إسرائيل تغلق الضفة أسبوعا وترفع التأهب على حدود غزة بمناسبة عيد الفصح

غزة تشيع المتضامن الإيطالي أريجوني.. والشرطة تعرض صور المشتبه بهم في قتله

رجال أمن من حماس يحاولون صد متظاهرين غاضبين خلال مشاركتهم في تشييع جثمان المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني الذي قتل الجمعة بعد ساعات من اختطافه في غزة (رويترز)
TT

أغلقت إسرائيل أمس الضفة الغربية بشكل كامل، ونشرت مزيدا من جنودها حول خطوط التماس بين الضفة وإسرائيل، في وقت رفعت فيه حالة التأهب في محيط قطاع غزة، مع بدء احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي الذي ينتهي في 26 من الشهر الحالي.

وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي قرر فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية منذ منتصف ليلة الأحد، وحتى منتصف ليلة 26 أبريل (نيسان) وفق قرار صادر عن وزير الدفاع إيهود باراك. وبموجب هذا القرار يمنع على الفلسطينيين في الضفة الغربية دخول إسرائيل لأي سبب، حتى الذين يملكون تصاريح خاصة بذلك، وهو ما يعطل كثيرا من مصالحهم الاقتصادية بشكل أساسي. وقال الناطق إن قوات الاحتلال ستسمح خلال فترة الإغلاق بمرور الحالات التي وصفها بالإنسانية والحالات الطبية الخاصة، وذلك بعد التزود بتصريح خاص من «الإدارة المدنية» لهذا الغرض.

إلى ذلك شارك الآلاف من الفلسطينيين في تشييع جثمان المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني انطلاقا من مستشفى الشفاء، باتجاه معبر رفح الحدودي، حيث كان في استقباله مندوب ممثل عن بلاده، في وقت نشرت الشرطة الفلسطينية صور المتهمين بتنفيذ جريمة اختطافه وقتله.

وشارك وزراء ونواب ومسؤولون حكوميون، وقادة مؤسسات مدنية وحقوقية، وفعاليات شبابية وشعبية، في تشييع الجنازة التي تمت في مراسم عسكرية. وشاركت في الجنازة وحدات عسكرية تابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، بإيعاز من رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية. ورافقت المحامية كلاوديا ميلاني، خطيبة أريجوني، الجنازة، حيث وصلت إلى غزة أول من أمس الأحد لمتابعة إجراءات نقل جثمانه إلى إيطاليا. وكان أريجوني قتل فجر الجمعة بعد ساعات من اختطافه في غزة، على أيدي مجموعة مسلحة تدعي انتمائها إلى تيار السلفية الجهادية. وقد وافقت السلطات المصرية على السماح لعائلة أريجوني بالوصول إلى القطاع عبر معبر رفح لتسلم جثمانه ونقله إلى بلاده.

يُذكر أن أريجوني حضر إلى غزة على متن سفن كسر الحصار ضمن حملة «غزة الحرة»، وكان من بين النشطاء الذين خاطروا بحياتهم لمرافقة الصيادين الفلسطينيين في رحلات صيدهم لتأمين بعض الحماية لهم. واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع صيادين فلسطينيين وقامت بترحيله، إلا أنه عاد إلى غزة من أجل نصرة قضايا حقوق الإنسان الفلسطيني في وجه الاحتلال.

من ناحية ثانية، وزعت الأجهزة الأمنية في غزة على كل مقارها ووسائل الإعلام أمس صورا لمن تتهمهم بالمشاركة المباشرة بقتل أريجوني فجر الجمعة الماضي. وتعود الصور التي نشرتها الأجهزة الأمنية إلى كل من: بلال العمري، وعبد الرحمن البريزات، ومحمد محمود نمر السلفيتي. ونقل موقع وزارة الداخلية في غزة عن مصادر أمنية أن الجناة الذين نفذوا جريمة القتل التقطوا صورا ومشاهد فيديو إلى جانب جثة أريجوني، حيث عثرت أجهزة الأمن عند مداهمة الشقة على جميع الأدوات التي استخدمها الجناة، في إشارة إلى أنهم فرّوا من المكان قبل لحظات معدودة من وصول عناصر الأمن.

وبحسب المصادر، تمكّنت الأجهزة الأمنية قبل لحظات من ارتكاب الجريمة، وفي عملية معقدة من اكتشاف طرف خيط يدل على الجناة، حيث تم استدراج أحد أفراد المجموعة والتحقيق معه، ودل على عنصر آخر من أفراد المجموعة. وأضافت: «بعد أن زادت الشكوك لدى باقي أفراد المجموعة توجه أحدهم مباشرة إلى مكان اختطاف أريجوني وأعدمه، لكن تم إلقاء القبض عليه لاحقا واعترف بارتكاب الجريمة».

من ناحية أخرى، أكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية الرائد أيمن البطنيجي أن شرطته ستمنح مكافأة مالية ومنحة لكل الضباط والأفراد الذين يساعدون في إلقاء القبض على قتلة المتضامن الإيطالي. وأوضح البطنيجي في بيان له أن الشرطة - وفي سابقة هي الأولى من نوعها - عرضت المكافأة لتحقيق السرعة والإنجاز في الوصول إلى المجرمين والمسؤولين عن قتل أريجوني بعد اختطافه. ووصفت شرطة غزة الأشخاص المنشورة صورهم بأنهم من أخطر المطلوبين للعدالة. من ناحيتها كشفت أجيديا برتا، والدة أريجوني، عن أن ابنها تلقى تهديدا بالقتل قبل عامين.

وأضافت برتا التي ترأس بلدية بولتشجو شمال ميلانو في حوار مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن يهوديا متطرفا من أصل أميركي هدد ابنها بالقتل لرسم العلم الفلسطيني على ذراعه. وأشارت برتا إلى أنها ترغب في زيارة قطاع غزة لرؤية الشعب الفلسطيني الذي دفع ابنها حياته ثمنا من أجله، لكن دون أن يكون ضمن أسطول «الحرية 2» الذي سيصل إلى غزة منتصف الشهر القادم، ودون زوجها لظروف صحية يمر بها. وأضافت برتا أن ابنها كان يتحدث طويلا عن قطاع غزة وعن أهلها، موضحة أن مقتل أريجوني دفع الكثير من نشطاء السلام في إيطاليا إلى الحرص على زيارة غزة بواسطة أسطول «الحرية 2».

وشكرت والدة أريجوني السلطات المصرية التي عملت على تسهيل خروج جثة ابنها عبر معبر رفح البري، تمهيدا لنقله إلى إيطاليا. من ناحيته أكد وزير الخارجية في حكومة هنية الدكتور محمد عوض في لقاء مع الصحافيين الأجانب في قطاع غزة أن الحكومة تعتبر فيكتور أحد شهداء الشعب الفلسطيني. وأكد عوض أن الحكومة تلقت تطمينات من كل المتضامنين المزمع قدومهم لغزة بوصول القوافل البحرية إلى القطاع في وقتها المحدد، إضافة إلى تسمية الرحلة البحرية القادمة لكسر الحصار عن غزة باسم كتاب «كن إنسانيا» الذي ألّفه فيكتور. وخاطب عوض الصحافيين الأجانب مطمئنا إياهم على حالة الأمن في قطاع غزة بالقول: «هذه حالة فردية، والوضع الأمني مستقر، ونحن نسعى في أشد الأوقات صعوبة لحمايتكم وتأمين عملكم هنا».