كشف قائد القوات الجوية الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركة نحو 60 ضابطا سعوديا بشكل فعلي في التدريب ضمن عمليات مناورات عسكرية قتالية بفرنسا، وذلك منذ بدء تلك التدريبات قبل نحو عامين، عدا عن التحاق 20 ضابطا آخرين بدروس تدريبية خاصة في مجال الدفاع الجوي ضمن التعاون المشترك بين كل من السعودية وفرنسا.
وأوضح الفريق جيل ديسكلو قائد الدفاع الجوي والقيادة والعمليات الجوية في القوات الجوية الفرنسية أن هناك علاقات قديمة متعلقة بميدان التدريب بين البلدين، إلى جانب أوجه تعاون مختلفة في ميادين أخرى وصفها بـ«الكثيرة»، لافتا إلى وجود لقاءات مستمرة بين الضباط والعسكريين السعوديين والفرنسيين بهدف مناقشة مجالات كثيرة تختص بتدريب الكوادر في الدفاع الجوي.
وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تم البدء فعليا في عمليات تدريب حقيقية، وهو ما جعلنا نفتح أبوابنا ومؤسساتنا لاستقبال السعوديين وتدريبهم من أجل التعرف على القوات الجوية الفرنسية أيضا عن كثب»، مؤكدا أن هذا التعاون يعد مثمرا ومهمّا بالنسبة لفرنسا.
وأفاد بأن التعاون بين السعودية وفرنسا في مجال تدريب الكوادر العسكرية التابعة للدفاع الجوي بدأ من مرحلة تبادل الآراء وتوطيد العلاقات للدخول إليه، إلى جانب البدء في عمليات تدريب حقيقية بفرنسا، ومن ثم خلال المرحلة المقبلة ستتم المشاركة الفعلية للضباط السعوديين في المناورات الحقيقية على الأراضي السعودية، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام كل الأساليب والطرق للتعرف على خبرات البلدين.
وأعلن الفريق جيل ديسكلو عن جملة من أوجه التعاون بين فرنسا ودول الخليج، والتي تتضمن استخدام إحدى القواعد العسكرية في دولة الإمارات على خلفية اتفاقية تم توقيعها بين البلدين، عدا عن مجال استخدام طائرات «ميراج 2000» مع الإمارات، إضافة إلى تعاون جديد مع دولة قطر في الدفاع الجوي.
وكانت فعاليات الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020 في يومها الثالث أمس قد افتتحت محاضراتها بورقة عمل اللواء مهندس ركن متقاعد صالح بن صادق الجهيمان، مستشار أنظمة قيادة وسيطرة بوزارة الدفاع والطيران السعودية، بعنوان «حرب الفضاء الإلكتروني ومنظومات القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب والاستخبارات»، تطرق من خلالها إلى عدة مواضيع ذات علاقة بحرب الفضاء الإلكتروني، من بينها مجالات وأهداف تلك الحرب، وتهديداتها، وعمليات استهداف أنظمة الإنترنت المختلفة.
وجاءت المحاضرة الثانية بعنوان «حل تكاملي مقترح لتحديات الدفاع الجوي والصاروخي الحاضرة والمستقبلية»، والتي تحدثت عن أهمية أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الحديثة والحلول التي تقدمها لمعالجة الطلب العاجل للحماية ضد التهديدات المتصاعدة، عدا عن دعم تلك الأنظمة لقوات الجيش متى وأين تطلب الوضع استخدامها، إضافة إلى تطور الحلول للدفاعات الجوية متعددة الطبقات ليتم استخدامها من قبل كل أفرع التشكيلات العسكرية، وتطبيق استخدام تقنيات رقمية جديدة قادرة على تحسين الأداء بمجال التكامل والتعاون.
وحملت المحاضرة الثالثة عنوان «تبادل معلومات القيادة والسيطرة والاتصالات بين الناتو وقوات التحالف»، التي قدمها اللواء جلين هينس مدير وكالة القيادة والسيطرة والاتصالات بحلف شمال الأطلسي التابعة للقوات المسلحة الكندية. وتطرق المتحدث خلالها إلى جملة من المواضيع التي كانت تدور حول مشاركة وتبادل المعلومات عن طريق شبكة حلف شمال الأطلسي، وإمكانيات الحصول على المعلومات في الوقت الحقيقي، وتبادل الصور والصوت، والدفاعات الجوية النشطة متعددة الطبقات الخاصة بالدفاع ضد الصواريخ البالستية التكتيكية وموضوع القيادة والسيطرة والاستخبارات ضد الصواريخ البالستية، فضلا عن التطورات الأخيرة في مجال القيادة والسيطرة والاتصالات (C3).
كما ألقى العميد الركن محمد راجي الحرافشة قائد مجموعة الدفاع الجوي المركزية في مديرية الدفاع الجوي بسلاح الجو الملكي الأردني محاضرة تحت مسمى «التطور في مجال الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في بيئة العمليات المشتركة»، شملت عددا من المحاور التي كان أبرزها التهديدات الجوية الحالية والمستقبلية، والأهداف الحيوية والاستراتيجية (مراكز الثقل)، وأهمية الدفاع الجوي في الحروب الحديثة، ومستويات الدفاع الجوي وعناصره، إلى جانب تكامل مجال الدفاع الجوي.
وبالعودة إلى قائد الدفاع الجوي والقيادة والعمليات الجوية في القوات الجوية الفرنسية، فقد أفاد بأن المشاركة في الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020 جاءت بهدف تعرّف فرنسا على مختلف الاتجاهات في ميادين الدفاع الجوي بالعالم.
يشار إلى أن الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020، التي تنظمها قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تختتم اليوم الأربعاء أعمالها في جدة بعد أن استمرت أربعة أيام، والتي كان قد افتتحها الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، الأحد الماضي بمشاركة عسكرية دولية واسعة.