إيران: استمرار الاضطرابات والمناوشات في الأحواز.. وتقارير عن مقتل 6 من الحرس

مسؤول أحوازي لــ«الشرق الأوسط»: أهم مشكلاتنا عدم حصولنا على الدعم

TT

استمرت الاضطرابات والمناوشات في محافظة الأحواز، ذات الغالبية العربية، غرب إيران، أمس، لليوم الرابع على التوالي، بين متظاهرين أحواز والحرس الثوري الإيراني وبقية قوات الأمن الإيرانية مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة آخرين واعتقال العشرات.

وكانت دعوات قد أطلقها ناشطون من الأحواز يوم الجمعة الماضي للتظاهر ضد النظام الإيراني للمطالبة بتحرير الأحواز من «الاحتلال الفارسي»، على حد تعبيرهم، في محاكاة للانتفاضات والثورات التي شهدتها أكثر من دولة عربية.

وقال محمود أحمد، المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية في إيران، إحدى فصائل المعارضة في الأحواز، لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الحميدية في الأحواز أسفرت عن سقوط قتيل عمره 17 عاما، مشيرا إلى تنفيذ قوات الحرس الثوري الإيراني مداهمات لـ«بعض منازل المناضلين حصل خلالها هجوم على قوة الحرس الثوري المداهمة، مما أسفر عن مقتل 6 من أفراد الحرس وإصابة 3 آخرين».

وأفاد أحمد أن هذه المعلومات تم الحصول عليها من الحرس الثوري نفسه، رغم تعتيم السلطات الإيرانية على الأخبار القادمة من الأحواز، وذكر أن سيارات إسعاف شوهدت وهي تنقل الضحايا والمصابين من الحرس الثوري من المستشفى إلى مطار عبادان.

وأفاد المسؤول الأحوازي، أنه في مدينة الفلاحية جرت مناوشات، أمس، وأول من أمس، في الشوارع بين شباب وقوى الأمن، وقال حول طبيعة تلك المناوشات إن «كل مظاهراتنا حرب كر وفر، وباستخدام الحجارة لأن السلطات لا تسمح حتى بتجمع 200 أو 300 متظاهر إلا في حالات محدودة جدا، ففي حي الثورة، مثلا، يقف رجال الأمن عند أبواب البيوت لأن الحي معروف بأنه مركز انطلاق الثورة الأحوازية، لكي يمنعوا أي شخص من الخروج من بيته».

ونوه المنسق العام بمعلومات مؤكدة عن اعتقال 200 شخص خلال الأيام القليلة الماضية، ولكنه عبر عن اعتقاده بأن هذا العدد ربما يصل إلى 470، غير أنه لم يتم التأكد من ذلك بسبب سياسة التعتيم التي تنتهجها السلطات الإيرانية، وكذلك قطع الاتصالات من الإنترنت والهواتف وغيرها. كما أفاد بأن معظم الجرحى من المحتجين ينقلون إلى بيوت خاصة للعلاج، خشية اعتقالهم داخل المستشفيات، ناهيك عن عدم الاعتناء به.

وحول مطالب المتظاهرين، قال أحمد إن مطالبات الأحواز في السابق كانت «محلية»، في إشارة إلى مطالب محدودة مثل الفيدرالية والحكم الذاتي، لكنه أضاف أن «الوضع قد تغير الآن، وأن المطالبات بدأت تتجه نحو التحرير الكامل من إيران، فلا نرى حلا غير التحرر من الفرس، إذ لا يمكن أن تكون هناك حياة معهم بسبب عنصريتهم الشديدة ولأن حتى أعداء النظام في إيران، سواء من اليمين أو اليسار وحتى الوسط، ضدنا»، إلا أنه استدرك قائلا: «مع ذلك نحن لا نرفض أي انسحاب إلى الخلف في المواقف الإيرانية تجاهنا، فإذا سمحوا بإعطاء مدارس باللغة العربية أو فيدرالية أو حكم ذاتي فنحن نؤيده، فكل ما نحصل عليه نعتبره شعرة من جلد ضبع».

واعتبر المسؤول الأحوازي أن عدم وجود دعم خارجي يعتبر «من أهم مشكلات الأحوازيين»، وأوضح: «لو حصلنا على دعم من أي جهة لتمكنا من أن نقلب الطاولة على طهران خلال سنة أو سنتين، لأن القوة الموجودة التي نتمكن من العمل معها داخل إيران هي القوميات، فهي القوة الأساسية داخل إيران لإحداث التغيير، فالقوميات من أكراد وبلوش وأذربيجان وتركمان وأحواز (عرب) يشكلون 78 في المائة من سكان إيران، والجميع لديهم تنظيمات تحررية وفيدرالية، ونحن واثقون لو أننا حصلنا على إمكانيات ومساعدات قوية من الأمم المتحدة والجامعة العربية بالمال أو غيره لتحولت تلك القوميات إلى قوة ضاربة واحدة، لكن إمكانياتنا المحدودة تحول دون ذلك».