القاهرة تنفي صدور قرار برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران

استقبال رسمي لرئيس حزب العمل الإسلامي المصري في طهران

TT

في الوقت الذي أشارت فيه مواقع إخبارية إيرانية أمس إلى أنه من المرتقب تعيين الدكتور علي أكبر سيبويه كأول سفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في القاهرة بعد ثورة 25 يناير، أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوي لـ«الشرق الأوسط» أن القاهرة لم تقرر بعد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، كما لم يتم ترشيح أي أسماء مصرية لشغل أي مناصب دبلوماسية جديدة بطهران.

يأتي ذلك في غضون استقبال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي للأمين العام لحزب العمل الإسلامي المصري مجدي حسين، وهو اللقاء الذي أكد خلاله صالحي على «ضرورة الإبقاء على تضامن ويقظة الأمة المصرية حتى النصر النهائي للثورة الشعبية التي أفضت إلى تنحي مبارك»، مؤكدا على عزم وإرادة البلدين في إقامة علاقات متينة ودائمة بينهما.

ومن جانبه، دعا حسين، أمين الحزب المجمد نشاطه والمعارض القوي لنظام الرئيس المصري السابق، إلى «بناء علاقات متينة بين الشعبين والحكومتين الإيرانية والمصرية»، معتبرا أن الثورة الإسلامية في إيران تركت أثرا بالغا على الشعب المصري، ومؤكدا أن «مصر استلهمت ثورتها من الثورة الإسلامية».

كما تم استقبال حسين من قبل رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، والذي قال إن «ثورة الشعب المصري أعادت إلى مصر مكانتها وهيبتها بين الشعوب الإسلامية والعالم برمته»، معربا عن أمله في أن تتبوأ مصر موقعها المتميز بشكل سريع.

وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قطعت علاقاتها بمصر عام 1980، بعد الثورة الإسلامية احتجاجا على توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل. وشاب علاقات البلدين توتر وشد وجذب طيلة ثلاثين عاما، إلا أن وزير الخارجية المصري نبيل العربي أعلن مطلع أبريل (نيسان) الحالي أن مصر مستعدة لفتح «صفحة جديدة» مع طهران.

وبينما ذكرت بعض المواقع الإخبارية الإيرانية أمس أنه من المقرر تعيين الدكتور علي أكبر سيبويه، أحد الدبلوماسيين بوزارة الخارجية الإيرانية، كأول سفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في القاهرة بعد سقوط نظام حسني مبارك.. رد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن القاهرة لم تقرر بعد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، كما لم يتم ترشيح أي أسماء مصرية لشغل أي مناصب دبلوماسية جديدة بطهران.

ويذكر أن الدكتور علي أكبر سيبويه، المرشح للعمل كسفير لدى القاهرة، يعمل في وزارة الخارجية منذ أكثر من 28 عاما، حيث شغل منصب رئيس دائرة الترجمة بوزارة الخارجية خلال الفترة من 1995 إلى 2001، كما كان قائما بالأعمال في سفارة إيران في تونس في الفترة من 2001 إلى 2005.

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، حل القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة، مجتبي أماني، ضيفا على أحد البرامج الحوارية في محطة «الحياة» الفضائية المصرية الخاصة، وذلك في أول ظهور لمسؤول إيراني في الإعلام المصري. وهي الخطوة التي يرى مراقبون أنها لم تكن لتحدث إلا بموافقة سياسية رفيعة المستوى، وتعكس التقارب المصري الإيراني في الفترة الأخيرة. ويرى السفير أحمد الغمراوي رئيس جمعية الصداقة «المصرية - الإيرانية» أن ما يحدث الآن هو تطورات طبيعية لتكوين علاقات طبيعية بين البلدين، وقال الغمراوي لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من المعقول أن تكون هناك علاقات مع تل أبيب ولا تكون هناك علاقات مع طهران»، معربا عن ثقته في أن الدبلوماسية المصرية يمكنها أن تدير العلاقات مع طهران بالحجم الذي يتناسب مع مصالح مصر القومية، بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع ملف التطبيع مع إسرائيل.

واعتبر الغمراوي أن الثورة الإيرانية هي التي استفادت من الثورة المصرية (ثورة يوليو 1952) وليس العكس، وقال الغمراوي: «تلقت جمعية الصداقة المصرية الإيرانية دعوة رسمية لزيارة طهران، وهي الزيارة التي ستحدث قريبا بإذن الله بعد هدوء الأوضاع في القاهرة».

فيما اعتبر السفير محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن عودة العلاقات مع طهران ضرورية للطرفين، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «من الضروري عودة العلاقات مع طهران، حتى وإن اختلفنا في بعض الأمور.. ولكن التمثيل الدبلوماسي المتبادل طريق للتفاوض والمشاورات بين الجانبين».

وأضاف شاكر «أعتقد أن البلدين يسيران على الطريق الصحيح حاليا»، مرحبا برفع التمثيل الدبلوماسي بين الطرفين من مستوى بعثة رعايا مصالح إلى مستوى السفراء. وأكد شاكر أن المجلس المصري للشؤون الخارجية يفكر في زيارة طهران أو دول أفريقية أخرى كجزء من الدبلوماسية الشعبية التي يراها في غاية الأهمية.

إلى ذلك، نقلت وكالة «فارس» الإخبارية أمس عن علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، قوله «إن العلاقات بين مصر وإيران سوف تتحسن في كافة المجالات برحيل عمر سليمان من منصب رئاسة المخابرات المصرية».