والصوت إلى استخدام الأسلحة والهراوات والسيوف، وهي أمور مرفوضة ولن يتم القبول أو السماح بها.

وأكد أن ما حدث بمدينة الزرقاء هو مسألة بعيدة عن أخلاقيات الشعب الأردني الذي يسعى للإصلاح وتطوير حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووصفهم بأنهم جماعة تفكيرية وظلامية يرقى عملها إلى العمل الإرهابي الذي تسبب في حالة من الغضب وإرهاب المواطنين.

وشدد على أن الإصلاح في الأردن هو سياسة مستمرة منذ سنوات وليس وليد اللحظة، لافتا إلى أنه في الأشهر الأخيرة كانت هناك إرادة سياسية بتسريع خطوات الإصلاح.

وأشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي وخلال الشهور الأربعة الماضية تم تنظيم 1062 فعالية تنوعت ما بين الاعتصامات والتجمعات والمهرجانات والمسيرات والندوات والمؤتمرات والإضرابات بقطاعات مختلفة في جميع المدن الأردنية.

وأوضح أن هذه الفعاليات مرت جميعها بسلام وفي حراسة أجهزة الأمن الأردنية باستثناء ما حدث في وسط العاصمة عمان أمام المسجد الحسيني منذ قرابة الشهرين، حيث حدث اعتداء على مسيرة سلمية وأيضا ما جرى في أحداث «دوار الداخلية» يوم 25 مارس (آذار) الماضي عند فض اعتصام لحركة شباب «24 آذار» وما صاحبه من حدوث وفاة لأحد المواطنين وإصابة أكثر من مائة آخرين بينهم عدد كبير من رجال الأمن الأردني.

وقال السرور إن هذه العناصر نظمت الكثير من الفعاليات من قبل مقابل رئاسة الوزراء ومحافظات معان والبلقاء وإربد تحت حماية الأمن العام ومرت جميعها بسلام، إلا أن ما حدث في الزرقاء كان به نيات مبيتة ومخطط لها من قبل تلك الجماعات التكفيرية من خلال حملها للأسلحة البيضاء والسيوف والهراوات والسكاكين والأسلحة النارية للاعتداء والتصعيد ضد رجال الأمن والمواطنين وترويعهم.

ولفت إلى أن هذه الفئة التكفيرية حاولت افتعال حادثة يوم الثلاثاء الماضي بمنطقة «دوار الداخلية» والاعتصام به، ولكن تم منعهم من تنفيذ ذلك للحفاظ على حياة المواطنين وأمنهم والحيلولة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية والترويعية.

وأضاف أن خطباء هذه الجماعة التكفيرية رددوا الكثير من المقولات خلال الاعتصام بالزرقاء منها «إن كتاب الله يحتاج إلى السيف ويجب أن نرجع إلى عهد السيف»، و«الزرقاوي أمير الاستشهاديين»، و«نحن نريد كتاب الله وهم يريدون وضع كتاب أسود وهو الدستور الأردني»، و«لا بد من أن نحقق ما نريده حتى بإراقة الدماء»، وهذه شعارات تحمل نيات مبيتة لترويع الناس وإرهابهم والعمل على تقويض الأمن في البلاد.

وأشار إلى أن 83 رجل أمن أصيبوا خلال أحداث مدينة الزرقاء البعض منهم إصابات بليغة مما استدعى بقاء خمسة ما زالوا يتلقون العلاج بالمستشفى، كما أن هناك خمس إصابات من التكفيريين دخلوا المستشفيات وخرج ثلاثة منهم وبقي اثنان يتلقون العلاج.

وأكد أن هناك فئة تريد تقويض مسيرة وبيئة الإصلاحات في الأردن والتوجه الصريح للقيادة السياسية والحكومة والحوار وأيضا العمل على تهديد أمن واستقرار البلد والعبث بأمنه وأن يكون موضع فوضى وهو الأمر الذي لن نسمح به أبدا، مشددا على أن الأردن سيبقى آمنا ومستقرا وموضع ثقة لأبنائه ومؤسساته وكافة أجهزته.