مظاهرات محافظة قنا المصرية تصيب حركة النقل إلى الصعيد بالشلل

ائتلاف «ثورة 25 يناير» يطالب بإبعاد المحافظ الجديد.. و«الإخوان» يحذرون من الفتنة

TT

استمرت المظاهرات لليوم الرابع في محافظة قنا بصعيد مصر، مما أدى إلى شلل في حركة المواصلات أمس بين شمال البلاد وجنوبها، اعتراضا على قيام رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف باختيار لواء الشرطة السابق عماد شحاتة ميخائيل محافظا لمحافظة قنا (640 كلم جنوب القاهرة).

ونظرا لما شهدته المحافظة من حوادث فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحيين، كان آخرها مقتل وإصابة 18 مسيحيا العام الماضي، ساد اعتقاد بأن الاحتجاجات وراءها نوازع طائفية بسبب ديانة المحافظ الجديد (مسيحي)، إلا أن قيادات سياسية ودينية في المحافظة قالت إن السبب يرجع إلى ما يعتقد الكثير من المتظاهرين أنه ضلوع المحافظ الجديد في انتهاكات ضد ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وكان مبارك نفسه عيّن قبل 6 سنوات محافظا مسيحيا لمحافظة قنا هو اللواء مجدي أيوب إسكندر، كتقدير للمسيحيين المصريين وكإجراء للرد على الادعاءات بأن المسيحيين مضطهدون في مصر.

وتصاعدت حدة المظاهرات في قنا مع دخولها أمس يومها الرابع، لتشمل توقف حركة المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، وشهدت محطات قطار القاهرة والأقصر وأسوان تكدسا للمسافرين، كما هدد المتظاهرون المعتصمون أمام مبنى المحافظة وبمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي في قنا بقطع المياه عن محافظة البحر الأحمر السياحية، وكذا قطع الكهرباء عن المصانع في قنا، كما هددوا بإضرام النار في 8 حافلات تقل أسطوانات غاز.

وفي أول تحرك رسمي على صعيد الأزمة كلفت الحكومة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية بالسفر إلى محافظة قنا، خصوصا وأنه من مواليد المحافظة، لمقابلة الأهالي هناك والعمل على حل أزمة الاحتجاجات، بينما أعلن ائتلاف شباب ثورة 25 يناير القيام بزيارة لقنا لتهدئة المتظاهرين ضمن سياسية عدم التصعيد التي ينادي بها الائتلاف مؤخرا.

وطالب الائتلاف بإبعاد المحافظ الجديد احتراما للشرعية الثورية. وقال الائتلاف، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «شعب قنا يرفض قبول أي من الرموز الذين تلوثت أياديهم بدماء المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة».

وأكد الائتلاف على أن مجلس الوزراء في عهد مبارك وضع قنا في دائرة مغلقة، متصورا أن مشكلتها الوحيدة هي الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، ومن هذا المنطلق تم تعيين محافظ مسيحي للمرة الثانية، وهو أمر يرفضه المواطنون بمختلف معتقداتهم وتياراتهم السياسية والدينية.

ومن جانبها أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بقنا بيانا عبرت فيه عن رفضها تعيين أحد رجال الشرطة محافظا لقنا، باعتباره أحد القيادات التي حمت الفساد والمفسدين، وحذرت من وقوع فتنة بين المسلمين والمسيحيين.

وعلى صعيد متصل أكد الشيخ إبراهيم توفيق أحد مشايخ قنا على أن لصق المظاهرات بالجماعات الدينية في قنا ظلم، بدليل انضمام عدد كبير من المسيحيين إلى المظاهرات، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يكن للسلفيين والإخوان دور في تنظيم هذه المظاهرات»، بينما أوضح الناشط المسيحي رامي بهاء، أن المسيحيين يرفضون المحافظ الجديد وذلك على خلفية عدم استشعارهم بالأمان وقت تولي المحافظ السابق، والذي لم يروا منه خيرا - على حد تعبيره - بل كان محسوبا عليهم كمحافظ مسيحي يساعد المسيحيين والحقيقة مخالفة تماما، فالمسيحيون والمسلمون على السواء يريدون محافظا مدنيا يعرف مشكلاتهم واحتياجاتهم ويعمل على حلها.

ودخل موظفو المصالح الحكومية بمحافظة قنا في عصيان مدني احتجاجا على تجاهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد ورئيس مجلس الوزراء لمطالبهم.

وواصل المتظاهرون قطع طريقي «قنا - أسوان»، و«قنا - سفاجا» السريعين، ومنعوا الأتوبيسات السياحية من المرور، كما منعوا القطارات من الحركة، ما اضطر القادمين من القاهرة باتجاه قنا والأقصر وأسوان إلى النزول في مدينة نجع حمادي (على بعد 60 كلم من قنا) واستقلال سيارات أجرة للوصول إلى محافظاتهم.

وفي القاهرة تكدس آلاف المسافرين في المحطة الرئيسية للقطارات بعد قرار المهندس مصطفى قناوي رئيس هيئة السكك الحديدية منع تحرك القطارات من القاهرة إلى أسوان والأقصر (وهما من المدن السياحية الرئيسية، على بعد نحو 879 كلم جنوب العاصمة)، وتم قصر الحركة من القاهرة حتى نجع حمادي (600 كلم جنوب القاهرة)، بينما كشف مصدر رسمي بالسكك الحديدية أن «الهيئة ألغت تشغيل 4 قطارات بين القاهرة وأسوان صباح أمس، بالإضافة إلى 4 قطارات أخرى مسائية منها 3 قطارات سياحية».