قائد القوات الجوية الأميركية لــ«الشرق الأوسط»: تعزيزاتنا لأمن الخليج نتيجة لخطورة صواريخ «حديثة» موجودة في إحدى دول المنطقة

أكد سعي القوات الأميركية لتحقيق تعاون مشترك مع دول الخليج

قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط»
TT

برر مسؤول أميركي رفيع في القوات الجوية بالقيادة المركزية الأميركية التوجه الأميركي لتعزيز الشؤون الأمنية في منطقة الخليج العربي بالمخاوف الناجمة عن خطورة قادمة قوامها صواريخ وصفها بـ«الحديثة» والتي توجد لدى إحدى دول منطقة الشرق الأوسط ـ في إشارة إلى إيران - بحسب تفسير المرافقين للمسؤول الأميركي.

واعتبر الفريق مايك هوستيج قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» أن العلاقة بين بلاده والسعودية قوية وعميقة جدا، كونها تمتد إلى أكثر من 40 عاما، لافتا إلى أن السبب الرئيسي في الاهتمام بتعزيز العلاقات بين البلدين ناتج عن كون المملكة تشكل أكبر دول الخليج العربي.

وقال على هامش الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020: «إن ما يهمنا هو إيجاد سلاح جوي لكل من الدفاع الجوي والجيش وكافة المجالات العسكرية بين كل من أميركا ودول الخليج العربي ككل»، مشيرا إلى أن أوجه التعاون مع السعودية تتجلى في قوة العلاقة بين البلدين.

وما زالت الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 تواصل أعمالها التي من المزمع أن تنتهي يوم غد الأربعاء، إذ شهد اليوم الثاني أمس الكثير من الجلسات وورش العمل، تناولت الدفاع الجوي الصاروخي في منطقة الخليج» منظور الدوريات الجوية القتالية للاستخبارات والمراقبة»، والدفاع المشترك للصواريخ الباليستية «منظور الناتو».

وتضمنت جلسات اليوم الثاني جلسة بعنوان تطوير منظومات الدفاع الجوي المشتركة والأنظمة المضادة للصواريخ لضمان الأمن الإقليمي المشترك، وأخرى جاءت بعنوان المتطلبات المستقبلية للمستوى المنخفض واستخدام أنظمة الدفاع الجوي الأرضي للعمليات العسكرية غير الحربية.

كما ناقشت جلسات عمل اليوم الثاني للندوة الدولية للدفاع الجوي+2020 النظرة المستقبلية للدفاع الجوي في السعودية، والتحديات الناشئة للدفاع الجوي والخيارات المتاحة، ودور الدفاع الجوي الأرضي في دعم أمن وحماية التجمعات، عدا عن سياسة الدفاع الجوي والصاروخي من منظور القوات الجوية الإيطالية، وتعزيز تكامل الدفاع الجوي والصاروخي.

من جهته، كشف اللواء الركن صالح الصقيري رئيس هيئة عمليات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي عن جملة من الأمور المستجدة التي يجب على الدفاع الجوي السعودي التفكير فيها، والمتضمنة تعدد مصادر التهديد على السعودية واختلاف الوسائل نتيجة تطور التقنيات، لافتا إلى ضرورة تحديد رؤية مستقبلية بهدف تطوير التنظيم بشكل عام.

وقال خلال ورقة ألقاها يوم أمس في الندوة الدولية للدفاع الجوي+2020: «تتمثل التحديات التي تواجهنا حاليا في أهمية تحليل عوامل متعددة تتضمن منطقة العمليات وأنظمة التسليح المتاحة ووسائل التهديد المحتملة وتطور المقذوفات ودور حرب المعلومات».

وأشار إلى أن السعودية تعد منطقة توترات منذ القدم، وذلك كونها طريقا لمرور التجارة والملاحة العالمية قديما، إلى جانب أنها تعتبر الآن غنية بالثروات الطبيعية، الأمر الذي يجعل منها هدفا لتواطؤ الغرب والشرق على وضع موطئ قدم لهم بها، مشيرا إلى أن مساحتها الإجمالية تعادل ثلثي مساحة قارة أوروبا بالكامل.

وشدد على ضرورة النظر إلى مدى قدرة أنظمة التسليح المتاحة على تحقيق وظائفها المطلوبة منها والمتمثلة في اكتشاف وسائل التهديد القادمة بجميع أنواعها، وتعريف الهدف وتصنيفه من حيث الأسبقيات واتخاذ القرار بالتعامل معه ومن ثم التقييم الشامل لهذه الأنظمة.

وأضاف: «اختلفت الآن وسائل التهديد عن السابق والتي كانت تقليدية، غير أنها شهدت حاليا تطورا كبيرا في ظل دخول طائرات الجيل الثالث والمسيرة عن بعد، إلى جانب دخول طائرات استطلاع باتت تستخدم في مهام قتالية أيضا والمحملة بالذخائر، فضلا عن نوع جديد من الصواريخ الباليستية التي أضيف إليها مهام تكتيكية واستراتيجية، إضافة إلى الصواريخ الطوافة».

وخلصت ورقة العمل التي ألقاها رئيس هيئة عمليات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي إلى ضرورة الانتقال من مفهوم الدفاع الجوي حاليا للدخول في مفهوم الدفاع متعدد الطبقات الشامل ليغطي كافة المنطقة، وخلق دفاع جوي تكتيكي ضد المقذوفات من منطلق إعادة النظر في أنظمة تغطي كافة المنطقة الخاصة.

واستطرد في القول: «لا بد من التنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية في السعودية من أجل تخصيص ما تحتاجه الوحدات العسكرية من ترددات لتجنب التداخل فيما بينها والتشويش على بعضها البعض»، موضحا في الوقت نفسه أهمية إنشاء شبكة قيادية وسيطرة اتصالات وحاسبات آلية واستخبارات.

وشملت الجلسات إعادة تقييم دور الدفاع الجوي الأرضي تماشيا مع المتطلبات المستقبلية للدفاع الجوي على مسرح العمليات، وتوحيد القدرات متعددة الجنسيات في نيران الدفاع غير المباشرة، إضافة إلى الدفاع الجوي السلبي.

وبالعودة إلى قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية، أفاد بأن الهدف المنشود بعد الندوة الدولية للدفاع الجوي +2020 يتمثل في رفع مستوى الجهات المتقاربة بدول الخليج لمعرفة الخطورة الموجودة، وتحقيق التعاون المشترك في مجال الدفاع الجوي، والتعامل مع دول الخليج للوصول إلى الهدف الأساسي القائم على مبدأ التعاون.

يشار إلى أن الندوة الدولية للدفاع الجوي+2020 التي تنظمها قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي كانت قد انطلقت أول من أمس برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، وتختتم أعمالها يوم غد الأربعاء.