السفارة الأميركية ممتعضة لتسريب حركة التغيير تفاصيل لقاء «خاص» للإعلام

قيادي في الحركة المعارضة لـ«الشرق الأوسط»: لم يبلغونا بأنه لا يجوز التحدث للصحافة

TT

بينما نفت حركة التغيير الكردية المعارضة التي يتزعمها نوشيروان مصطفى القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، أن تكون قد وصفت علاقاتها مع السفارة الأميركية بأنها تمثل «تبادلا دبلوماسيا خاصا»، عبر المتحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد عن استغرابه لمثل هذا الوصف لعلاقتهم مع الحركة الكردية المعارضة، مبديا امتعاضه لقيام أحد أعضاء الحركة بتسريب تفاصيل اللقاء الخاص إلى الإعلام.

وأقر محمد توفيق المتحدث الرسمي باسم حركة التغيير، «وجود لقاءات واجتماعات دورية بين حركتهم ومسؤولين أميركيين». مشيرا إلى أن «هناك لقاء سيجرى غدا (اليوم) بيننا وبين جنرال كبير في القوات الأميركية والقنصل الأميركي العام في أربيل، إذ ليس غريبا أن نلتقي معهم».

وقال توفيق لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من السليمانية أمس: «إن اعتراض السفارة الأميركية ليس على العلاقة بيننا وبينهم وإنما على نشر تفاصيل اللقاء في الإعلام عبر موقع حركتنا على الإنترنت». منوها بأنه «كان هناك لقاء الأسبوع الماضي بين وفد من أعضاء في حركتنا، وهم أعضاء في مجلس النواب العراقي ببغداد وموظف في السفارة الأميركية». وأضاف قائلا: إن «اللقاء تضمن رأي الإدارة الأميركية في المظاهرات الجارية في إقليم كردستان، خاصة في مدينة السليمانية، حيث أوضحوا أنهم يؤيدون المظاهرات السلمية، وأنهم ضد أي عنف يوجه من السلطات الأمنية ضد المتظاهرين». مشيرا إلى أن «الإدارة الأميركية مبدئيا ليست مع أي عنف يوجه ضد المتظاهرين سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو كردستان».

ووصف توفيق علاقة حركته مع السفارة الأميركية بأنها «علاقة اعتيادية تماما مثل علاقة بقية الأحزاب والحركات السياسية العراقية مع الإدارة الأميركية، فنحن نلتقي معهم ونتباحث في شؤون الإقليم الأمنية وغيرها مثلما يجتمعون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة طالباني)». منبها إلى أن «حركة التغيير ليس لها مكاتب تمثيل خارج العراق مثل الحزبين الكرديين الرئيسيين».

من جهته، قال ديفيد رينز المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في العراق، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إنه «ليس هناك تمثيل دبلوماسي خاص بيننا وبين حركة التغيير الكردية وإنما هناك لقاءات». مشيرا إلى أن «التصريحات التي أفاد بها أعضاء حركة التغيير على موقع حركتهم على الإنترنت ليست دقيقة». وأبدى رينز اعتراضه على «نشر ما دار في اللقاء بين موظف سياسي في السفارة الأميركية وأعضاء في حركة التغيير»، وقال «على الرغم من أننا لم نتداول أسرارا في اللقاء، فإنه لقاء خاص وليس من حقهم تسريبه للإعلام».

وشفع المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية تصريحه ببيان رسمي صادر عن السفارة وأرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» جاء فيه «أن التقارير الصحافية التي وردت في موقع سبه ي (موقع حركة التغيير) وتحدثت عن وجود تبادل دبلوماسي خاص بين مسؤولي حزب كوران وأحد الموظفين بالقسم السياسي في السفارة الأميركية في بغداد غير صحيحة، وأنه ليس من صلاحيات المسؤولين في حزب كوران مناقشة هذه المحادثة مع وسائل الإعلام».

لكن شورش حاجي، عضو حركة التغيير ورئيس كتلتها في مجلس النواب العراقي، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس أن «وفدا من البرلمانيين من أعضاء الحركة زاروا الأسبوع الماضي السفارة الأميركية ببغداد والتقوا السكرتير الأول في السفارة حيث أبدى لهم رأي الإدارة الأميركية المؤيد للمظاهرات السلمية وأنهم بصورة عامة ضد أي عنف يوجه لقمع المتظاهرين». موضحا أن «النائب محمد كياني، عضو حركتنا هو من زار السفارة، وأفاد بالتصريحات الصحافية لموقعنا، الذي نفاه بيان السفارة الأميركية».

ولدى اتصال «الشرق الأوسط» بالنائب كياني عبر الهاتف من أربيل أمس، أبدى الأخير شكوكه بطبيعة الأسئلة الموجهة إليه حول تصريحاته المنشورة في موقعهم الإلكتروني، وقال «كيف علمتم بذلك». مستدركا «من قال إن السفارة الأميركية غير راضية عن التصريحات». وبقراءة بيان السفارة الأميركية عليه، قال «لم أكن أدري أنهم لا يريدون أن نصرح بما دار في الإعلام، ولم يخبرونا بذلك». وأشار كياني إلى أن «ما دار في اللقاء هو أمور عامة، حيث عبر السكرتير الأول في السفارة عن تأييد بلده للمتظاهرين في السليمانية وأنهم يقفون ضد العنف الموجه للمتظاهرين».