السلطة تحاول جلب اعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية قبل سبتمبر

ستعود إلى الأمم المتحدة حسب قانون «متحدون من أجل السلام» إذا استخدمت أميركا الفيتو

TT

يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) زيارة رسمية إلى فرنسا غدا الأربعاء، قادما من تونس التي يزورها لأول مرة منذ سقوط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إذ التقى فيها كبار المسؤولين وبحث معهم العلاقات الثنائية بين فلسطين وتونس.

ويلتقي أبو مازن في باريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، للتباحث في موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد الذي ستتوجه فيه السلطة إلى مجلس الأمن لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 67. ويأمل أبو مازن في إقناع فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطينية قبل هذا التاريخ حتى، حسب ما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، على أن يحاول ذلك أيضا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشهر المقبل.

ويخطط الفلسطينيون لانتزاع أكبر اعترافات ممكنة بدولتهم قبل الذهاب إلى مجلس الأمن في سبتمبر القادم. وقال أبو مازن إنه يريد سماع رأي الدول التي سيزورها حتى سبتمبر فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا العام. وأكد نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح، وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض، أن القيادة الفلسطينية ماضية في عملها من أجل إقامة الدولة، عبر الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، ومواصلة عزل إسرائيل دوليا والضغط عليها. وبحسب شعث فإنه ينتظر أن تعترف دول أوروبية مثل فرنسا والسويد وآيرلندا بالدولة الفلسطينية المستقلة قبل حلول سبتمبر. وقال شعث لتلفزيون «وطن» المحلي في رام الله، «قبل حلول سبتمبر سنحصل على اعتراف ثلثي أعضاء هيئة الأمم المتحدة، بفلسطين كدولة مستقلة، وهذا سيخولنا الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة، نعرف أن الولايات المتحدة على الأرجح ستستخدم حق النقض (الفيتو)، وهذا سيقودنا للعودة إلى الجمعية العامة وفق القرار المتخذ إبان الحرب الكورية (متحدون من أجل السلام) والذي يسمح للجمعية العامة باتخاذ قرارات ملزمة بالقدر نفسه لقرارات مجلس الأمن».

وأضاف «يمكن حينها أن نصبح عضوا له كامل الحقوق في الجمعية العامة، بمعنى دولة مستقلة في الأمم المتحدة أراضيها محتلة من قبل عضو آخر».

وتواصل السلطة الاتصال بكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مسعى لجلب مزيد من الاعترافات. وقال جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح في أوروبا، إن السلطة الفلسطينية أوضحت لأوروبا أن كياننا السياسي يستوفي شروط التحول إلى دولة وفق تقارير من البنك الدولي والأمم المتحدة بأكثر مما تستوفيها كيانات أخرى «تقف على الدور طلبا للاستقلال منذ شهور فقط»، في إشارة إلى جنوب السودان.

وأشار نزال إلى ضرورة التركيز على مفارقة الاعتراف بجنوب السودان والنكوص في نفس الشهر عن الإقرار بحق شعب فلسطين وجاهزية حكومته لأداء دورها كدولة ناجزة المؤسسات. وكان وزير الخارجية النرويجي تحدث أيضا عن هذه المفارقة. وقال نزال «في حال اعترفت الأمم المتحدة بدول تنتشر فيها المجاعات ويغيب فيها القطاع الصحي كليا وتفتقر للشوارع والمستشفيات وغياب هيكلية مؤسسات حكومية، ستكون الأمم المتحدة قد جازفت بمصداقيتها في العالم العربي ولا نستبعد أن يضر ذلك بحركة الديمقراطية وجو التسامح الذي يعم العالم العربي مع اختفاء ظاهرة حرق الأعلام الأجنبية التي قد تعود إذا ما صفعت الأمم المتحدة آمال شعب عربي يطمح للانعتاق».

وأضاف نزال، «لقد بينت فحوصات دولية من البنك الدولي والأمم المتحدة لمجالات عدة منها القطاع الصحي والتعليمي والتجاري والحكومي والأمني وآليات الرقابة ومكافحة الفساد أن فلسطين مؤهلة بدرجة عالية لتكون دولة مستقلة تؤدي خدماتها وواجبها بمستوى لا يقل عن دول الجوار».

وبحسب نزال فإن «السلطة الوطنية الفلسطينية أبهرت كافة محادثيها الأوروبيين في بروكسل بما تم إنجازه من تنمية وتطوير وكذلك بما تم عرضه من خطط تنموية للمستقبل في الضفة والقدس وقطاع غزة دون أن تجد صعوبة لدى أوروبا لتقبل مبدأ جاهزيتنا للتحول إلى دولة مستقلة». وأردف، «إن السلطة لمست سعادة أوروبية بالاستماع إلى تقرير عن قدرة السلطة الفلسطينية على الاستغناء التدريجي عن المساعدات الخارجية، حيث تقلص الاعتماد الفلسطيني عليها في السنوات الأربع الماضية بالفعل بنسبة 33 في المائة».