مقتل صهر الظواهري زعيم الجهاد المصري في عملية بأفغانستان

القيادي أسامة حسن اعتقلته اسكوتلنديارد في عملية «التحدي» وهرب مع الحكايمة إلى إيران

TT

كشف مركز حقوقي بالعاصمة لندن عن مقتل قيادي مصري من «الجماعة الإسلامية» في القتال الدائر في أفغانستان. وقال مركز المقريزي للدراسات، الذي يديره الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس «إن أسامة حسن شقيق زوجة أيمن الظواهري نائب بن لادن قد قتل في أفغانستان، وإن زوجته وبعض أولاده قد عادوا إلى مصر من إيران منذ أسبوعين تقريبا».

وقال الدكتور السباعي لـ«الشرق الأوسط» إن أسامة حسن كان مسجونا في إيران عقب العدوان الأميركي على أفغانستان عام 2001، وكان ضمن أكثر من مائة عائلة عربية قد وضعتهم السلطات الإيرانية في حجز جماعي في ثلاث مدن إيرانية، وعلمنا أن السلطات الإيرانية كانت قد أفرجت عن أبي عبد الرحمن (أسامة حسن) منذ سبعة أشهر تقريبا ثم تواترت الأخبار عن مقتله خلال عملية في أفغانستان. واعتقل أسامة حسن بسجن بيل مارش شديد الحراسة في عملية «التحدي» بلندن التي شنتها اسكوتلنديارد ضد سبعة من الأصوليين المصريين في أغسطس (آب) 1998، وكان ضمن المعتقلين الراحل إبراهيم عيدروس قيادي «الجهاد» المصري المطلوب أميركيا، والدكتور هاني السباعي، وسيد معوض، وسيد عبد اللطيف، وأسامة حسن حصل على إقامة مؤقتة بعد الإفراج عنه ثم اختفى وسافر فجأة مع قيادي الجهاد المصري (أبو جهاد) محمد خليل الحكايمة الذي أسس ما يعرف بـ«القاعدة في أرض الكنانة» إلى إيران ومنها إلى أفغانستان عام 2001. وأبو جهاد المصري خليل الحكايمة قتل في غارة أميركية بطائرة بلا طيار في مناطق القبائل الباكستانية على منطقة القبائل المحاذية للحدود الأفغانية أغسطس 2008، ولجأ أبو جهاد في نهاية التسعينات هو وزوجته وأطفاله العشرة إلى بريطانيا حيث قامت السلطات البريطانية باعتقاله فور وصوله لأسباب أمنية حيث مكث في الاعتقال عدة أشهر قبل أن يجري إطلاق سراحه، وعندما شرعت بريطانيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 قوانين تتيح لها اعتقال الأجانب ممن تشتبه بصلاتهم بـ«القاعدة» أو بالإرهاب، خشي الحكايمة أن يجري اعتقاله واستهدافه بهذا القانون المبهم فقرر مغادرة بريطانيا حيث توجه إلى إيران. وأسامة حسن (47 سنة) شقيقه الأكبر شريف حسن كان أحد كوادر الجماعة الإسلامية حكم عليه بالإعدام ونفذ فيما بعد في قضية «العائدون من أفغانستان» عام 1992، وهو من مواليد القاهرة، وتخرج في كلية التربية جامعة عين شمس قسم اللغة العربية، وعمل مدرسا ثم سافر إلى السعودية واليمن وباكستان وعدة دول ثم طلب اللجوء السياسي في لندن سنة 1998.

واتهم بحسب مركز المقريزي في قضية ما يسمى إعلاميا «العائدون من ألبانيا» التي تصدرها الشقيقان أيمن ومحمد الظواهري، وحكم عليه غيابيا بالسجن خمس سنوات في عام 1999، وأيضا والده الحاج حسن أحمد كان متهما في قضية «العائدون من ألبانيا» وحكم عليه بسنة. وانقطعت أخباره طيلة هذه الفترة الزمنية من 2001 إلى 2011 حتى علمنا باستشهاده رحمه الله في أفغانستان.

وترك أسامة حسن زوجة وثلاثة أولاد أكبرهم عبد الرحمن ثم رقية ثم شريف، وابنته رقية فقد تزوجت جعفر بن محمد الإسلامبولي، شقيق قاتل الرئيس الراحل أنور السادات. وأما عبد الرحمن فيعيش منذ عدة أعوام مع جده في مصر. ورغم أن أسامة حسن كان عضوا في الجماعة الإسلامية فإن شقيقتيه كانتا متزوجتين بقياديين من قادة جماعة الجهاد المصرية أولهما أيمن الظواهري (السيدة أميمة حسن الزوجة الثانية) بعد مقتل السيدة عزة نوير (أم محمد) التي قتلت في قندهار في بداية العمليات في أفغانستان، وكانت أميمة حسن متزوجة من القيادي طارق أنور الذي قتل في أفغانستان عام 2001 في منطقة خوست، والثاني شوقي سلامة حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية «العائدون من ألبانيا»، وهو مسجون في مصر رغم خروج كثير من الإسلاميين بعد الثورة المصرية. وقال السباعي لـ«الشرق الأوسط» إن السيدة أميمة زوجة الظواهري الثانية كانت زوجة قائد العلميات الخاصة في جماعة الجهاد طارق أنور سيد أحمد الذي درس في هندسة عين شمس، واعتقل عام 1987 في قضية محاولة إعادة تنظيم الجهاد ثم أفرج عنه وسافر واستقر في أفغانستان وكان محكوما عليه بالإعدام في قضية «العائدون من ألبانيا» عام 1999، ثم قتل في أفغانستان عام 2001، وتزوجها أيمن الظواهري وما زالت في عصمته حتى الآن.. وكانت السيدة أميمة منذ أقل من عامين قد نشرت لها مؤسسة سحاب رسالة بعنوان «رسالة إلى الأخوات المسلمات».