أفغانستان: مسؤولون بريطانيون يحذرون من «عام صعب» وتزايد هجمات طالبان

استبعاد تأثير الهجمات على عملية نقل السلطة

TT

توقع مسؤولون بريطانيون وأميركيون، أمس، أن تكثف طالبان من هجماتها الانتحارية والاغتيالات السياسية في أفغانستان في الأسابيع المقبلة، بعد أسبوع شهد ثلاث هجمات خلال أربعة أيام. واستبعد المسؤولون البريطانيون أن تؤثر الهجمات المتزايدة التي قالوا إنها أظهرت تغيرا في التكتيك المتبع، على خطط «الناتو» بسحب قوات «إيساف» من أفغانستان بحلول عام 2014.

وقال الميجور جنرال جون لاريمور، الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية، إن هذا العام سيكون «عاما صعبا، ونتوقع أن نشهد تزايد عمليات الترهيب مثل الاغتيالات والتفجيرات». وأشار لاريمور في لقاء مع عدد من الصحافيين في لندن، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الاعتداءات التي حصلت في الأيام الأخيرة، أظهرت تغيرا في التكتيك الذي تتبعه طالبان. إلا أنه أضاف أن هذا الأمر كان متوقعا، وقال: «لا مفر من حصول اعتداءات كالتي شهدناها في الأيام الماضية، وقد تنبأنا بها.. خلال الأشهر الماضية، نحن و(إيساف) قلنا إن نوع الهجمات قد يتغير هذا العام».

وكان السفير الأميركي لدى أفغانستان كارل ايكينبري، تحدث في الإطار نفسه، وقال في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس على متن طائرة أقلته في زيارة خاطفة لإقليم قندهار المضطرب، إن حكومة كابل والقوات الأجنبية في أفغانستان، عليها أن تتوقع أن تصعد طالبان من الاغتيالات وهجماتها الانتحارية في المدن في إطار تغيير تكتيكاتها للتركيز على العمليات الإرهابية. وقال ايكينبري إن وقوع ثلاث هجمات في أربعة أيام فقط يشير إلى تغير في الاستراتيجية عقب تعرض طالبان لانتكاسات في مواجهة قوات الأمن الأفغانية والدولية.

وأضاف ايكينبري: «نشعر أنه خلال فصل الربيع والصيف سنشهد استمرارا للهجمات الانتحارية ربما على مستوى أعلى مما شهدناه العام الماضي». واعتبر أن طالبان يبدو أنها غير قادرة الآن على إبقاء قوات في ساحة القتال أو الدخول في معركة متواصلة. وأضاف: «لقد غيروا استراتيجيتهم، وبدأوا الآن حملة إرهابية مركزة جدا».

وربط مايكل أونيل، رئيس فريق إعادة الإعمار في هلمند، بين بدء عملية نقل السلطة من القوات الدولية إلى القوات الأفغانية، وتزايد العمليات الإرهابية المركزة. وقال أونيل الذي شارك في اللقاء مع الصحافيين أمس، إن «المتمردين يشعرون بالضغط من دون شك، وتغير التكتيك الذي نشهده، هو نتيجة لهذا الضغط».

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في يوليو (تموز) المقبل، تفاصيل بدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان، التي يأمل أن تبدأ العام الحالي على أن تستكمل في عام 2014. إلا أن التوقعات في الأسابيع الماضية، بدأت تؤشر إلى إمكانية احتفاظ الأميركيين بقواعد عسكرية في أفغانستان، علما أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصرّ على أن أي قواعد أميركية هناك بعد عام 2014 لن تكون دائمة.

وتحدث مسؤول بريطاني رفيع عن أن «القلق» الأفغاني من تسليم السلطة وانسحاب القوات الدولية، دفع بالمجتمع الدولي إلى تطمين الأفغان، بأنه رغم خطط سحب «إيساف» في عام 2014، فإن المجتمع الدولي سيحافظ على وجود معين بمهمات مختلفة.

ورغم ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإرهابية المركزة خلال الأيام الماضية، فإن المسؤولين البريطانيين يبدون ثقة في قدرة القوات الأفغانية على مواجهة تمرد طالبان لوحدها. وفيما أكد الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الأفغانية تتعاطى مع المتمردين «بشكل فعال جدا»، قال أونيل إن الشرطة الأفغانية والجيش بدآ يكسبان ثقة الشعب، وهو أمر أساسي لنجاح مهمتهما.

ويوم الاثنين الماضي، قتل مسلح شخصين في وزارة الدفاع الأفغانية بوسط كابل. وجاء ذلك بعد يومين على دخول انتحاري يرتدي زي الجيش الأفغاني إلى قاعدة صحراوية في شرق البلاد وقتل خمسة جنود أجانب وأربعة جنود أفغان. وقبل ذلك بيوم، اخترق مفجر انتحاري يرتدي زي الشرطة الإجراءات الأمنية المشددة عند المقر الرئيسي للشرطة في مدينة قندهار وقتل خان محمد مجاهد قائد الشرطة في إقليم قندهار بجنوب أفغانستان.

واكتسبت قوات الشرطة الأفغانية خصوصا صيتا سيئا جدا، إلا أن أونيل أكد أن الأفغان في ولاية هلمند على الأقل، بدأوا خلال الأشهر الـ18 الماضية، يظهرون نمطا مختلفا بالتعاطي مع الشرطة والجيش، اللذين يتوليان مهمات قتال المتمردين بنجاح.