قاذفات حلف الأطلسي تهاجم جنوب طرابلس.. ومقتل 4 في مصراتة

واشنطن: ليس لدينا أي خطط للقيام بدور أكثر نشاطا في الصراع الليبي

ثوار ليبيون يبحثون عن ملاذ آمن أثناء اشتباكات عنيفة مع قوات القذافي في مدينة مصراته أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما قال التلفزيون الليبي الرسمي إن قاذفات لحلف شمال الأطلسي هاجمت أمس بلدة العزيزية جنوب غربي العاصمة طرابلس، دون ذكر تفاصيل بشأن وقوع أضرار أو إصابات في الغارة التي قال متحدث عسكري إنها استهدفت منطقة الحيرة في البلدة التي تقع على بعد 20 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، قال مقاتلو المعارضة الليبية إن 4 مدنيين قتلوا في مصراتة أمس في قصف جديد مكثف للمدينة من جانب قوات القذافي لكن قوات المعارضة حققت تقدما في ساحة القتال نهار أمس.

وقال المتحدث باسم المعارضة المسلحة جمال سالم أيضا إن عدد قتلى القصف أول من أمس ارتفع إلى 25 حيث توفي بعض من كانوا مصابين بجروح حرجة. ولم يذكر ما إذا كان هذا العدد يتضمن خسائر في صفوف مقاتلي المعارضة.

وقال لـ«رويترز» من المدينة «أدى القصف اليوم (أمس) إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 5. هذه نتيجة أولية ونعتقد أن العدد أكبر».

وأضاف أن قوات القذافي قصفت الأجزاء الشرقية والغربية والجنوبية والوسطى في مصراتة. واتهم قوات القذافي أيضا باستخدام القنابل العنقودية مرددا مزاعم منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان التي وجهت إليها الاتهام نفسه الأسبوع الماضي.

وقال سالم «إنهم يستخدمون القنابل العنقودية التي تطلق 21 قنبلة على الأقل عند انفجارها».

وأضاف «أنه يستهدف المناطق المدنية لإثارة الفزع بين المدنيين لأن قواته تخسر في الميدان حيث يحقق مقاتلو المعارضة تقدما في شارع طرابلس وفي الجانب الشرقي حيث دفعنا قواته 10 كيلومترات إلى الوراء».

إلى ذلك، دخل الثوار الليبيون أمس مدينة أجدابيا الرئيسية شرق ليبيا في الوقت الذي دعت فيه المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية بمدينة وميناء مصراتة غرب البلاد، وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أن قوات الثوار دخلت المدينة بعد أن تعرضت لهجوم بري عنيف من قبل قوات القذافي لأيام على المشارف الغربية لبلدة أجدابيا والتي تأمل قوات القذافي في السيطرة عليها للانطلاق منها لاستعادة مدينة البريقة النفطية.

وشنت قوات القذافي غارات مكثفة على منطقة الجبل الغربي الواقعة تحت سيطرة الثوار جنوب غربي طرابلس، ما أدى إلى مقتل أكثر من مائة قتيل منذ الأحد، على ما أفاد سكان من هذه المنطقة أمس.

وقال أحد سكان مدينة يفرن في هذه المنطقة، طالبا عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية «كتائب القذافي لم تتوقف عن قصف المنطقة، خصوصا في يفرن ونالوت، مستخدمين صواريخ غراد. وقد سقط 110 قتلى بين الثوار والمدنيين في هاتين المدينتين».

وأشار أحد سكان نالوت الواقعة قرب الحدود التونسية إلى أن «قوات القذافي ترتكب مجزرة في هذه المنطقة الجبلية»، متحدثا عن سقوط «مائة قتيل على الأقل خلال يومين».

وأضاف «أنهم يطلقون بشكل عشوائي صواريخ غراد على البيوت والمستشفيات. وقد فرت عائلات عدة إلى تونس».

وفي سياق ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في بودابست إلى وقف فعلي لإطلاق النار في ليبيا، معربا عن عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الإنسانية ليشمل طرابلس، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال كي مون للصحافيين خلال زيارة رسمية تستمر 3 أيام إلى المجر «لقد وضعنا نصب أعيننا 3 أهداف، أولا: وقف فعلي لإطلاق النار. ثانيا: توسيع نطاق مساعدتنا الإنسانية ليشمل كل الذين يحتاجون إليها. وثالثا: متابعة الحوار السياسي والبحث عن حل سياسي».

وأضاف «نظرا إلى حجم الأزمة (الإنسانية) إذا ما استمرت المواجهات، فمن الضروري جدا أن توقف السلطات الليبية المعارك وقتل الناس».

وفيما تتواصل المفاوضات حول حل سياسي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحرك دولي «بالتشاور والتنسيق مع الشعب الليبي».

وأضاف أن «ليبيا تحتاج بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى جهود كبيرة لإحلال السلام والحفاظ عليه وإعادة الإعمار».

وأشار كي مون إلى أن الوضع الإنساني بالغ الخطورة في المدن التي تشهد مواجهات. وشدد على أن «هناك عشرات آلاف الأشخاص لم تتم تلبية حاجياتهم الأساسية، لذلك فإننا نواجه مشكلة خطرة».

وذكر كي مون أن الأمم المتحدة تنوي توسيع المساعدة الإنسانية إلى طرابلس بالتعاون مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وقال إن الأمم المتحدة أقامت قاعدة للمساعدات الإنسانية في بنغازي لإغاثة نصف مليون شخص فروا من مناطق النزاع.

إلى ذلك، استبعد مسؤول نفطي في شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة أمس أن تقوم المعارضة بتصدير أي كميات أخرى من النفط لحين تمكنها من استئناف الإنتاج، لكنه قال إن المعارضة على اتصال بمشترين محتملين.

وقال وحيد بوقيقيس خلال مقابلة مع «رويترز» إن المعارضة المسلحة تسيطر على حقول مملوكة لشركة «الخليج العربي للنفط» بما في ذلك حقول النافورة ومسلة والسرير التي تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية نحو 400 ألف برميل يوميا.

وأضاف بوقيقيس، الذي عين رئيسا لشركة «النفط الوطنية» التي أنشأها المجلس الوطني الانتقالي ومقره بنغازي لبيع النفط المنتج من مناطق تحت سيطرة المعارضة «ما زالت لدينا اتصالات مع مشترين محتملين لكن من الطبيعي ألا يتم أي شيء في الوقت الحالي لحين اتضاح الوضع ومعرفة متى يمكننا استئناف الإنتاج».

وقالت قطر التي تسوق النفط لحساب المعارضة الأسبوع الماضي إنها سهلت بيع مليون برميل من النفط هذا الشهر، ورتبت شحن 4 شحنات من الوقود إلى بنغازي مبدية استعدادها لدعم مزيد من الصفقات.

وقال بوقيقيس إن المعارضة اضطرت لوقف إنتاج النفط بعدما هاجمت قوات موالية للقذافي حقل مسلة التابع لشركة «الخليج العربي للنفط» في مطلع أبريل (نيسان) الجاري، ما أسفر عن تدمير نظام توليد الكهرباء وصهريج لتخزين النفط وبعض صهاريج الديزل الصغيرة والمعدات الأخرى.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس إن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط للقيام بدور أكثر نشاطا في الصراع الليبي. وسئل بخصوص بعض بواعث القلق في حلف شمال الأطلسي بشأن احتمال نفاد عتاده العسكري فقال إن الولايات المتحدة تعتقد أن الحلف لديه «القدرة والمقدرة» على إنجاز مهمته في ليبيا. وأضاف للصحافيين «ليس لدينا خطط لتغيير موقفنا».

ومن جهته، أعلن متحدث باسم البعثة البريطانية في الأمم المتحدة أمس أن بريطانيا ستجلي 5 آلاف شخص بالسفن من مدينة مصراتة التي يمسك بها الثوار الليبيون وتحاصرها قوات القذافي.

وقال المتحدث باسم البعثة البريطانية في الأمم المتحدة دانيال شيبرد لوكالة الصحافة الفرنسية «ننوي إجلاء 5 آلاف شخص من مصراتة وعلى الأرجح على متن سفينة واحدة».

وعقد اجتماع صباح أمس في مقر الأمم المتحدة مع وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية أندرو ميتشل حول هذه العملية التي يفترض أن تمولها بريطانيا.

وقال ميتشل، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن «الوضع في مصراتة تدهور بشكل خطير في الأيام الأخيرة. وهناك 5 آلاف عامل أجنبي فقير عالقون على رصيف. وحصلت انفجارات على بعد نحو 300 متر من مكان وجودهم».

وأوضح أن المنظمة الدولية للهجرة ستنظم العملية وستنقلهم إلى مصر. وأضاف أن «كثيرا منهم مصريون، وثمة أيضا بعض الرعايا من بنغلاديش. سنخرجهم جميعا عبر البحر ما أن يتاح لنا ذلك».

وأعلن ميتشل أيضا أن بريطانيا ستمول مهمات مساعدة أخرى لمدن في غرب ليبيا.

وأضاف ميتشل «في المناطق التي يطالها النزاع في سائر أنحاء ليبيا هناك آلاف الأشخاص المرضى وهناك جرحى بحاجة للمساعدة الطبية. وأولئك الذين باستطاعتهم الوصول إلى المستشفيات يجدون فيها نقصا في الأطباء، معظمهم غير مدربين على أوضاع الحرب، وقليلا من الممرضات وطاقما مرهقا».